عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
قرأت مقالا للاستاذة نجلاء احمد السويل في العدد 9651 بتاريخ 14/11/1419ه المعنون انهم يقتلون الثقة تحدثت فيه عن قتل الثقة في الاطفال وطالبت في نهاية المقال بزرع الثقة حتى يتمكنوا من ذكر اسمهم في برنامج الأطفال بكل فخر, اتفق مع كلام الاستاذة بدور الآباء في زرع الثقة في نفوس ابنائهم ولا اريد استخدام الجمل الإنشائية ولكن اطرح نماذج من الواقع تبين مدى ماتزرعه الثقة في نفس الطفل, في إحدى الفضائيات كنت أشاهد برنامجا للأطفال، ويعتمد هذا البرنامج على طرح اسئلة كبيرة على الاطفال سأل المذيع الطفل: ماذا تتمنى عندما تكبر؟ اجابه الطفل اتمنى ان اكتشف علاجا لمرض السرطان، طفل عمره لم يتجاوز ست او سبع سنوات يمتلك هذا الطموح الكبير ولمشكلة حيرت علماء عصره.
وفي برنامج آخر في احدى الفضائيات طفل عمره خمس سنوات يقف امام الكاميرا والحضور ويقرأ في ورقة بكل ثقة وبدون ارتباك او تلعثم ويزداد الاعجاب اذا عرفنا ان الورقة تحتوي على مصطلحات مثل الحضارة والتكنولوجيا لابد ان وراءهما تربية عظيمة زرعت في داخلهما هذا الطموح والثقة بالنفس وليست كتربية الاولاد على (الشيكولاتة) عندما نريد ان نرضيهم او الضرب والزجر عندما يغضبوننا.
في مرة اتصلت على صديقي من احدى الدول العربية كلمني ابنه وهو في الرابعة من عمره لم استطع الا احترام هذا الطفل والتحدث معه مثل اي رجل زال استغرابي عندما قال والده انه ووالدته يعاملانه معاملة رجل حتى امور البيت يشركانه فيها,, اما نحن فمازلنا كما قالت الاستاذة نجلاء نقتل الثقة في اطفالنا, هذا ما نراه في بعض مجالسنا عندما يكون الكبار مجتمعين ويكون موجود بينهم طفل ما ان ينتهي الكبار من حديثهم وتمر لحظة صمت يحاول الطفل ان يتجرأ ويتصارع مع الخجل حتى يشاركهم في الحديث ويبدأ الكلام بصوت ضعيف وعيناه تنظران الى الحاضرين ليرى مدى اهتمامهم بحديثه وهو يتحدث يبدأ احد الكبار في الحديث متجاهلاً الطفل ويضيع صوته بينهم يغرق من الخجل وتتكسر الثقة في نفسه هذا اذا لم يقل له احد الحاضرين (عيب يا ولد لا تتكلم وفي المجلس رجال اكبر منك) واخيراً اتفق مع رأي الاستاذة, (وراء كل ثقة في الطفل تربية عظيمة).
هاني الحجي