المال السائب يعلم السرقة |
قرأت كغيري في جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء الموافق 21/11/1419ه العدد (9658) خبرا مفاده انه قد تم القبض على مجرم اقتحم منزل مواطن ليسرق مجوهرات بربع مليون ريال .
ومن الوهلة الاولى، وقبل الشروع في قراءة الموضوع، ادركت ان هناك علاقة ما بين الجاني والمجني عليه لكنني لم اتمن ان تكون علاقة قرابة، بل كنت اعتقد ان هذه العلاقة كانت علاقة عمل، سواء مكن قبل سائق او خادمة او نحوه، وان كنت لا أبرئ القريب من ارتكاب مثل هذا العمل، فهو ليس معصوما بل ليس كل سائق او عامل (او خادمة) مجرماً.
هذا التنبؤ لم يأت من ذكاء خارق فحسب بل جاء من خلال نتائج دراسات وأبحاث لعل ابرزها بالنسبة لي رسالتا الماجستير والدكتوراه اللتان تبحثان في موضوع السرقة بشكل خاص.
وهذه الخاطرة ليست لعرض نتائج الدراسات او البحوث وانما الدافع إليها هو حجم المبلغ المسروق وهناك مثل سائد بين الناس يقول: المال السائب يعلم السرقة وعندما اطلق السائب فهذا يأتي من خلال كمية الذهب المحفوظة في المنزل نعم المنزل حرز، ونعيش في بلد آمن وننعم بالأمن، لكن كيف نحافظ على هذا الامن؟
ولن استطيع ان اجيب على هذا السؤال في هذه العجالة فهو موضوع يحتاج إلى تفصيل وتوثيق، ولكن ما اريد ان اؤكد عليه هنا، هو ان على كل مواطن ان يتعاون مع رجال الامن بل ومع المجتمع بأسره، فتعاون المجني عليه او امثاله يأتي من خلال استخدام صناديق التأمين وبهذا يستطيع ان يكون أكثر أماناً واستقراراً,نعم قد يكون هناك بعض الوقت لجلب تلك المجوهرات من صندوق الامانات لكنه مع إدارة الوقت والتخطيط السليم يستطيع رب الاسرة احضارها في مواقيتها، مع الابقاء على كمية معقولة في متناول اليد.
إننا نحتاج إلى ندوات وبرامج توعية اكثر حتى نستطيع ان نحافظ على نعمة الامن والاستقرار التي ننعم بها ونحسد عليها, ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون بين المواطن ورجل الأمن وبين الجار وجاره وبين الرجل وذويه، وهذا التعاون يأتي من خلال طرق متعددة لعل الوقت يسعفنا لمناقشتها في المستقبل.
د, سعيد بن ناصر المرشان
|
|
|