هل حدث لك يوما ان وثقت في احد ما وجعلته اقرب إليك من نفسك ولا يمكن ان يدخلك الشك نحوه مهما قيل لك، يقال ان هذه هي الثقة العمياء التي ليس لها حدود, ولو طلب منك ذلك الشخص اي مبلغ من المال فانك لن تبخل عليه ابداً وان طلب خدمة ايضاً لن ترفضها.
نحن البشر تميل انفسنا وخصوصا النقية منها الى اعطاء الثقة في الصديق والعمل بنصيحته وجعله مستودع أماناتنا وأسرارنا، فماذا لو ان هناك شخصاً أسر مجموعة بخلقه وتعامله وكرمه وجعل الجميع يكنّ له المحبة العميقة,, أليس هذا شخصا ذكيا وداهية عصره أم أننا مجتمع تتسبب طيبة القلب المتأصلة بدواخلنا في ان نكون سذجا ويمكن خداعنا.
عزيزي القارىء، لقد اتضح من خلال التجربة والسمع من الثقات ان هناك من هم اشباه الشياطين او شياطين الانس الذين يتظاهرون بالوداعة والطيبة المفرطة إلى أن يحصل أحدهم على هدفه حتى لو طال زمان معرفتنا به ومن هؤلاء الشياطين من اعطاه الله العلم والمعرفة والثقافة العالية ولكنه يكون مصابا بمرض الكسل او بمرض يجعله يضحك على الآخرين حتى يحصل منهم على ما يريد.
لقد لفت انتباهي هذه النوعية من البشر الذين اسقطوا ضحية لهم في يوم من الايام، فلقد سمعت من صديق حكاية عن رجل هو صاحب فزعات وكرم مفرط وطيبة كبيرة أسقط كل الحواجز بينه وبين اصحابه واصبح واحداً منهم فلا يمكن ان يحلو السمر من دونه وهو الذي يقوم على راحة المجموعة فهو الذي يطبخ وينفخ ويتولى الأمور دائماً واخذ يحكي لهم قصصا تثبت قدرته في التجارة ومعرفته بالكثير من الشخصيات الهامة.
ويطل عليهم يوماً وهو حزين محمر العينين لخوفه من ان يكون الراكب الذي سقط في رحلة الطائرة التي نقل خبرها في الاخبار ابن عمه فهذا الراكب شخصية هامة,, وكل ذلك فبركة من خياله ليحصل على العطف ويؤكد قوته الاجتماعية.
ومع الايام وبعد ان اسر القلوب إذا به يطرح على المجموعة فكرة استثمارية تجعلهم يحشدون ما جمعوه طوال سنين ويسلمونه المال بنفس راضية ومن قوة الحيلة والنصب يبقى بين هؤلاء ولا يهرب بما جمعه من اموال وصل الى اكثر من مليوني ريال وكل يوم يحكي لهم ان البضاعة قد تأخرت لسبب ما,, وتمر الايام والشهور والجميع مخدوع به وفي نهاية المطاف يُكتشف انه محتال خطير وان كل ما قاله من معلومات عن نفسه كذب وادعاء وان عليه قضايا ومطالبات مالية.
وهناك من الاشخاص من ميّزه الله بقوة الذاكرة وسعة الثقافة فهوعبارة عن دليل متكامل من المعلومات حول رجال الاعمال من شرق المملكة الى غربها,, يأسرك بحجته الداحضة، وقوة حديثه ومع الوقت تدخل معه في مشروع فاشل لتكتشف أنه قد نصب عليك وأخذ مالك.
هذه النوعية من البشر من يصفهم لنا ويحلل نفسياتهم, وهل هو مرض مزمن يجعلهم يسعون إلى المال بطرق غير مشروعة رغم امكاناتهم العقلية التي يمكن ان تساعدهم في الحصول عليه بدون الضحك على الذقون!
لقد اوجست خيفة عندما سمعت عن هؤلاء، فهم اخطر من الشياطين حيث انك تراهم وتعايشهم كل يوم ورغم هذا فهم لا يجدون العقاب الرادع لهم.
ارجو ان يحذر رجال الاعمال من مثل هؤلاء كما ارجو ان اجد تفسيراً لمثل هذه التصرفات، فهذه النوعية من البشر تستطيع الدخول الى أي مجتمع والى أي مجموعة واي انسان وتكسب جميع هؤلاء الى صفها دون ان يشعر احد بهم وبخطرهم.
|