عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد اطلعت على ما كتبه بعض الاخوة عن فلذات الاكباد، حينما يمضون كل وقتهم في التسكع في الشوارع وغيرها من الأماكن العامة، فيضايقون الآخرين بتحركاتهم من مكان إلى آخر من غير داع لذلك, وقد يحدث بينهم مشادات ومنازعات يستخدم بعضهم فيها ادوات قاتلة.
ومن المحزن حقا ان نشاهد فلذات الاكباد وعماد الامة وقوام نهضتها يمضون اوقاتهم هدرا، والامة في امس الحاجة لشبابها فماذا أعددنا لذلك؟ أنتركهم لقمة سائغة للماكرين والحاقدين؟ إذا لم نكن الدرع الواقي والناصح الامين فلا خير فينا، لذا اجتهدت في هذا المقال وتعرضت إلى بعض الاسباب التي اوصلت فلذات اكبادنا إلى هذا الواقع المؤلم وسبل العلاج وهي:
1- ضعف الوازع الديني لدى البعض منهم فمنهم من لايصلي ومنهم من يؤخر الصلاة عن وقتها، ناهيك عن هجر تلاوة القرآن الكريم ومطالعة كتب الحديث وسير الاعلام والنبلاء, ولكي نعيد هؤلاء لجادة الصواب لابد من جرعات ايمانية متتالية ويتم ذلك عن طريق عقد ندوات ومحاضرات وبثها عبر وسائل الاعلام المختلفة وكذلك يفعل ائمة المساجد وخطباؤها.
2- إهمال الوالدين لفلذات اكبادهم أو من يقوم مقامهم، فتجد الابن يسهر الليالي الطوال وهو آمن من المساءلة والمناقشة.
3- المحيط الذي يعيش فيه مثل هؤلاء الشباب فالمغريات تتجاذبهم من كل جانب مثل القنوات الفضائية وقرناء السوء ويسر السفر,, الخ وهم في سن لا يستطيعون ان يميزوا فيها بين النافع والضار وغالبا إذا لم يجدوا اليد الحانية الامينة التي تجذبهم بعيدا عن تلك المغريات سيتحولون إليها لا محالة وحينئذ لاينفع الندم.
4- المدرسة ضعف تأثيرها في تغيير السلوكيات الخاطئة، فما نشاهده من سلوكيات شاذة خارج نطاق المدرسة يحدث مثلها او بعضها داخل المدرسة، وذلك لان المدرسة ضعفت هيبتها فلم تعد ذلك المكان المهيب في نفوس الطلاب وذلك للاسباب التالية:
أ- بعضها من الكادر الذي يعمل في المدرسة اتخذ التدريس مهنة للعيش فقط، فحري بالمعنيين في ادارات التعليم ووزارة المعارف مراعاة ذلك والاجتهاد في وضع الفرد المناسب في المكان المناسب، ويعظم الامر ويشتد حينما يتعلق بمديري المدارس، فنجاح المدير في عمله يعني نجاح العملية التربوية والتعليمية ككل, لذا لابد من التدقيق في اختيار مديري المدارس وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكنهم من ممارسة اعمالهم على اكمل وجه.
ب - منع العقاب البدني وهو علاج تربوي اوجد لمثل تلك السلوكيات الخاطئة لذا لابد من اعادة النظر والاخذ بمبدأ الثواب والعقاب البدني في العملية التربوية والتعليمية على ان يحاط ذلك بضوابط غليظة فالغاية من ذلك توجيه الطلاب وارشادهم لما فيه نفعهم وصلاحهم.
ج - المقررات المدرسية يجب ان يكثف من الموضوعات التي تتحدث عن سلبيات تلك السلوكيات الخاطئة.
د - تعيين اماكن مناسبة في المدرسة تتيح للطالب استثمار قدراته وتنمية مهاراته وابتكاراته لكي يستثمر طاقاته الكامنة استثمارا ايجابيا وينجز أعمالا تضاعف من ثقته بنفسه فيشعر بقيمته وأهميته فتسمو تطلعاته وآماله، وتكون المدرسة من احب الاماكن الى نفسه, ان افضل ما يشغل به هؤلاء وقت فراغهم مداومة القراءة والمطالعة في الكتب النافعة وزيارة الاقرباء والاصدقاء والمرضى والمشاركة في مختلف جوانب الأنشطة.
كما ان اشعار هؤلاء الشباب بأهميتهم وذلك عن طريق القاء بعض التبعات على عواتقهم يجعلهم يحسون بقيمتهم.
ومن المهم التوسط في تلبية رغباتهم وتحقيق امنياتهم، فلا شدة تدفعهم للاستعانة بالآخرين من ضعاف النفوس فيوردونهم المهالك ولا فتح الباب على مصراعيه فيعيش مثل هؤلاء عيشة الترف والبذخ وهم في سن لا يدركون عاقبة سوء تصرفاتهم.
ان الاستعداد النفسي للانحراف عند بعضهم، خاصة إذا وجد في بيئة تهيئ لمثل ذلك هو من الاسباب الرئيسية في مشكلة انحراف الشباب.
كما ان البطالة المنتشرة بينهم تجعلهم ما بين عاطل عن العمل او عاجز عن الالتحاق بالجامعات والكليات لذا لابد من ايلاء هذا الجانب الاهمية البالغة لان بقاء مثل هؤلاء على هذه الحال وتكاثرهم سينتج عنه آثار سلبية خطيرة واعظم الاخطار الانحراف الفكري والعقائدي, فلابد اذن من احتواء مثل هؤلاء وتحصينهم بالعلوم النافعة لان المرء كلما قل تعليمه سهل خداعه وانقياده لكل زاعق وناعق.
الاضطرابات النفسية والخلافات العائلية تدفع بعض الشباب للتعبير عن مشاعرهم المكبوتة بمثل تلك التصرفات المشينة وذلك من اجل لفت انتباه الآخرين نحوهم او لغرض اثبات وجودهم.
كما ان افتقادهم للقدوة الصالحة سبب لما يحدث.
وبعد : توجد في بعض الاحياء القديمة بيوتات هجرها اهلها، فأصبحت ملاذا لكل من هب ودب، فحري بالجهات المعنية في كل بلد ملاحظة ذلك واتخاذ الاجراءات اللازمة حيال هذا الامر.
وفي الختام الرغبة في انتشال فلذات الأكباد من هذا الواقع المؤلم والرقي بهم إلى مدارج العلو والكمال دفعني للكتابة في هذا المجال,, أسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد.
محمد بن فيصل الفيصل
إدارة التعليم بمحافظة المجمعة