Sunday 14th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الأحد 26 ذو القعدة


قصص قصيرة جداً

1- صورة حياة
قال: لمن حوله من الشباب الذين يسفكون دم الوقت متلذذين بلعبة البلوت او الكيرم، ويتبارون في صياغة الطرف، والحكايا- انه يحس بدنو منيته,, كان ينتظر استفسارا، او مواساة من احدهم تحسسه بقيمته كواحد من المجموع,, لم يلتفت الى مقولته احد,.
انهمكوا في لعب الورق وتبادل الطرف حتى ضج المكان بضحكاتهم,, تتسابق اكواب الشاي الى افواههم,, اما هو فكان يتحسس اطرافه التي سرت فيها برودة غير مألوفة,, مالبث بعد لحظات ان مال على جنبه الايمن مودعاً الحياة,, بعد يومين عاد الجميع بدونه لمواصلة اللعب,, لم ينسوا ان يكون حدث موته احدى الطرف التي تعبر على ألسنتهم!!
2- الفقيد
لم يكن الحدث الذي ألم به يستدعي كل هذا الحزن فالامر لا يعدو فقد احد الاظافر كان الامر لديه مختلفا,, اظفر خنصره اليسرى الذي منحه من العناية ما جعله يزيد على رفاقه في الطول واللون حتى اصبح علامته الفارقة,, فجأة انكسر,, لم يصدق عينيه,, ثار,, توجع,, بكى,, اظفري الحبيب ماالذي اصابك,, حمله الى الحديقة ودفنه برفق,, وضع على المكان علامة تميزه,, انتظر المواسين,, لم يهتم بأمره احد,, انكب يبكي على فقيده!!
3- حالة مستقرة
انتابته حالة حزن شديدة,, او قل الشوق الى شفقة احد ما,, يتلمض,, يطلب,, يدا تمتد نحوه لتواسيه من ما لا يعرف كنهه,.
الاطفال حوله يتراكضون,, بعض المارة يرميه بنظرة سريعة وينصرف,, يحس بنفسه خارج دائرة اهتمام الاخرين,, تنتابه حالة بكاء,, اعطى لعينيه المبادرة لتسح ما تختزن من الدموع.
انتبه اليها واقفة بقامتها الفارعة,, قالت: انت انت لم تتغير على مر السنين تتوق الى شفقة الناس,, وهم منصرفون حتى عن انفسهم,, لتعود للبكاء كما عهدتك,, رد بحزن لست ادري ماهذه الحالة من الرغبة في شفقة الاخرين,, نعم مازلت كما انا ابكي حتى اخجل من نفسي.
4- حلم
ليس حلمه ان يكون في القافلة,, كان يريد ان يكون غيره,, وغيرهم,, طموحه ان يكون لوحده,, ليس لوحده وحيدا,, انما لوحده متفردا,.
كان الزمن قد مضغ اغلب شبابه عندما استيقظ,, من غفلته كان الجميع قد حضروا احاطوه فمضى معهم,.
اصبح من ضمنهم على امل ان يغفلوا,, لكنه تذكر سباق الارنب والسلحفاة فعلم ان السيف سبق العذل.
ابراهيم محمد شحبي
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
حوار
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved