عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد
قرأت بتمعن ما كتبه الاخ الكريم عبدالعزيز السحيباني من البدائع في العدد 9652 الصادر في 15/11/1419ه تحت عنوان تعدد ادارات التعليم للبنين والبنات بالقصيم وتشتت الجهود التعليمية وقد ذكر فيه عدة عوامل تنتج الضرر الذي يلحق بالعملية التلعيمية من تعدد ادارات التعليم للبنين والبنات بالمنطقة وقد ذكر منها تقارب محافظات المنطقة واتخاذ كل ادارة تعليم اسلوبا مغايرا في العمل لاسلوب المحافظة الاخرى وتجاهل مسؤولية الادارة العامة للتعليم بالمنطقة وقد اشار إلى ان نظام المحافظات يتضمن ألا ترتبط محافظة بمحافظة اخرى في التعليم بل بالادارة العامة للتعليم بالمنطقة مباشرة,, ولكن في القصيم الامر مختلف تماما حيث ان هناك (5) إدارات لتعليم البنات وثلاث للبنين,, ويرتبط ببعضها محافظات أخرى,, والمشكلة تكمن في عدم وجود اعمال تنفيذية في ادارات التعليم هذه بل هي استنزاف لا مبرر له للاموال والجهود وزيادة الاعباء المالية على وزارة المعارف دون مقابل بل ربما تؤدي إلى نتائج عكسية لما هو مطلوب منها,, وسأسوق فيما يلي بعض التعليقات التي وددت اضافتها لمقال الاخ الكريم حتى تتضح الصورة تماما,, امام المسؤولين في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات:
1- يجب توحيد حركة نقل المعلمين والمعلمات بمنطقة القصيم نظرا للمعاناة الشديدة التي يجدها هؤلاء بسبب انفصال الاجراءات الادارية في النقل لكل ادارة تعليم على حدة,, فلو افترضنا ان معلما يسكن في مدينة بريدة ويقوم بالتدريس في مدينة عنيزة ويريد الانتقال الى مقر سكنه في مدينة بريدة بعد انتهاء خدمته في منطقة عنيزة التعليمية,, فإنه بعد ان يستهلك سنين عددا في منطقة عنيزة التي تبعد عنه حوالي 30كم فإنه حين ينتقل إلى منطقة القصيم التعليمية بريدة فإنه يرمى في منطقة نائية عن مقر سكنه في عقلة الصقور مثلا التي تبعد حوالي 200 كيلو متر عن بريدة وبالتالي فإن الامر زاد تعقيدا في هذه الحالة فإما ان يتحمل المشاق وبعد المسافة او ان يبحث عن الواسطات خصوصا إذا كانت ظروفه لا تساعده على السكن في قرية نائية,, وهذا ما جناه تعدد ادارات التعليم,, والمطلوب هو توحيد حركة نقل المعلمين في المنطقة بحيث يكون تحت تصرف الادارة العامة للتعليم بالمنطقة ضمانا لعدم وجود العراقيل التي توضع عادة في وجه هؤلاء المعلمين والمعلمات.
2- لا يوجد هناك دور يذكر للادارة العامة للتعليم بالمنطقة وليس هناك جهد في الارتقاء بالعملية التعليمية اليومية مثل حركة نقل المعلمين ومثل النشاطات الطلابية والمسابقات المدرسية واسئلة الامتحانات وغيرها,, وفي توحيد الجهود في هذه الادارة ضمان للتركيز وضغط الامكانات في جهاز واحد يقوم بتوزيع متماثل للنشاطات والجهود الادارية وضمان لعدم تركيز الامكانات الادارية والارشادية مثل الموجهين التربويين او الاجتماعيين في مدينة واحدة او محافظة واحدة وبالتالي الاستفادة من هؤلاء في المحافظات الاخرى التي تحوي قرى نائية ومدارس متعددة وكذلك ينتج عن ذلك توحيد اسئلة الامتحانات وزيادة المنافسة بين الطلاب إذا زاد عدد المدارس,, واختصار الجهود المالية والادارية التي تضيع هباء في دعم جهات ومدارس اخرى هي في امس الحاجة لها.
3- يلاحظ في منطقة القصيم وجود منشآت رياضية وثقافية ضخمة ومميزة في بعض المحافظات,, مثل المنشآت الرياضية والمكتبات العامة وبيت الطالب بينما تخلو منها بعض المحافظات,, وذلك بسبب وجود ادارة تعليم منفصلة فيها تركزت لها الجهود المالية والادارية,, وفي وضع هذه الامكانات بيد الادارة العامة للتعليم للبنين,, وكذلك الادارة العامة لتعليم البنات ضمان للتوزيع العادل بين المحافظات.
أحمد الراجحي
البكيرية