Friday 12th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 24 ذو القعدة


سلطانة السديري
الإبداع ومَلَكة الشعر

* برزت في الآونة الاخيرة كوكبة من الشاعرات الشعبيات اللاتي رسمن بريشة الابداع والوجدان الشعري اجمل الصور وأحلاها,, فكانت اشعارهن بحق تتصف بالقوة والتمكن والتوغل في المعاني الابداعية,, وهذا ما يدفعني الى القول دائماً: ان موج الاقلام النسائية قد بدأ واعداً ومتحدياً ومعلناً وجوده بجانب الاقلام الرجالية، رغم المحاولات المستميتة من بعض الأقلام الرجالية لإطفاء اقلام الشاعرات المبدعات، ولكن قوة الموهبة الشعرية ستظل في النهاية الأبقى والاقوى في الساحة الشعرية، والكلمة في النهاية تكون للابداع الشعري والصراحة والصدق وملامسته للواقع الانساني المعاش,, وهذا ما يجده القارىء لشعر سلطانة السديري,, حيث الألق والروعة والرعشة الشعرية معاً,, انها كاتبة وشاعرة معاً ولكن ما يهمني في هذا المقال كونها شاعرة تنسج من خيوط الصباح ونسائمه الجميلة انشودة الشعر الرائع والطيب المذاق، فيؤثر شعرها بالتالي على الاحياء والاشياء,, وتلامس معانيها اوتار القلوب,, واذا جال بصرك على شعرها الكثير والغزير، جُلت في روضة غنّاء ملآى بالورود والزهور والرياحين تنفحك بجمالها وعطرها وشذاها بكل جميل,, هكذا كان شعرها دائماً,, تخرج من دواوينها بالكثير والكثير,, ما تركت من معان جميلة الا وتطرقت لها ولا فنّاً من فنون الشعر الشعبي الكثيرة الا رسمتها بقلمها ومدادها فما عسى ان تكون؟
وما اجمل ما تأتي به وتبدعه؟!
اني محتار حقاً بما تبدعه الشاعرة سلطانة,, موهبة شعرية متدفقة وثرّة بالمعاني,, وقلم متمكن بفنون الادب والطرح الموضوعي,, حينما تنظم قصائدها الرائعة تختال القصائد جمالاً ودلالاً,, انظر الى قصائدها,, قصيدة تلو الاخرى تجد الحسن والجمال,, وانت بلا شك حينها تقف مبهوراً مسحوراً,, فقصيدة سويعات الأصيل نالت استحسان ذوّاقة الشعر جميعهم,, حتى قيل عنها انها اكلت الجو على الشعراء,, وعندما غنّاها طلال مداح عطر بها الآذان كما البلبل المغرد, اما قصيدة قهر فلقد غطت شهرتها المجالس الشعبية وذلك حينما ألقتها في امسية شعرية سميت بأمسية العمر.
ولا يخفى على الجميع ان سلطانة السديري اول امرأة تطبع ديواناً شعرياً في المملكة العربية السعودية,, ضمنته افراحها واحزانها,, هذا الديوان لا يقرأه الا من ذاق حلاوة الشعر وتفهّم رسالته السامية.
واليكم مقتطفات ولو قليلة من شعر سلطانة,, ولتكن من قصيدة عُد والتي تقول عنها صاحبة الديوان انها في مستوى قصيدة سويعات الأصيل ,, اسمع اليها تقول
عندما يمضي بنا وقت الشقاء
وتنادي اين ساعات الهناء
كن لقلبي وأجب حر النداء
انما الدنيا جمال وصفاء
فارحم القلب وعد لي يا حبيبي
وهكذا تحس في المقاطع كلها,, روعة اللفظ وايقاعه الجميل وتتجلى فيها نظرتها للاحياء والاشياء والافراح والاحزان ولكن صوت الامل والتفاؤل بالحياة تسمعه جليّاً لا يفارق وجدان الشاعرة، حيث تقول في مقطع آخر:
ان روح الحب لا تدري ملل
مهما طال البعد عنها فليظل
بيد ان نفَساً آخر يسري في مقطع آخر من القصيدة,, نفَساً يحمل عظة وعبرة عن مغزى العمر وقصره وضرورة ان يغتنم الانسان هذه الاوقات فهو لا يدري ما عسى ان يكون الغد,, تقول سلطانة:
ليس عمر المرء يا غائب إلّا
شمعة أضاءت بنور واضمحلّا
ولكن الآمال العريضة لا تفارق قلب الشاعرة,, فتهتف وتنادي الغائب المأمول عله يرجع, اسمع اليها تقول:
ايها الغائب عُد فالعمر ملاّ
عُد لعل العمر لا يمضي لعلاّ
انا ارجوك فهل انت مجيبي
هذه نصوص اجترأناها من قصيدتها عد ,.
لنضرب للقارىء اروع الأمثلة عن قلم سلطانة,, وملَكة سلطانة الشعرية,, فهل توافقني عزيزي القارىء على ما ذكرته,, ؟
,, هذا ما اريده,.
سعد حمد الخنيفر

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
تحقيق
شرفات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved