الشخصية الرئيسة في السرد القصصي (البطل) تقوم العلاقة بين الراوي (كاتب النص) والبطل (شخصية السرد الرئيسة) على حميمية متأزمة وصراع ودود يتوهج النص الى اقصى درجاته تبعا لتلك الثنائية الغريبة المتنازع عليها من قبلهما، وعندما يتدخل النقد في العملية يزيد هذا الصراع تأججا يقلب تلك الحميمية الى عداء وسعي حثيث لأن يلقى كل واحد دور الآخر والمواجهة الساخنة في الاحقية، واذا كان الراوي شخصية حقيقية كما هو معلوم والبطل شخصية متلبسة غير ان الالفة بين الاثنين تقود العمل الى النجاح حينما ينسجمان معا تمردا ومعاناة وإحباطا,, اما إذا مارس الراوي سلطة على البطل بأسئلته, انا الذي كتبت,, فكرت,, توجعت,, صودمت، واستسلم البطل لها مات العمل.
لكنهما لن يقتسما غنيمة المجد بالتساوي فكم اشتهر راو على بطله، وكم تفرد بطل على راويه,, وفي النصوص القصيرة جدا قد لا يتحقق شرط الحصول على شخصية مثالية فغياب الزمان والمكان سمة القصة القصيرة جدا وانحسار السرد وتقنياته تحت وطأة التكثيف التي تتبخر وتتلاشى في الغالب في تلك النصوص يفقد العمل احلى ما فيه مخلفا قطيعة التلقي، ولجوء المبدع الى هذه الاعمال ليس عجزا بقدر ما هو قفز فوق سدم وغيوم قاحلة في فضاء الراوي الحياتية تلزمه الى الشعرية بعبارتها المقتضبة والرمزية المحشوة بالكثير المتخفي بين السطور، مما يوجد فجوة بين النص والمتلقي يذهب ضحيته الراوي الذي لن يجد بقربه البطل المثالي المنتظر، وتكف الساعة عن النبض ويتلاشى المكان ويغيب الحدث ويتوارى السرد فتكون المحصلة حياة اشبه بالموت، والبطل لحظة التلاقح غيب وساعة الولادة حقيقة وكل عمل له ملابساته غير ان ثنائية الراوي والبطل المضطربة تؤدي الى جنين مشوه وقدره الحتمي ان يأتي من الشعور او اللاشعور.
|