النص الجديد - في خطوتها الثامنة المتغير الشكلي - باتجاه العمق,,! محمد الدبيسي |
** وفي سعيها لتحقيق المختلف تشوفاً للمستقبل وشجاعة - متقدمة - لخوض غمار تحدياته.
,, ولانها تضع نفسها مختلفا يجسد نبرة الصوت الثقافي ويعايش واقعه، ملامسة، ومشاكلة، واستيعابا ها هي إذن تتقدم بخطوتها الثامنة .
وبجسارة اعي مبرراتها,, وقدرتها على تخطي نتواءات المشهد الثقافي,, وأعباء تقديمه كمتصور مكتوب,.
وايصاله للقارئ كفاعلية حضارية قوامها الثقافي بتعدداته وتبايناته,.
** وإذ كان المختلف الشكلي هنا، قد مس هيئة تحرير مجلة النص الجديد في بانوراما هيئة المستشارين المكوّن من احد عشر اسما فاعلا ومتفاعلا في ساحتنا الثقافية تلتمع فيه اربعة اسماء لثقفات مشهود لهن بالتميز فكراً وعطاء في الابداع والنقد,.
وهو ما يشكل اشارة حضارية على التعدد ودخول المثقفة وولأول مرة وبهذه الصيغة المشاريعية / التنفيذية بنية نموذج اعلامي ثقافي متميز هو النص الجديد وان كنا لم نلمس بعد العمق الفعلي لهذا الولوج ولعل ما سيجيء يحمل اجابة ذلك !!!
** مثلما تتيح هذه الصيغة التجديدية في هيئة القائمين على المجلة امل تواصل استمرارها وتراكم وجودها الثقافي بعمق ما تطرحه وتقدمه,, ضمن سيرورة الحياة الثقافية المتغيرة بالحذف والاضافة والتراكم,.
** يشير علي الدميني في حافة الكلام الى شيء من عبء التواصل والثقة بالتقدم ومواصلة المسيرة وفق محددات ومرجعية المنطلق,, ويرهص لمحتوى العدد الجديد بكثير من الثقة والتواضع وبمنأى الادعاء والمجانية، وقد ركز في كلمته - التي برأ في هامشها هيئة التحرير من ظن الاتفاق معه الرأي - على التغيير الذي طرأ في جهاز التحرير واتفاق اعضاء الجهاز الجديد على مواكبة متغيرات جذرية هائلة تطال اليومي والثقافي ويتم توصيفها والجدل حولها في افقنا الثقافي المحلي والعربي كما في العالم ايضا .
عبر تخصيص ملف العولمة والذي شارك في الكتابة فيه كل من د, محمود أمين العالم، أحمد يوقري، تركي الحمد، د, سعد البازعي، زكي الميلاد، حبيب الجميع، حمد الحمدان، د, ثريا العريض، محمد العباسي، عبدالعزيز مشري، عبدالله الخشرمي.
حيث جاء في حوالي خمسين صفحة,, وتناولته الاسماء المشاركة من محاور اهتماماتها الثقافية الخاصة فكريا ونقديا وابداعيا ومعرفيا.
** حيث قارب المشاركون قضية العولمة باشكاليات تلقيها في المجتمع العربي واطروحاتها المختلفة والتي تمس كل انساق الفعل اليومي في صيغة المتعددة، في تماساته الجدلية ولاسيما بالعروبي والاسلامي.
** أما الملف الآخر المخصص في هذا العدد والذي عنونته المجلة في فهرسها بشخصية وحوار وفي الداخل بسادن الاساطير - كتابة وشهادات فكان عن الاستاذ الرائد عبدالكريم الجهيمان واستغرق حوالي سبع وأربعين صفحة.
بدأه الدكتور معجب الزهراني بدراسة بعنوان ذكريات باريس - كتابة رائدة,, قراءة فات اوانها,, ربما .
حيث اشار الدكتور معجب إلى محاضرة بالفرنسية سبق ان القاها وتناول من خلالها كتاب الاستاذ عبدالكريم الجهيمان ذكريات باريس وهو - الدكتور معجب - عبر هذه الدراسة يطرح اسئلة باتجاه محاضرته تلك.
وفي الواقع ان هذه الدراسة الواعية تطرح اجابتها القرائية على اسئلة الجهيمان نفسه,, وتضع مضامين ذكريات باريس في نظامها المعرفي وتصل بها إلى مرتكزها الاهم، هو ان الجهيمان كان مسكونا بهاجس المشاركة بكتابه في سيرورة الاصلاح والتنمية والتحديث .
كما يشير الباحث ان كتابة الجهيمان تتميز عن كتابة أسلافه ومعاصيره كونها محكومة وموجهة بوعي لا يتطابق تماما مع وعي النخب المدنية .
وهذا في اعتقاد - الباحث - ما يفسر مظاهر الوعي القلق لدى الجهيمان.
** يلي دراسة الدكتور معجب حوار اجراه الاستاذ عبدالله محمد حسين مع سارق الاساطير يستجلي من خلاله آراءه حول العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية المعاصرة الى جانب اهتمامات الجهيمان الاخرى في الكتابة القصصية,, وجمع الامثال,, الخ.
