Sunday 14th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 26 ذو القعدة


مفكرة للنسيان فقط
ماجد الحجيلان

نُزعت هذه الورقة من مفكرة عاشق قديم لم أستطع قراءة بعض الكلمات,, لم أحتمل قراءة بعض الكلمات؛ تصرفت فيها,.
***
جوابيّة
* أكتب اليكِ وحدكِ ياسيدتي,, لا أكتب حين أكتب إلا لكِ,.
أجيبُ على اسئلتكِ جميعها,, وسأحاول ان أكون مفهوما أكثر هذه المرة,.
ج- سأحدثكِ أولا عن الغياب,.
وقت تغيبين لا شيء يحدث، وهنا أنا في مشكلة ان لا شيء يحدث,, صحيح أني أغايبك، ولكن يكاد الصمت يصم أذني، وكنت تعودت ان أسمع اشياء كثيرة معظمها لا يسرني- بالمناسبة انتقي كلماتك جيدا,, المهم,, بعودتكِ يسود الضجيج اركاني,, وأعرفُ بكِ من أنا؟.
ج- ايضا قد لا تعلمين الكيفية التي أحبك بها,, يحب العشاق كفيما أتفق، وأحب إذ أفكر وأقلق,, ولما كنتِ هاجسي القلق أحببتكِ، إذن دعينا نتفق ان محبتك قلق ورؤيتك أرق,.
وربما تتساءلين: لماذا عشقتني وأغرمت بي ما دامت هذه رؤيتك لمحبتي؟,, هنا أمتنع عن الجواب فلن أحدثكِ عن العذاب والجنون,, اتركيني انطوي على شيء أخير,.
ج- أحيانا كنت أظن انك مثلي واقعة في حيرة ولا تدرين ماذا تفعلين وكيف تقولين؟
ولكن وحده الفضول يدفعكِ لي,.
أنتِ,, تعالي إسألي نفسكِ هذا السؤال ثم أجيبيني.
اعرف,, أعرف أنني أبدو قاسيا,, ولكن لا تسألي عما يحدث حين يهطل الليل,, لا تسألي أبدا.
ج- نعم إذا رحلتِ أجد بعدكِ فتات القصيد,, كلا,, أجد أشياء اخرى في انصرافكِ عني؛ مرافىء كجرح معتق,, جسدا أجر جره معي يثقلني لا أدري متى أتخفف منه,, روحا مكسورة من الوسط,.
ج- منتهى الحمق ألا تعرفي قيمة ان يحبك شاعر,.
يا نجمة أنتِ القصيدة التي أجمعها,, فلماذا لا تحفظين قصائدي؟
تتساءلين ايضا: لماذا اكتب بالرصاص,, حسنا سؤال وجيه سأجيبك بصدق,, تابعي جيدا:
أكتب بالرصاص لانه أكثر مباشرة,, وأنا أحب ان أرى حرائقي مشتعلة أمام الملأ,, وهل اعمق من الرصاص أثرا,.
وهل أوغل منها في النوايا,.
هناك شيء آخر,.
أتدرين لماذا أحب أن أكتب بالرصاص,.
لأنه يغني وهو يكتب,, ولذلك هو صديقي الذي يحني هامته لي، الذي لم يخنى في زمن تشابه فيه الصديق وغير الصديق,, انه ينتهي ليسطر لي شيئا,, الشمعة ساعة تذوب لا تخلّف وراءها إلا الظلام أما الرصاص فإنه يموت إذ يكمل مهمته الشريفة على وجه التمام وحينئذ يأكل ذاته,, إنه يؤثرني على نفسه ولذلك هو أثير عندي انه الفدائي الأول حتى قبلي أنا الذي أطلقته على الورق,.
ج- قلت سابقا: اعتني بما تقولين وما تكتبين,, وقصتنا ما كانت أبدا لتنتهي لولا ان بعثرتِ بعض السكاكين، لولا ان قلتِ كل ما تستطيعين,.
لم يكن ما أسمعه منكِ يهمك كثيرا,.
وأعود
أقول
كما
قلتُ
قديماً
ما كانت
تحفلُ
بالكلمات .
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
حوار
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved