في الريادة النقدية 1-4 عبدالفتاح أبو مدين ناقداً د, محمد صالح الشنطي |
لعل من الانصاف بمكان ان تحتفي الامة بروادها ورجالها الذين حملوا أعباء التمهيد لنهضتها الشاملة ووثبتها الكبرى خصوصا في مرحلة تاريخية كهذه وبمناسبة عظيمة كمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، من هنا كان التفكير في التنويه بجهود جملة من النقاد الذين أسسوا للمشروع النقدي الذي اثمر هذه الحركة الثرية في النقد الحديث، فاصبحت تياراته ذات وجود راسخ في الساحة الادبية.
وإذا كان محمد حسن عواد وعدد من نظرائه قد نالوا من الدراسة لاعمالهم وجهودهم ما يستحقون فإن ثمة من لم يصيبوا حظا من الاهتمام كنقاد، وإنما عرفوا بوصفهم ادباء او مثقفين بوجه عام، وطغت المهمات التنفيذية في مجال الثقافة والادب على جهودهم التخصصية، كعبدالفتاح أبو مدين مثلا، ونحن نعرف تمام المعرفة ان مقالة موجزة أو دراسة عارضة مثل هذه التي نمهد لها لا تفي بحق احد منهم، فإننا نرى ان من واجبنا ان نستثمر ذلك في حفز همم الباحثين من الشباب إلى النهوض بأعباء الدراسة المتعمقة لجهود هؤلاء النقاد بوصفهم مؤسسين ورواداً، واصحاب رؤية نقدية كان لها دورها في التمهيد لظهور الاجيال التالية ورعايتها والاخذ بيدها.
** وسأحاول في هذه العجالة، وفيما يتلوها - إن شاء الله - أن ألم ببعض مظاهر المشروع النقدي التأسيسي الذي نهض به بعض هؤلاء النقاد.
وسأبدأ حديثي بواحد من النقاد والرواد الذين يمتلكون فلسفة ورؤية ورصيداً متميزاً في دعم الحركة الثقافية وهو الاستاذ عبدالفتاح أبو مدين.
لا أجد في حديثي عن عبدالفتاح أبو مدين الناقد خيرا مما كتبه أحد أبرز النقاد الذين عايشوه وكانوا على مقربة منه من انه فيه شيء من ذائقة طه حسين وصلابة العقاد وعنفوان زكي مبارك، وانه لم يفرغ للدرس النقدي فيبلغ ما بلغاه من شهرة في تاريخ النقد العربي الحديث، حيث توزعت جهوده - كواحد من ألمع الرواد - في مجالات متعددة، وكان في اعماله ومقالاته وكتبه موزعا بين البحث الادبي النظري للقضايا والدرس التطبيقي للنصوص والعرض العلمي للكتب والابحاث، وانه ذو ذائقة نقدية مشحوذة مدربة على الرغم من بعض الملامح التي تعتبر من سمات المرحلة التاريخية التي تميزت بظهور الرواد، فهو ينتمي للحركة النقدية كما تبدت لدى مجايليه كالتعميم والتنطع والانطباعية واستثمار المصطلحات التي شاعت في موروثنا النقدي كالحديث عن روعة التصوير وقوة السبك وجمال الايحاء وسمو المشاعر وما إلى ذلك، وما اشار إليه هذا الناقد من تميزه في النقد اللغوي حيث التركيز على الاخطاء النحوية والصرفية وتوجيهاته في هذا المجال حيث النزعة التعليمية في الحديث عن أحوال الكلمات وتراكيب الجمل مما يجعله يشدد النكير على اولئك الذين يشهدون بسائط النحو، وكذلك تركيزه على الهنات العروضية.
** ولم يقتصر على هذا الجانب بل عمل على متابعة الهفوات المتعلقة بالتحقيق عند تعرضه للكتب المحققة، ولم يغفل (النظم) الذي يعتبر التركيز عليه من اهم السمات الاسلوبية، ولهذا توقف عند مسألة غاية في الاهمية مثل المناسبة بين عناصر الصياغة الاسلوبية، وله ملاحظاته المهمة في هذا المجال (1) وربما كان من ابرز ما يميزه تأكيده لاهمية المضمون الاخلاقي والانساني، وهو صاحب رؤية عصرية في الثقافة تتجاوز إطار النقد اللغوي أو الاخلاقي، وتتمثل في ابحاثه النظرية وممارساته الثقافية وحفاوته بالجديد في هذا المجال,وفي حديثي عن أبو مدين الناقد سأحاول ان احدد اهم المجالات التي تحرك في إطارها متجاوزا عن المعالجة المستقلة لكل كتاب من كتبه النقدية على حدة.
** أولا - النقد النظري الذي يطرح من خلاله رؤيته لعدد من القضايا المحورية في هذا المجال لعل ابرزها:
رسالة الناقد ومقاييس النقد، وذوق الناقد وأدبه، فهو يرى فيما يتعلق بالمسألة الاولى ان الناقد بمثابة الراعي وراء القطيع من المواشي، وإذا تخلى الناقد عن هذه المهمة الرقابية فإن الاديب لا يستطيع ان يعرف خطأه، ولن يسعى للبحث عما يشق على نفسه من اجل التحصيل المعرفي، وربما اخذه الغرور، وهو يقول: ان الناس يخطئون حين يقولون ان النقاد يحملون في أيديهم معاول، ليهدموا ما بنى غيرهم، بيد ان هدف رسالة النقد، هو اصلاح ما فسد وتقويمه، ليدرك المنشئ خطأه (2) .
اما فيما يتعلق بمقاييس النقد فهو يتحدث في مقدمة هذا الموضوع عن ثقافة الناقد اولا، وانها لا ينبغي ان تقتصر على الجانب الادبي فحسب، مؤكداً على أهمية الثقافة العلمية الفنية وحقائق الحياة الفكرية والادبية، اما التفكير النظري الخالص والاشتقاق المنطقي (كما يسميه) فهما غير كافيين للناقد ويستشهد بما قاله الدكتور النويهي عن الطالب البريطاني الذي يجبر على دراسة قدر صالح من الفيزياء والكيمياء وغيرهما قبل التخصص في اي فرع من فروع المعرفة بالاضافة إلى مواد أخرى تؤهله لهذا التخصص.
وهو يرى انه لا يكفي ان يقيس الناقد الادبي بمعايير علمية فحسب، كما لا يكفي ان يستجيب للنص استجابة تلقائية وإنما ينبغي ان يبحث عن الجذور: كيف استجاب؟، وهل أحدثت فيه كلمات النص اثرا؟ وما مرجع هذا الاثر؟ كما عليه ان يتخيل حال الاديب والعوامل التي اثرت فيه وحالته النفسية التي بعثت في نفسه ذلك الشعور، وهو يطلب من الناقد الاجابة الدقيقة المنضبطة التي لا تعطيها إلا دراسة حقائق الكون وحقائق الحياة والحقائق العلمية التي توسع مدارك العقول وتعمق قوة التفكير وترهف القدرة النقدية، وهو يشير إلى ان كثيرا من النصوص التراثية تحتاج إلى الالمام بمعارف متخصصة، ويرى ان الناقد الناجح يحتاج إلى دراسة الادب الغربي على قدم المساواة مع الادب العربي، ورسالة النقد ينبغي ان تنبني على الصدق في القول، والامانة النقدية تقتضي الترفع عن السفاسف والسخف والاغراض الشخصية ويحدد خطوات الناقد: بدراسة المعنى العام ثم اللغة والوحدة الفنية، فينبغي ان يصور الواقع على ضوء النظريات التي ينبغي ان يبني عليها النقد مستسقاة من الحقائق العلمية، ثم يبدي رأيه في اخلاص وأمانة، وعلى المنقود ان يتقبل ذلك وألا يضيق بالنقد النزيه، وعلى النقاد ان يكونوا جديرين بثقة الناس الذين يعيشون بينهم (3) ، وهذا توجيه اخلاقي تعليمي يعتبر من اهم السمات التي تطبع نقد أبو مدين .
ولعل من اهم القضايا التي وقف عندها ابو مدين ذوق الناقد وأثره في الحكم الادبي (4) إذ يعرف الذوق الادبي بأنه ملكة ذات استعداد فطري تدفع صاحبها إلى تقدير نواحي الابداع في الاثر الأدبي ويعقب على ذلك مشيرا إلى ان هذه الملكة الموهوبة لن تغني وحدها غناء نافعا إذا لم تصحب بدراسة ثقافية تشمل المعارف الهامة في المحيط الانساني، وهذا تأكيد لما أشار إليه فيما سبق حين تحدث عن معايير النقد، فالفطرة وحدها لا تكفي إذ لابد من الثقافة العلمية، ويستشهد بنص طويل لطه حسين يفصل فيه مسألة الذوق متحدثا عن اثر البيئة المكانية والزمانية في تكوين ذوق الناقد، فالذوق دربة واستعداد في آن.
** ويرى الناقد ان الذوق عام وخاص، وان كليهما يقتنى بالقراءة، ويرى ان المرحلة الاولى في تاريخ النقد العربي في العصر الجاهلي وما وليه يعتبر نقدا ذوقيا، وأما في عهد التأليف فهو نقد منهجي، وان الذوق في النقد المنهجي، وان كان ذوقا خاصا - يقوى بالمرانة وطول البحث والمدارسة ويستشهد برأي الجاحظ الذي يرى ان الكتب تشحذ وتفتق وترهف، ويمضي الناقد في استعراض آراء نقادنا القدامى في الذوق عند ابن طباطبا في عيار الشعر الذي يبدو النقد عنده ثمرة ذوق ناقد فاقه، وعند الآمدي صاحب الموازنة الذي يرى رأيا قريبا مما قاله ابن سلام الجمحي حيث يتبدى وجه الشبه بينهما واضحا في حديث الاول عن الجاريتين تتشابهان في كل شيء ثم يفضل الانسان احداهما على الاخرى دون ان يشرح السبب، وكلام الثاني عن الفرسين الجيدين يفضل الانسان احدهما على الآخر دون ان يقدر على عبارة توضح الفرق بينهما والتعليل للتفضيل في البيان العربي مما اختلف فيه النقاد.
وعند أبي الحسن الجرجاني صاحب الوساطة ويرى الناقد ان الحسن لا يكون إلا حيث الطبع إذ يقول: وكان الاولى ان يقتصر على قوله يعني الآمدى عن قول لأبي تمام أورده جمعت اصنافا من البديع إذ ليس كل بديع حسنا في نسقه وهذا يقضي به الذوق المثقف، إذ أخذ على الجرجاني اختياره لمقطوعات تمثل - من وجهة نظره - المعنى البديع والصنعة البارزة.
وأشار ابو مدين الى ان عبدالقاهر الجرجاني اوضح مسألة الذوق الادبي ايضاحا ملك أعنة الجدل الصائب والتدليل المقنع، وأشار إلى ان عبدالقاهر يخالف الآمدي وابن سلام حين ذهب الى انه من غير الممكن معرفة اسباب التفضيل بين حسن وحسن.
وحين يفرغ من تتبع هذه المسألة عند القدماء يرصدها عند المحدثين فيرى ان أحمد ضيف ينأى بالذوق الخاص عن الحكم الادبي، لان الذوق في رأيه استحسان ما يحبه الانسان لنفسه، فهو ذاتي مع ان النقد يحب ان يكون موضوعيا، ويرى ان ضيف قد تناسى ان للناقد فكره ومنطقه، وان هذا الفكر لا يجعل الذاتية تتغلب على الموضوعية، ثم أشار إلى ان الذوق دربة واستعداد عند طه حسين ويرى ان المسافة بين طه حسين وأسلافه متقاربة جدا، أما أحمد الشايب فهو أول من توسع في تفصيل الحديث عن الذوق يسنده في ذلك فكر متقد واطلاع شامل كما يقول أبو مدين ويستشهد بقوله: إن الذوق السليم عدة الناقد ووسيلته الاولى، فإليه يرجع ادراك جمال الادب, ويرى ان الذوق في رأي أحمد حسن الزيات قريب من رأي عبدالقاهر الجرجاني وأشار إلى قوله في كتابه دفاع عن البلاغة ان للذوق مصدرين يستمد منهما الحكم في جميع قضاياه، احدهما العقل المتزن، وهو يحكم في التناسب والقصد والترتيب والعلائق المشتركة، بين السبب والنتيجة، او بين الطريقة والغاية، والذوق المستمد من هذا المصدر له ما للعقل من الوضوح,, أما المصدر الثاني فهو العاطفة، وهي الشعور الواقع على النفس مباشرة، والذوق عنده حاسة معنوية يصدر منها انبساط النفس وانقباضها ويخلص الى انتقاد بعض النقاد المعاصرين الذين يأتي كلامهم مستغلقاً وذلك لانهم اطلعوا على شذور مما كتب الغرب ولم يربوا اذواقهم بالاطلاع على التراث العربي أولا.
