جاءت لقضاء إجازة نصف العام معنا هنا في الرياض,, وخيرتني بين ثلاثة أشياء,, كهدايا لصديقاتها بالجامعة,, سوفنير وقد جاء الاختيار الثالث والأجمل عبارة عن هدايا سوفنير عن المئوية,, وهنا اعجبت وأسعدت باختيارها فهي ولأنها تدرس بالقاهرة تعجبت أن تكون على صلة وثيقة بأفراح الرياض والمئوية, وعندما أعلنت دهشتي لتلك المتابعة,, أكدت أن هذا شيء طبيعي جدا إذ إن معظم كبار كتاب أشهر الأعمدة الصحفية اليومية كأنيس منصور وصلاح منتصر وآخرين تحدثوا لمدة وصلت أحيانا إلى عشرة أيام عن الملك عبدالعزيز رحمه الله وفتح الرياض كما أن التلفزيون المصري كان قد خصص العديد من البرامج لتغطية المناسبة بالإضافة إلى النشاط الثقافي بالجامعة هناك كان قد نظم محاضرة بكلية الطب التي تدرس بها ابنتي للحديث عن المناسبة وبالتالي كان من الطبيعي أن تنتظر منها زميلات الدراسة هدايا تذكارية عن السعودية والمئوية.
ولأنها طفلتي الكبرى القريبة من قلبي,, البعيدة معظم شهور العام عن عيني جبت معها الرياض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بحثا عن هذا السوفنير ,, لأختار معها الأنسب والأرخص,, وكانت المفاجأة أننا نعم نعيش وما زلنا أفراح المئوية والتوحيد وأننا نعم نعيش وما زلنا أوقاتاً ممتعة ممزوجة بالفخر والاعتزاز بكل ما له صلة بتراب هذا الوطن وأننا نعم امتلأت أفكارنا ومفردات حياتنا اليومية بشعار المئوية وأن مكتباتنا الخاصة ملئت بالأبحاث والكتب التي استعدنا معها تاريخ المملكة المشرق وأن الطفل لدينا من السهل جدا أن يترجم ويقرأ معنا بالكلمات شعار المئوية.
ولكن هل استثمر القطاع الخاص ومصانعنا الوطنية تلك المناسبة كما يستثمر القطاع الخاص والمصانع وقافلة المستثمرين في البلدان الأجنبية الغربية منها والشرقية كافة مناسباتهم والتي قد لا تتعدى أحيانا مجرد كأس العالم مونديال أو مهرجان سينمائي كان أو حتى فيلم ناجح إذ بات من الطبيعي والمألوف أحيانا أن يرتدي شبابنا وترتدي فتياتنا بعض السلع,, التي تتحدث عن تلك المناسبات,, ولعل جولة عابرة ومحلات السوفنير أي الهدايا الخاصة بالساعات والأقلام ومختلف الكماليات سندرك من خلالها أننا سوق مستهلك جدا لكل ما هو مشهور وناجح في الخارج فكلنا يتذكر مونديال فرنسا إذ على الرغم من أننا هنا في الرياض كنا متابعين له فقط من خلال الشاشة الفضية كان من الطبيعي أن نحصل وبسهولة من أسواق الرياض على العديد من السلع الممكن أن نطلق عليها سوفنير ,, عن مونديال فرنسا وكذلك الحال مع هذا التيتانك فأشهر حملات الهدايا لدينا مليئة بمختلف المنتجات الصغيرة والجذابة جدا والتي تحمل صور أبطاله والتي انتشرت أيضا لدى بعض (التي شيرت),, والأقلام والساعات وأغلفة الدفاتر وشنط السيدات والإيشاربات وبعض الأقمشة وخلافه.
ومع الفارق الكبير جدا بين مناسباتنا ومناسباتهم نتساءل: لماذا لا يستثمر أصحاب الأعمال والمصانع لدينا مناسباتنا المختلفة لترويج بعض السلع التي من الممكن من خلالها أن نمد المزيد من جسور المحبة أولا بين الوطن والمواطنين, إذ حتى الطفل الصغير يسعده دوما أن يحمل على ظهره شنطة مدرسية تحمل شعار المئوية,, أو قلماً يزين بهذا الاشعار.
وثانيا بين المواطن والمقيم وثالثا بين الوطن والخارح من خلال تلك الحقائب والوزن الزائد دوما في صحبة المسافر للخارج سواء أكان لاستخدامه الشخصي أو هدايا للآخرين بالخارج هدايا تعبق بتراب وأصالة هذا الوطن,, هدايا ترسم أجمل رسالة عن السعودية وهي تحتفل بالمئوية والتوحيد.
حقا كثيرة هي معاني الفخر والاعتزاز التي من الممكن أن يستثمرها أصحاب رؤوس المال وقليل هم من فكروا حقا في استثمارها.
وأخيرا ولأنني انتمي ثقافيا لهذا الكيان السعودية وأحمل بين ثنايا فؤادي حبا كبيرا له اخفيت عن طفلتي فشلي في توفير سوفنير المئوية واكتفيت بوعد أن أوفر لها عند عودتها عددا من تلك العملات الورقية الجميلة والرائعة التي تحمل شعار المئوية وصورة البطل العربي الرمز ,, ولأنها تنتمي لجيل الشباب المادي جدا رحبت بالفكرة وقالت هكذا هي الهدايا وإلا فلا,.
ابتسام الصياد