** وتحت عنوان الوطن وبوصلة الضمير يكتب علي الدميني عن الجهيمان عبر قراءة متأنية مختصرة جدا للواقع الذي تشكلت فيه تجربة الجهيمان وفضاء امتداد هذه التجربة ومرتكزات ادائها عبر حقولها المتنوعة محيلا القارئ الى اسهامات آخرين كتبوا عن هذه الحقول وهم: يوسف الشيخ، ومحمد القشعمي، وسلطان البازعي، وناصر الحميدي.
** أما المحور الابداعي الرئيسي في المجلد مفازات(1) فقد احتفى بالقصيدة الجديدة عبر نماذج شعرية زاوجت بين ايقاعية شعر التفعيلة وانثيالات قصيدة النثر، لثلاثة عشر مبدعا وهم: أمجد ناصر، د, فوزية ابو خالد، احمد الملا، حسام اللحام، عيد الخميس، إبراهيم الحسين، جهاد هديب، لطيفة قاري، غسان الحنيزي، عبدالحميد يوسف، منصور الجهني، أحمد كتوعة، محمد المشيقح.
وفي كفة الحوار الابداعي الاخرى مفازات (2) المخصص للقصة ترجم حسن السبع قصة عودة المكبوت ل,ج, لابوح واحتوى العدد اضافة الى ذلك قصصا لكل من: ليلى الاحيدب، محمد علوان، عمر العامري، أحمد يوقري، عواض العصيمي، بندر الحازمي، عبدالله محمد حسين، فهد المصبح.
** أما محور اضاءة فقد اعاد نشر محاضرة الراحل الاستاذ عزيز ضياء نصف قرن من مسيرة الادب في المملكة العربية السعودية والتي قدمها الراحل لمؤتمر الادباء الاول الذي عقد في الفترة 15-5 ربيع الاول 1394ه في مكة المكرمة، ويجيء نشر هذه المحاضرة اتساقا مع نظاما المجلة الذي ينص على انه ولاعتبارات محددة يراها القائمون على التحرير يتم اعادة نشر بعض المواد التي سبق نشرها .
ولا يزال هذا المنحى المتميز في اطروحات المجلة يحظى بالتقدير نظرا لاتاحته الفرصة للمتابع والقارىء المحلي والعربي قراءة نماذج من البحوث الرصينة في مجملها ومحتواها لرواد الثقافة في بلادنا كما اشتملت الاضاءة على بحث الدكتور عبدالله الغذامي المقدم لمؤتمر الادباء الثاني الذي عقد هذا العام بمكة المكرمة وكان بعنوان رحلة المعنى من بطن المشاعر إلى بطن القارىء .
واختتمت الاضاءة بريقها بورقة واحدة خص فيها الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين، مادار في الملتقى الذي عقد في نادي جدة الادبي مساء السبت 15 رمضان 1419ه لبعض الادباء المثقفين للتحاور حول ما سوف يقدم من خلال مؤتمر الادباء السعوديين الثالث تحت مظلة النادي الادبي بجدة.
** وفي مدائن محور الدراسات من النقدية فكتب الدكتور محمد برادة دراسة بعنوان الحوار بين تيارات الثقافة العربية المعاصرة وكتب الاستاذ علي الشدوي دراسة بعنوان الذاكرة المكتوبة - شهر زاد عمل في ابن منظور .
كما كتب الاستاذ حبيب مؤنسي دراسة بعنوان في ماهية النص: الحضور والغياب - القراءة السياقية وتغييب النص .
** وفي محور مراجعات قدمت قراءات تطبيقية لعدة اعمال نقدية وابداعية.
فقدم الدكتور محمد الشنطي قراءة لديوان خديمة للشاعر محمد جبر الحربي وقراءة الدكتور عالي القرشي لكتاب الدكتور سعد البازعي احالات القصيدة.
وقراءة الدكتور حسن النعمي لمجموعة القاصة ناصر الجاسم النوم في الماء، وقراءة معجب العدواني لرواية رجاء عالم سرى يا رقيب واختتم العدد بقراءة محمد الشقحاء لمجموعة زينب أحمد حنفي نساء عند خط الاستواء .
** ظهر العدد الجديد من النص الجديد ب240 صفحة من القطع الكبير.
** ازدان غلاف المجلة بلوحة تشكيلية للفنان عبدالحليم رضوي.
** من سمات التغيير المشار إليه في اول السطور في هيئة المجلة انضمام كل من الشاعرتين فوزية أبو خالد وثريا العريض والدكتورة فوزية البكر وسعاد المانع إلى هيئة تحرير المجلة,, وكذا الدكتور تركي الحمد والدكتور فيحان الرويلي، كذلك استثمار الغلاف الاول من الداخل,, والغلاف الاخير في الاعلان التجاري,, وهو ما يشير إلى ثقة المعلن ربما في وصول المجلة الى قاعدة جماهيرية كبيرة من القراء.
الامر الذي نتمنى زيادة استثماره ثقافيا,.
|
|
|