تراث وآثار المتحف الملكي البلجيكي يرفع الحجاب عن الكنوز المخبأة في تيرفيران |
تيرفيران، هو اسم المنطقة التي بني فيها أشهر متحف اهتم بفن افريقيا الوسطى، والمعروف باسم المتحف الملكي البلجيكي- وأما الكنوز، فهي 250 قطعة فنية، تمثل -التراث العريق- للفن الافريقي المتميز.
حيث تبدو تماثيل -ايبين- ذات النظرة الصهباء، ضائعة بين الواجهات التقنية، وزينة الخيوط والصدف، تكاد تفقد قوتها الايحائية تحت غبار الزمن.
وقد تقرر في عام 1995م، رفع الحجاب عن الكنوز المخبأة في تيرفيران، وتكفل أمناء المتحف الذين توالوا على ادارته، بتقديم فن موضوعي للقطع الفنية التي في عهدتهم.
ويؤكد متحف تيرفيران، في عرضه الوجه الآخر للفن الافريقي، الذي أخذ يتوافد اليه بغزارة، عبر جامعي القطع الفنية الذين يعملون لمصلحتهم الخاصة, وكذلك البائعين البلجيكيين الذين يملكون -حسب التقديرات- عدة ملايين قطعة فنية أتوا بها من افريقيا الوسطى.
يؤكد هذا انفتاح متحف تيرفيران، من أجل حدوث تقارب علمي أفريقي, حيث لم يستمد مسؤولو المعرض موضوعاتهم من مجموعاتهم الخاصة، وانما من مجموعات متحف -باربييه مولر- ايضا، وقد اختاروا مئة وخمسين قناعا- من أصل مئتين وخمسين- من المتحف السويسري الخاص الذي اعتبر المأوى الحقيقي لعلي بابا، وللفن الافريقي، وجميع هذه القطع الفنية، قدموا بها من افريقيا الغربية مثل: اقنعة وجه المرأة من شاطىء العاج ، وقناع أبيض بوا من بوركينا ، وقناع خوذة مابيلا الغريبة الشكل من الكاميرون واذا كان الفنانون الأفارقة، قد تميزوا باعتدال مبالغ فيه، بالنسبة للفنون التخطيطية واللونية، إلا انهم اندفعوا الى انجازات اخرى على صعيد آخر، حيث كانوا ماهرين في تقديم المواد المجردة، والدلائلية، أوالطبيعية.
وان سيطرتهم على المواد الخام- وهي الخشب- في أغلب الأحيان، والمواد الملونة الطبيعية، المصنوعة من النبات، أو من المعدن، تظهر من خلال مهارتهم التقنية.
ولاشيء أدهش من أعمالهم، التي أثرت في الفنانين الغربيين الذين اكتشفوا هذا الفن.
مثل:
غوغان، وبيكاسو، وبول كلي، ومود بفلياني، وغيرهم,, اذ تستوحي الايقونات ذات الأبعاد الثلاثة، مواضيعها ذات الأشكال الانسانية، والحيوانية، والتي تكون أحيانا مرعبة، أو ساذجة، تستوحي اشكالها من دوغون مالي ومن موسي بوركينا، وسينوفو شاطىء العاج .
وتظهر هذه الايقونات، خلود العبادة والروح، من خلال الانجاز، والاستخدام الشعائري، للأقنعة المبتكرة في نهاية القرن التاسع عشر- من أجل الاحتفالات التدريبية، والدينية، وذلك في المجتمعات التي تؤمن بمذهب التوحيد.
وقد أشارت السيدة آن- ماري بوتيو أمينة المعرض، الى ان بعض الجماعات الاسلامية، من شمال شاطىء العاج، تنظم رقصات مع وضع أقنعة على الوجوه احتفالا بنهاية شهر رمضان، وقدوم عيد الفطر السعيد.
كما أضافت القول:
ان الفن التقليدي الافريقي لم يمت بتواصله مع الفن الغربي، انه يتعايش مع الفن الحديث.
وأكدت آن ماري،ان هذه الأقنعة جذابة بسبب جماليتها التشكيلية، وبعيدا عن الواجهات المغلقة بأحكام, وقالت: نلاحظ ان هذا الفن يتيح للمجتمعات الافريقية، التواصل مع الأمور -في ما ورائيات الطبيعة- وتساعدهم على تثبيت التوازن في دواخلهم بين الخير والشر، وكذلك بين الحياة والموت.
ايضا يقدم معرض التصوير حول البيديك سنغال للزائرين، فرصة ليقدموا احتفالات تنكرية، حيث تنظم حلقات روحانية، للذين يرغبون بمعرفة المزيد عن طقوس المجتمعات السرية الملقبة بغورو في شاطىء العاج .
وكذلك تنظم أخيرا - احتفالات جنائزية- تلقب بالبوبو بوركينا حيث يبدو نظريا، ان جميع هذه الأقنعة، قد جردت من رسالتها السحرية، منذ زمن طويل.
لكن انتبهوا الى انها لاتزال للآن، تشكل إناء النفوس التي لا تعرف حدودا، ولا زمنا، ولا مكانا، ولا يستطيع احدهم مقاومة اغراءاتها، والابتعاد عنها أبداً.
*مترجمة عن نوفيل أوبسر فاتير
|
|
|