كل طفل يولد موهوب الكبت يقهر الأطفال ويولد الخوف لديهم التشجيع يزيدهم ثقة وإشباع مواهبهم جزء من عملية النمو |
تحقيق : عذراء الحسيني
كل طفل موهوب,.
ليست هذه مبالغة لفظية وانما هي حقيقة علمية اكدتها العديد من الابحاث والدراسات التي اجريت خلال السنوات الاخيرة الفارق الوحيد - تقريبا - بين طفل وآخر ان احدهما توفرت له بيئة المناخ الملائم الذي يكسبه الثقة في النفس فينطلق ليبدع ويبتكر وتنمو مواهبه نموا سليما ورائعا والآخر يمارس ضده القمع والكبت فتتبدد موهبته وتختفي.
(الجزيرة) تناقش هذه القضية مع مختلف اطرافها.
أعوده على ركوب الحصان
تقول ام محمد سليمان ابني اسامة ومنذ صغره يتشوق ان يرافق والده الى المزرعة ليمتطي الحصان مثل والده ويسابق الآخرين وكنت اشجعه على الفروسية فاشتريت له حصانا صغيرا مثل حصان والده ولكنه كدمية يركبها ويهز اقدامه فوقها متمثلا حركات والده على الحصان وهكذا نمت الاحاسيس بالشخصية لدى ابني وذلك بتعزيز رغباته الايجابية.
وتضيف: انا ضد القمع لانه يقهر المبادرة ويولد لدى الطفل الخوف ولكني اميل الى معالجة النزاعات السلبية لدى الطفل مثل الانانية والفردية والانطوائية وكلها تلازم حياة الطفل ولكن لهذه الاعراض السلبية اساس في البيئة واسلوب التربية لا يوجد طفل سلبي بالفطرة وآخر ايجابي بل هناك بيئة سلبية وبيئة تنمي مدارك الطفل وحواسه ونفسيته وهي البيئة الايجابية.
طالبة متفوقة
ونسأل الطفلة رغد عبدالمحسن الزيد عن كيفية تنمية ثقتها بنفسها حين تواجه المعلمة في الصف فتقول: انا احفظ اناشيد لا يحفظها غيري من طالبات الفصل ولذلك فأن المعلمة تجعلني اخاطب التلميذات بهذه الاناشيد بواسطة ميكرفون الاذاعة المدرسية وكذلك فأنا احفظ الاشعار والقيها بصوت خطابي لزميلاتي في المدرسة وايضا انني مجتهدة والاولى على صفي وتقول معلمتها بأنني احاول ان ابث روح الثقة في نفوس طالباتي عن طريق الاقتراب الحميم من كل طالبة صغيرة اعرفها عن قرب واشجعها على الدراسة واكسب ثقتها وبهذه الطريقة تشعر الطفلة بأنني اخصها بعنايتي كما انني احاول ان امتدح اي مبادرة حسنة لدى الاطفال واحيانا اعاملها كابنتي فارتب شعرها او ملابسها المدرسية او الفت نظرها بطريقة ودية الى ضرورة ان تقوم بكذا وكذا وباسلوب غير مباشر.
عدم الاهتمام
اما ليلى عبدالرحمن فقد اتجهت الى كتابة الشعر في مرحلة مبكرة من طفولتها ولكنها لم تجد اهتماما بموهبتها من المحيطين بها وتقول: كنت القي الشعر في الاذاعة المدرسية واشارك في مسابقات عديدة واميل الى كتابته ولكنني لم اجد اهتماما من امي او ابي بل وجدت لا مبالاة تامة بموهبتي فتوقفت عن كتابة الشعر وعن القائه في المدرسة ايضا.
الأم لها دور كبير
وتؤكد د, عواطف محمود حسن اخصائية نفسية ان الطفل يفقد ثقته بنفسه عندما يجابه برد الفعل السلبي من قبل الام او الخوف والقلق من جانبها فقد يميل الطفل للاقدام على بعض الامور مثل السباحة ويملك القدرة والثقة والشجاعة على فعل ذلك ولكنه يرى الخوف والقلق بعيني امه فيفقد هذه الثقة ولاشك ان تشجيع الموهبة تزيد ثقة الطفل في جميع المراحل ولكن بعض الامهات يتجاهلن الامر تماما مما يسبب احباطا كبيرا لدى الطفل قد يستمر معه حتى مراحل متأخرة من العمر ويغفلن ان التشجيع له اثر كبير في تنمية الثقة فمعنويات الطفل بحاجة الى من ينميها ويربيها حتى يكون اكثر ثقة بنفسه.
لا,, لفصل الموهبة والدراسة
كما تشير الاستاذة عبير الدامغ اخصائية اجتماعية الى اهمية اكتشاف الاهل لمواهب الطفل والتعرف عليها ومن ثم التفاعل معها ولكن بعض الاسر تتجاهل موهبة الطفل لاعتقادهم بأنها سوف تلهيه وتعوقه عن الدراسة والنجاح بالرغم من انه لا يمكن الفصل بين الموهبة والدراسة، فبإمكان الطفل ان ينمي مواهبه ويتقدم في دراسته في ذات الوقت بل ان اشباع هذه المواهب جزء من عملية النمو وذات آثار تربوية تنعكس على شخصيته فيما بعد فتمنحه الثقة بالنفس وتنزع منه التردد، خصوصا ان شخصية الطفل تتحدد وتتشكل مع المراحل الاولى من طفولته فيكون شخصية متزنة اجتماعية ليست منطوية او انعزالية وكل ذلك تحدده مرحلة الطفولة.
وتضيف عبير قائلة: بأنه لكي ننمي الثقة لدى اطفالنا علينا ان نجعلهم يشاركوننا في حياتنا اليومية وندعهم يتدربون على شؤونهم بأنفسهم بتوجيه غير مباشر من قبل الكبار والآباء والامهات فأذا اراد ان يلعب بلعبته نتركه يتعامل معها بنفسه ويشعر بجو الثقة والاطمئنان بقدراته والطفل يجب ان ينجز كل شيء بنفسه فاذا جعلناه يعتمد علينا نحن الكبار فلن تتبلور شخصيته بل سيجد نفسه عاجزا عن انجاز المطلوب منه الا بالاعتماد على غيره اما كيف؟, فعلينا ان نزج الطفل للتعامل مع الحياة والبيئة من حوله ويشارك بفعالية ليضع بصمته وشخصيته على هذه البيئة كأن نجعله يغرس وردة ويسقيها ويتعهدها بالرعاية بنفسه دون تدخل وغير ذلك من هذا القبيل وذلك لان الطفل حين يقدم مساهمة يجب ان يقطف ثمارها ويشعر بأنه هو الذي قام بها فيفخر بنفسه ويعتز في حين يرتكب بعض الآباء والامهات في تعزيز العزلة والانطوائية لدى اطفالهم بالسخرية والهزء منه امام اخوته او حتى امام الضيوف وهذا الامر حساس جدا لأن طفلاً بهذه الحالة يفقد الامان والاطمئنان فينسحب وينعزل ويخاف من مواجهة الآخرين، وفي هذه الحالة حين نجد الطفل مترددا في التعرف على الزوار او المشاركة في اللهو واللعب مع اطفالهم فيجب مساعدته بتشجيعه اولا على السلام عليهم ونشرح من هؤلاء الزوار ونمتدحه امامهم ونمتدح مواهبه وقدراته فتقوى شخصيته ويثق بمن حوله.
|
|
|