التهور يحيلها لكومة حديد السيارة,, نعمة جعلناها نقمة |
عزيزتي الجزيرة
تحية عطرة
لا يكاد يمضي يوم عابر الا ويتفاجأ الانسان منّا بفقدان شخص عزيز او قريب إما بسبب مرض مفاجىء او داء عضال او نتيجة لطاعون العصر الحديث المعروف للجميع وهو السيارة حيث ما فتئت السيارات وحتى هذه اللحظة من عمر الزمن تحصد الارواح ويذهب بسببها كل فترة اما رب اسرة او شاب في ريعان شبابه او فتى في عمر الزهور وهكذا دون تفريق بين هذا وذاك، فهي قطعة حديد صامتة تأخذ بصمت ودون مقدمات,, وضحاياها كل مرة في ارتفاع تصاعدي رهيب يزداد مع ازدياد السيارات وانخفاض الوعي المروري وقلة الفهم في امور السلامة، تلك الحوادث المتلاحقة تجعلنا نقف مدهوشين امام هذه الاعداد الكبيرة حيث لا نملك الا ان نضرب الكف واخماساً في اسداس تعجباً وبحثاً عن الاجابة لاستفهامات كثيرة عن مسببات واسباب وقوع الحوادث، وهي في الحقيقة اجابات عديدة نقف عندها حائرين حيث لا نعلم ايها المسبب الاول وأيها الارجح على الاطلاق، فالاضلاع التي تشترك في الحادث قد تكون معروفه احياناً للجميع وهي السائق والمركبة والطريق,, فالسائق عند تهوره وقيادته بسرعة جنونية وعدم تقيده بقواعد المرور والسلامة قد يكون احد الاسباب في وقوع الحوادث وذلك لانه هو الذي يجلس خلف المقود ويوجه المركبة كيفما اراد ويتحكم بها وبسرعتها على الطريق,, ولو خالف ذلك فالنتيجة معروفة سلفاً وهي حادث سير يتسبب في موت السائق وهلاكه او الاصابة بعاهة مستديمة قد تلزمه الفراش ما بقي من عمره وتجعله عالة على اسرته من حوله حتى يتمنى لو انه مات في الحادث واستراح واراح غيره,, ولو اتهمنا الطريق وتجنينا عليه بأنه السبب فلا اعتقد ذلك، فالطرق لدينا ولله الحمد تحظى باهتمام الدولة وهي مسفلتة على ارقى التصاميم والقياسات العالمية كما انها تحتوي على الكثير من الاشارات واللوحات الارشادية التي لا مجال فيها للخطأ فهذه تحذر من المنعطفات واخرى من التجاوز في بعض المواقع وهكذا يستمر الحال,, ولو قلنا السبب في المركبة فاعتقد انها تشترك نوعاً ما في الاسباب فكثير منّا لا يقوم بصيانة شاملة لسيارته قبل نية السفر حيث قد يتفاجأ وهو يقود سيارته بسرعة عالية بانفجار احد الاطارات ثم الانقلاب والموت او تعطلها في مكان منقطع عن المساعدة فيجلس ساعات طوال وربما أياما بين الحياة والموت املاً في المنقذ من هذه الورطة المفاجئة,, وهناك السيارات الجديدة التي تتجاوز سرعتها المائتي كيلو متر فتغري قائدها بأن يدوس على البنزين حيث تنساب في الهواء بكل رشاقة وهدوء ثم تصعقه بضجيج وحادث ودمار له ولسيارته التي يفتخر بها.
وهكذا اصبحت السيارات مصدر فخر لراكبها ولكنها عند وقوع الحادث تصبح كومة حديد منكمشة على صاحبها، لتحتضنه ليموت معها بعد سنوات من الصداقة الطويلة التي انتهت بمأساة بسبب تهور في القيادة او عدم التقيد بأنظمة المرور.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف
|
|
|