عندما ترجم الأستاذ الدكتور،جون ماتوك john N. mattock كتاب الجاحظ الحيوان الىالانجليزية،أولع به المثقفون،ووجدوا فيه الفلسفة الشرقية الروحية البسيطة، وأخذوا ينسجون على منواله قصصا من واقع الحياة اليومية.
تختلف في شكلها ومضمونها عن نقل الراوي، ذلك النقل السطحي المعتمد على الاثارة الجوفاء والأسلوب الرديء المصاحب بالالحان الحزينة الجنائزية.
عندما كتب الروائي العالمي جورج أورول George orwel روايته المشهورة حديقة الحيوان the Animal farm على غرار الفلسفة الهندية عند الفيلسوف الهندي بيدباء حيث ترجمها عبدالله بن المقفع الى العربية عن الفارسية، وقد كانت رمزية سطحية، بينما صاغها أورول بأسلوب راق عميق رمز فيه الى زيف وكذب الشيوعيين،ونرجسيتهم، فقد كان هناك مزارع يملك عددا من الحيوانات على مختلف أنواعها وأجناسها، كان المزارع يحبس هذه الحيوانات في حديقة كبيرة ويربط البعض منها داخل حظائر قذرة ولا يهتم بنظافتها.
وذات يوم اجتمعت هذه الحيوانات واتفقت على قتل صاحبها والخلاص منه لأنه ينام في مكان نظيف، ويأكل أكلا طيبا، وأكثر من ذلك، ينام على سرير دافىء، وهي تنام في مكان بارد وقذر، على حد تعبير هذه الحيوانات، وفعلا هجمت عليه في ليلة من الليالي الشتوية الباردة وقتلته، وبعد القتل، بدأ القتال بينها، بسبب السرير، ومن ينام عليه.
هذه الفكرة ليست بالجديدة في عالم ظهر معظم أجياله على الصراع، ولكنها جديدة في روحها الغنية، لأن الروائي صاحب صياغة، ان لم تواكب الحدث، وتجذب اليها المتلقي وإلا صارت الفكرة تدور في حلقات مفرغة، لأن صياغة الحدث تحتاج الى روح مرنة تتفق وروح المتلقي، وتثير فيه حب الكشف عما وراء السطور، وما داخل العبارات والجمل، فالفن اتقان قبل ان يكون متعة وموعظة، وليس الزمن بزمن راوٍ وناقل للتاريخ في وقت القراءة والكتابة، وانتقاء الفنون القولية والمرئية والمسموعة.