** ويعرج على مسألة مهمة تتعلق بأدب الناقد الذي لا ينبغي ان يتعالى على المنقود ويسف مستشهدا بما كان بين الرافعي والعقاد في على السفود وما كان بين عبدالوهاب عزام وأحمد امين في اعقاب ما كتبه امين عما اسماه جناية الادب الجاهلي على الادب العربي ، مما يكشف عن سعة اطلاعه وفلسفته النقدية التي تؤطرها نزعة اخلاقية تعليمية وقد كرس هذه النزعة فيما نشره من مقالات تحدث فيها عن السبل الكفيلة بالنهوض بالادب، من حيث وجوب الاطلاع على الاداب الشرقية والغربية ودرسها درسا معمقا، وأشار الى دور المجلات الادبية التي ينبغي ان تدعم ماديا ومعنويا ودعا الى تمحيص ما ينشر من قبل لجنة من كبار الكتاب والادباء.
ويتضح منهج الكاتب في مبادئه النظرية خصوصا فيما كتبه عن الذوق، فقد عمد الكاتب الى ترتيب افكار في مقدمات تستخلص منها نتائج تؤكد صحة ما ذهب إليه الناقد، فقد قدم لاطروحته بأفكار عامة بدت مرتكزات منطقية لرؤيته النقدية ثم عمد بعد ذلك الى تمحيصها وتفصيل القول فيها، فأرسى قواعد راسخة لجهازه المفاهيمي وأدواته فأوضح المداخل وهيأ الاذهان، فأكد خصوصية الذوق كمسلمة مبدئية لا يأتيها الباطل معللا بذلك سبب تمايز الاحكام النقدية واختلافها، كما أوضح اشكالية المفهوم فيما يتعلق بتعريف الذوق، وقد استعان الناقد بوسائل أدت إلى تماسك فرضياته، إذ عمد الى تركيب اسلوبي يتكئ على جملة من التقريرات التي يمسك بعضها بأعناق بعض، وقد بنى استنتاجه على منطق استقرائي منظم، ويمهد لذلك باثارة الذهن عبر جملة من الاسئلة.
** وفي عرضه لافكاره يبدأ بالعام ثم الخاص، ويدعم رأيه بالدليل من خلال الاستشهاد بالنصوص، وان بدت طويلة احيانا، وهو ذو حس تاريخي مرهف، تطرد من خلاله عملية رصد المراحل في سياق متصل، فالتطور يتسق زمنيا ويترابط عبر التماثل والتواصل، ويعمد إلى دقة الصياغة في بلورة القضية النقدية الرئيسة وترتيبها من خلال التصنيف الذي لا يندرج في إطار التقرير المتكئ على المعلومة المحضة بل على الاستنباط المستقرئ والحوار المتصل، ويبني اختياره للأعلام على اسس علمية منهجية في اطار المرحلة التاريخية المحددة، فقد بدأ بأحمد ضيف - مثلا - باعتباره اول من تحدث عن الذوق الادبي حديثا موضوعيا في محاضراته الجامعية، وثنى بطه حسين ثم بأحمد الشايب ثم أحمد حسن الزيات,إن آراءه النقدية النظرية تبدو بناء متكاملا، وليس شظايا مبعثرة، او نثاراً مبدداً او متناقضاً.
وفي إطار نقده النظري نجده يتخذ موقفا من قصيدة النثر، فيرى انها تجربة قديمة، ولكنها لم تثمر شيئا ذا بال، ويبحث عن جذورها لدى جبران خليل جبران والآنسة مي زيادة، ويرى ان آثارهما لم تظهر إلا في العقد الثاني من هذا القرن اما الذي بدأ باصطلاح الشعر المنثور فهو خليل مطران في حفل تأبين الاديب إبراهيم اليازجي عام 1906م، ونشر ما قاله في ديوانه الشعري تحت عنوان (شعر منثور).
ويبحث عن جذور هذا الشعر في الغرب فيتحدث عن والثمان الامريكي وملتن وشكسبير الانجليزيين، وقرر ان والثمان هو مخترع هذه الطريقة يعني اطلاق القصيدة من قيود العروض كالاوزان الاصطلاحية والبحور العرفية غير انه جعل لهذا الشعر المطلق وزنا جديدا مخصوصا وقد انضم إليه بعد موته كثير من شعراء أوروبا، وينبه الى ان اهمية هذا الشعر عند والثمان وأضرابه إنما تكمن في الفلسفة والتصور وليس في غرابة القالب فحسب، وهذه ملاحظة ذكية تنم عن سعة أفق.
** ويتحدث عن امين الريحاني بوصفه من رواد هذا اللون من خلال نموذج يختاره، ويقارن بينها وبين قصيدة خليل مطران في رثاء اليازجي، ويرى ان ثمة,, توازنا بين الفكرة والعاطفة عند خليل مطران، بينما هناك غلبة للعاطفة عند الريحاني، واشار إلى ان موجة الشعر المنثور ظلت تطفو وترسب على مدى خمسة وعشرين عاما حتى جاء حسين عفيف الذي تحدثت عنه مجلة شعر ووصفت شعره بأنه تجربة حية لا تنفصل عن السياق الثقافي العام، ويؤمن الناقد على وصف حسين عفيف للشعر المنثور بانه هو الذي يتحرر من الاوزان الموضوعة ولكنه لا يجنح إلى الفوضى، بل يسير وفق اوزان مختلفة يضعها الشاعر عفو الساعة ومن نسيج موحد في اوزان تتلاحق في خاطره، ولكنها لا تطرد ويرى ان التسلسل في ايقاع الشعر المنثور بديل للتجمع في الشعر المنظوم فهو ميلودي متنوع الايقاع وليس هارمونيا ذا وتيرة واحدة ويصف ناقدنا هذا الرأي بأنه خلاصة جيدة لاقوال من ابدوا تأييدهم للشعر المنثور ويوضحها باشارته إلى الموسيقى الداخلية المنبعثة من اطراد الكلمات وفق ما تؤديه من معاني النفس وتموجات خاطرها، ويتوقف عند ما أشار إليه بعض النقاد من شبه بين حسين عفيف وطاغور، ورأى ان الشبه ماثل في الرقة الحانية والهمس الخفي والتغلغل في اسرار العواطف، وذلك يندرج، في مفهوم الشعر منثورا او غير منثور.
** ويمضي في تتبع هذا النمط والقول الشعري متحدثا عن مصطفى صادق الرافعي، ويرى انه ترك روائع ادبية في مجال الشعر المنثور يرينا ان الشعر المنثور قد يكون ضرورة ملزمة ويستعرض نموذجا من قصة للرافعي.
ويشير إلى ان بعض رواد الشعر الحر لم يؤيدوا قصيدة النثر وتحدث عن موقف نازك الملائكة من ديوان حزن في ضوء القمر النثري للماغوط، حيث وصفته بأنه نثر عادي وليس شعراً ويورد الناقد رأي الدكتور جابر عصفور الذي اقر بأن 90% ممن يحاولون قصيدة النثر لا علاقة لهم بها كما يستعرض آراء العديد من النقاد، ويعود فيتتبع ظهورها وتطورها تاريخيا وينتهي إلى ان الاشكالية تكمن في العنوان غير المتجانس, إنها اشكالية سيظل الجدل حولها يدور ويتجدد الى ما شاء الله.
|
|
|