نقاط فوق الحروف لبيك اللهم لبيك |
ان الحج الى بيت الله زاخر بالتكاليف العبادية، من ذلك احرام من المواقيت، وطواف حول البيت الحرام، ورمي للجمرات، وذبح للقربات، وحسب المؤمن في ذلك ان يفعلها طاعة لأمر ربه وامتثالا لمطلوب إلهه، ويكفيهم ان يطمئن الله قلوبهم بقوله تعالى (ليشهدوا منافع لهم) فلو لم يشهدوا هؤلاء المنافع التي وعدهم الله بها ولم يتذوقوا حلاوة العطاء وروحانية الصفاء لاكتفوا بما ادوا من فرض لم يطلبه الله إلا مرة في العمر ولكن كيف يصبرون عن حفاوة ربهم بضيفه في بيته وهو اكرم من حبا واكرم من اثاب، وهل يمتنع على العقل ان يقتنع بضرورة الحج الى بيت الله وهو يستقبله في كل صلاة (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) واذا كان المؤمن قد علم البيت على اليقين فلماذا لا يشهده حتى يرتقي الى عين اليقين وحين تفاض عليه بركات البيت في البلد الامين يكون قد ظفر بمرتبة حق اليقين، والذي نفسي بيده لو لم يكن الحج ركن اسلام لحتم شوق القلب وخفة الروح وهيام الوجدان على المؤمن ان يرحل الى بيت الله ليشهد مهابط الوحي الامين ومطلع سيد المرسلين وخاتم النبيين وليشحن روحه بطاقات اليقين من ذكريات هاجر وفدائيات اسماعيل وابراهيم، واذا كانت المساجد في جميع بقاع الارض بيوت الله وفيها نتقرب اليه بالجماعة والاجتماع والذكر والاعتكاف مع انها بيوت الله ولكن باختيار عباده فكيف يكون التقرب الى الله في بيته الذي اختاره بنفسه، ومن هنا تعرف حكمة التوجه اليه في الصلاة لأنه بيت الله باختيار الله وتلك علة قداسته وسر حرمته وبيت الله مكان وبناء الكعبة مكين وقد رُفع لمركز القداسة ووحدة التوجه، فلها شعار محس يحدد على وجه الارض بعدي الطول والعرض ولكن بُعد الارتفاع لا ينتهي عند البناء لأن بيت الله موصول بالسماء والمؤمن البعيد عن البيت يتوجه في صلاته الى جهة البيت ولكن حين يشهد البيت يقدس كل جهاته فيطوف حوله، ولعل الله يفيض على الطائفين ليدركوا اسرار سبعة اشواط وعلاقة هذا العدد بسبع سماوات.
صالح بن علي البشري
رئيس هيئة محافظة سراة عبيدة
|
|
|