عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, اسعد الله اوقاتكم بكل خير دائماً,, وبعد:
لقد قرأت عدة موضوعات حول موضوع الكليات والجامعات الاهلية الربحية فأرجو التكرم بنشر مداخلتي الثانية حول نفس الموضوع هي:
1- لماذا يصر معارضو تأسيس الجامعات والكليات على ضرب الامثلة بالجامعات التي تتربع على القمة جامعتي هارفارد وستانفورد بينما توجد مئات الجامعات الاهلية الربحية في شتى انحاء العالم ومعترف بها ويدرس فيها بعض طلابنا وغيرهم من دول العالم الثالث ونتعاقد مع خريجي هذه الجامعات والكليات وهذا دليل على ما سبق ان ذكرت في مداخلتي الاولى.
قال الشاعر
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر |
2- لماذا يصر معارضو تأسيس الجامعات والكليات الاهلية على ضرب الامثلة بمؤسسات انشئت لاهداف تختلف عن الاهداف التي من اجلها تأسست الكثير من الكليات والجامعات الاهلية فالمؤسسات التي ذكروها اسسها افراد او اسر او احزاب او تأسست على اساس ديني واذا كان بالامكان انشاء جامعات او كليات اهلية من قبل افراد او اسر فلا احد يمانع في ذلك ولكن متى يتحقق ذلك؟ ولدينا اعداد كبيرة من الطلاب والطالبات لم يتمكنوا من دخول الكليات او الجامعات وعدد آخر من الطلاب لم يقبلوا في التخصصات التي يرغبونها فالتحقوا بالجامعات والكليات خارج المملكة وحالنا يقول (مت يا حصان حتى يجيك الربيع,), وانتم يا معارضي انشاء الجامعات والكليات تعارضون ولا تضعون الحلول للاعداد الهائلة من الطلاب والطالبات سنوياً الذين لا يجدون قبولاً لهم في الجامعات والكليات ثم لو لم يكن للجامعات او الكليات الاهلية الربحية الا حسنة التحاق ابناء الوافدين في هذه الكليات بدلاً من تحمل الدولة تعليم بعضهم وبدلاً من ارسال الوافدين اولادهم الى جامعات اهلية ربحية في بلادهم او في غيرها لكفت وبعضهم يعود للعمل في السعودية بعد تخرجهم من تلك الجامعات الاهلية , ثم لماذا لا تضربوا امثلة بالجامعات والكليات التي انشئت في الخليج وفي غيرها بالتعاون مع جامعات عالمية يدرس فيها الطلاب والطالبات ويدفعون رسوماً دراسية ومعترف بها في الكثير من الدول ولا يخفى على الجميع ان الجامعات الحكومية في بعض الدول تستقبل اعداداً كبيرة من الطلاب قد تصل الى مئتين او خمسمائة طالب في قاعات المحاضرات الواحدة وهي جامعات معترف بها فهل اثر على مستوى خريجيها او ادى الى عدم التعاقد مع خريجيها؟ 0ومما يؤسف له ان العالم اصبح قرية صغيرة لكسب المعلومات واصبح كسب المعرفة امراً ميسراً بعدة طرق فتوجد المحاضرات بواسطة التلفاز او الانترنت والجامعات المفتوحة والانتساب والدراسات المسائية ونحن نعارض ان يتعلم اولادنا وبناتنا في جامعات او كليات اهلية ربحية حتى ولو كانت هذه الجامعات او الكليات تحت الاشراف المباشر لوزارة التعليم العالي ووفق الاهداف التي تحددها احتياجات المجتمع خشية من ان تحقق هذه الجامعات او الكليات بعض الربح لمؤسسيها ،لماذا لا نقارن بين ان يحصل اولادنا وبناتنا على قبول للدراسة وكذلك ابناء وبنات الوافدين بدلاً من ضياع الكثير منهم وبين تحقيق بعض الربح المرتبط بضوابط واشراف مباشر من الجهات المختصة عن التعليم.
3- ذكر معارضو انشاء الجامعات والكليات موضوع الشكوى من المستشفيات الاهلية وكما يعلم الجميع ان رضا الناس غاية لا تدرك وانه شبه مستحيل, او مستحيل ان تحصل على رضا الناس جميعهم ووجود شكاوى من المستشفيات الاهلية لا يعني فشلها والشكاوى ايضاً موجودة من المستشفيات الحكومية فهل يعني ذلك ان هذه المستشفيات لا تؤدي ماهو مطلوب منها؟! او تؤديه بنسب متفاوتة قد تصل الى 90-95%.
4- لماذا ممنوع على طلابنا وطالباتنا الالتحاق بجامعات او كليات اهلية ربحية في بلادنا تحت سمعنا وبصرنا وحلال ان يلتحق بعض طلابنا وبناتنا في الجامعات والكليات الاهلية الربحية في بلاد اخرى يمكن التغلب عليها ووضع ضوابط لها فالنقد ووضع الصعوبات والعقبات سهل ولكن وضع الحلول يظهر انه اصعب ولا يعنينا في شيء اعداد الطلاب والطالبات الذين لا يجدون القبول او لا يتيسر لبعضهم القبول في التخصصات التي يرغبونها وتزايدهم عاما بعد عام عليهم ان ينتظروا ولا يتعلموا لاننا نخشى ان تحقق الجامعات والكليات الاهلية بعض الربح وعليهم شد الرحال الى خارج المملكة كلهم او بعضهم وطبعا دفع تكاليف تعليمهم الباهظة، فبعض الاسر قادرة على الدفع وبعضها بالكاد يستطيع دفع التكاليف واسر اخرى قد يستلفون لدفع مصاريف اولادهم.
والنار لا تحرق الا رجل واطيها والحمد لله ان معارضي انشاء الجامعات والكليات الاهلية ذكروا اعداد الجامعات الحكومية والاهلية في امريكا وقد اظهر ذلك زيادة عدد الجامعات الاهلية على الحكومية.
الجامعات الاهلية 2019
الجامعات الحكومية 1576
ليكون الفرق اربعمائة وثلاثة واربعين جامعة اهلية زيادة عن الجامعات الحكومية، ولكن هل هذه الاعداد التي ذكروها تشمل الكليات الاهلية والكليات الحكومية ام انها فقط يشمل الجامعات الحكومية والجامعات الاهلية.
واذكر ان احدى الدول تأخذ على المسافرين المارين عبر اراضيها مبالغ لدعم التعليم العالي في تلك الدولة وما يهمني وما يهم اولياء الامور اولاً واخيراً هو ان يجد الابناء والبنات قبولا للدراسات العليا وفق ضوابط واشراف مباشر ووفق احتياجات القطاعين العام والخاص بحيث لا يشكل القبول عبئا ثقيلاجدا على اولياء الامور ويكون تحت سمعهم وبصرهم او على الاقل في بلادهم وقريبا منهم.
الخلاف في الرأي وارد وبالتالي فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.
محمد بن صالح الداود
الطائف- الشرقية