بإجراء تخفيضات جديدة في انتاج الدول المصدرة للبترول الاعضاء في منظمة اوبك وخارجها اذ جاء رد فعل الاسواق العالمية ايجابياً وبسرعة بعد ان تناقلت وكالات الأنباء فقرات بيان الشيبة الذي اصدره وزراء البترول في المملكة والكويت وقطر وعمان، وارتفعت الاسعار دولارا واحدا، فوصلت الى 12,85 دولارا للبرميل الواحد.
وهذه الاستجابة السريعة التي ينتظر ان تتعزز اكثر بعد الاعلان عن الاجتماع الوزاري في امستردام والذي يضم وزراء بعض الدول المنتجة، استجابة تظهر المدى الايجابي الذي ينعكس على الاسواق الدولية بمجرد ظهور علامات جدية تؤكد مصداقية الدول المنتجة.
والذين يديرون الاسواق العالمية للبترول والسماسرة الذين يتعاملون مع هذه الاسواق يعرفون من خلال تعاملهم وخبرتهم العملية والمهنية ان مايصدر من دول الخليج العربية وبالذات من المملكة فيما يتعلق بإنتاج البترول واسعاره يكتسب اهمية قصوى ليس لان المملكة اكبر منتج للبترول، بل لأنها وشقيقاتها دول الخليج العربية تلتزم حرفياً بما تعلنه وتتفق عليه ولذا وبعد القراءة المتمعنة لبيان الشيبة ايقن تجار البترول وسماسرة الاسواق الدولية ان العمل قد بدأ فعلاً لإجراء تخفيضات مهمة في الانتاج البترولي.
والواقع ان فقرات البيان تؤكد هذا المسعى الذي فهمه تجار البترول اذ تقول الفقرة الاولى من البيان.
(ان وضع السوق البترولية في الوقت الراهن من حيث تدني الاسعار وارتفاع المخزون ليس في صالح الدول المنتجة ولا الصناعة البترولية على الامدين القصير والطويل، كما ان لهذا الوضع آثارا سلبية على الاقتصاد العالمي من حيث انخفاض الاستثمارات البترولية مما قد يؤدي الى انخفاض الامدادات البترولية في المستقبل وهذا امر غير مقبول ولايجب استمراره).
والقارئ الخبير المتمعن للفقرة يلاحظ ان الوزراء قد شخصوا القضية واعلنوا بكل وضوح وصراحة ان الامر لم يعد يحتمل (وهذا امر غير مقبول ولايجب استمراره).
اذن ما العمل : ؟!!
يجيب بيان الشيبة في الفقرة الثانية: (سوف تعمل الدول المجتمعة في الشيبة وبالتشاور المكثف مع الدول المنتجة للبترول من داخل الاوبك وخارجها على اتخاذ جميع الوسائل لتخفيض الانتاج مما يؤدي الى ارتفاع الأسعار).
وحتى تتأكد مصداقية دول الخليج العربية فإنها قرنت القول بالعمل بل ان العمل سبق القول, فقد سبق بيان الشيبة مشاورات ومحادثات مكثفة بين المملكة وايران حققت تفاهماً ايجابياً وبعد لقاء الشيبة ثم لقاء امستردام وحتى موعد اجتماع وزراء البترول للدول الاعضاء في منظمة اوبك تكون قد جرت وتمت مشاورات قد تغطي جميع الدول المنتجة للبترول سواء الاعضاء في منظمة اوبك او خارجها للتوصل الى اتفاق لايعيد الاستقرار الى اسعار البترول فحسب، بل ينقذ الاقتصاد العالمي من الانحدارالذي يتجه اليه,
الجزيرة