عدد الدلافين الفتية، التي يعثر عليها مقتولة، على أيدي دلافين بالغة، في تزايد مستمر.
ولاتزال أسباب هذه الظاهرة الغريبة، عند تلك المخلوقات الوديعة، بحاجة الى توضيح، فما السر الكامن وراءها؟!,.
من بين جميع الحوتيات، وحدة الدلفين الضخم، المسمى تورسيوب، يقدم على عمل بمنتهى العنف، فهو يقتل صغاره بأسنانه.
هذا ما خلص اليه فريق من الباحثين الأسكتلنديين من جامعة ايرديين، ومن قسم الطب البيطري في انفرنس، إذ أظهرت أبحاث هذا الفريق، التي أجريت على مدى أربع سنوات بين عامي 1992-1996، أن خمسة دلافين، تقل أعمارها عن سنة واحدة، من بين ثمانية عشر دلفينا، عثر عليها ميتة على شاطىء مواري فيرث، تحمل آثار أسنان بني جنسها,وفي نفس السياق، فقد تم العثور على تسعة صغار دلافين نافقة، قذفتها الأمواج على شواطىء ولاية فرجينيا الأمريكية، بين عامي 1996 و1997.
ولاحظ العلماء ان الجروح التي تحملها مشابهة للجروح التي شوهدت عند دلافين اسكتلندا، إذ تبين بعد فحصها بدقة، أنها ماتت متأثرة بجروح وكسور، وكدمات في الرأس والصدر، كما أن أنسجة جسمها، وجدت ممزقة، ولوحظ ان بعض أعضائها، تعرض للخلع، كما وجدت آثار أسنان دلافين في مواضع مختلفة من أجسامها,وقد كان العلماء الاسكتلنديون، رصدوا اثناء تجوالهم على شواطىء اسكتلندا منذ العام 1994،معركة عنيفة بين دلفين بالغ من نوع تورسيوب، وآخر يافع، واذا كانت الفرضية التي ترد حوادث العنف بين الطرفين، الى لعبة عادية، تأخذ منحى عنيفا، أو الى تعليم الصغار على الافتراس، وتدريبها على تأمين قوتها، فإن الباحثين يميلون الى ترجيح التفسير الذي يردها الى الحرمان الجنسي.
وتقول الباحثة آن كوليت مديرة مركز أبحاث الثدييات البحرية في روش، بهذا الخصوص:ان العدوانية التي نجدها عند الحيوانات عموما، يمكن ان تقود الى القتل، ولاسيما اذا كان الجنس رهان المعارك التي تخوضها.
وتضيف: انه ربما يكون سبب تخلص الدلفين الذكر من الصغار، هو عدم استجابة انثاه لنداءاته خلال فترة الارضاع، التي تنخفض فيها خصوبتها، وتقل رغبتها الجنسية بشكل ملحوظ,, وقد بينت دراسات أجريت في استراليا، ان إناث الدلافين تعود للتزاوج بمجرد مضي بضعة أيام على فقد صغارها,وتقدم الباحثة -كوليت- فرضية اخرى ترجع فيها حوادث العنف بين الدلافين الى نوع من التصفية الذاتية للأفراد، سببها نقص في مخزون الغذاء عند الجماعة,ولكن الباحثة في جامعة -ايرديين- ترجح انه ليس لقتل الدلافين صغارها، سبب جنسي، اذ ان الذكور والإناث على السواء، يمكن ان تقترف هذا العمل، لدى وجود نقص في مؤنها,واذا كان من الصعب تفسير هذه الظاهرة التي لاحظها العلماء مؤخرا عند الدلافين، فإن انتشارها على نطاق واسع يدعو للقلق على هذه المخلوقات الوديعة التي تتمتع بذكاء نادر، واخلاص كبير لدرجة انها يمكن ان تنقذ شخصا من الغرق، بتقديم ظهرها مطية له.
*مترجمة عن مجلة العلم والحياة الفرنسية