سببها الجهل وقلة الخوف من الله,, والرسالة تدعو لانزوائها من حياتنا نساء يصافحن الموت! |
تحقيق: يوسف بن ناصر البواردي
كان للعرب في جاهليتهم قبل الاسلام صفات وعادات وتقاليد واعراف ترسخت فيهم وعرفوا بها,, كان منها الحميد الذي زكاه الإسلام فيما بعد، وكان منها القبيح الذي انكره الاسلام وعمل على انزوائه من حياة العرب وعاداتهم اليومية.
ومن عجيب القول ان هناك فئات لاتزال تتمسك بتلك العادات والتقاليد التي انكرها الاسلام وحرم فعلها غير انهم اصروا عليها غير عابئين بالعواقب الوخيمة وساروا على منكرهم ولسان حالهم يقول (انا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون).
وإدراكاً من الرسالة لدورها الطليعي في التوعية والتوجيه وتسليط الضوء على سلوكيات بعض الفئات مثل كشف وجه المرأة على اقربائها ومصافحتهم مخالفةً بذلك شرع الله، وارتداء النساء والرجال ملابس لا تقرها عادات واعراف المجتمع التي تدعو الى الحشمة والوقار، وقصات شعر غريبة على مجتمعنا والتحدث بكلمات نابية واعجمية ليس لها اصل بيننا وغيرها الكثير من هذه العادات السيئة التي ابتليت بها مجتمعات المسلمين.
وفي بداية هذا الموضوع المهم ، وفي هذا السياق يقول مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة تبوك الشيخ سلطان السلطان ان الاسلام جاء بالشعائر والاخلاق والانظمة التي تكفل للانسان حياة سامية كريمة ترفع من قيمته وتجعله ينعم بأسباب الحياة الطيبة وذلك في ظل المنهج الرباني: وفي ذلك قال سبحانه: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا),, واشار الشيخ السلطان الى انه مامن خير الا دلنا عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وما من شر الا حذرنا منه تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك, وكلما تمسك المجتمع بتعاليم الدين عاش الانسان حياة كريمة فتسمو الاهداف وتتزن العقول وترتاح القلوب والابدان وذلك لان التوجيهات الربانية تصدر من لدن حكيم خبير علم كوامن النفس البشرية فشرع لها احكاماً توافق هذه النفس فاذا ابتعد الانسان عن هذه التوجيهات فسد القلب والعقل واختلط عليه الامر حتى يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً وهذا من أهم الأسباب في انتشار كثير من العادات السيئة بل الاصرار عليها,,ويحمل الشيخ السلطان عدداً من صور المنكرات التي شاعت في انتشارها في المجتمعات الاسلامية في النقاط التالية:
1- حب الظهور فنجد اشكالاً من التصرفات والسلوكيات المخالفة للدين والعرف في المجتمع وذلك طلباً لحب الظهور والتميز فنرى التحلي بالبسة وازياء من الجنسين تخالف المجتمع، كذلك مانراه من انتشار قصات الشعر والتحدث بكلمات نابية احياناً واعجمية احياناً اخرى كل ذلك نجم عن النظرة السطحية عند اولئك.
2- اللامبالاة وتأتي هذه كرد فعل مباشر للابتعاد عن الالتزام بأوامر الدين فتجد الانسان يستعمل اموراً عرف ضررها على الانسان بل وعلى الآخرين مثل استعمال الدخان والشيشة وغيرها فهي محصلة مايعتقده بعض الجهال من الحرية الزائفة كما تجد ذلك ايضاً في قيام بعض الشباب بقيادة السيارة بسرعة جنونية غير مبالين بارواح الناس ولا بالممتلكات الخاصة والعامة ولا الانظمة,, الخ, كذلك ما نراه من ازعاج الناس عن طريق المسجلات او الحديث بأصوات عالية او غيرها,.
3- الاسراف في كل شيء في الولائم والعلاقات والاوقات وكماليات الحياة وهذا يشمل الكبير والصغير والذكر والانثى والمثقف وغير المثقف الا من رحم ربك، فكم من الاوقات التي يضيعها المجتمع في امور لا طائل منها ولا فائدة، بل تعود بالضرر على الانسان فإن اكل او شرب او لبس اسرف فالتبذير منهي عنه لانه إضرار بالمجتمع والفرد فهو سبيل الشيطان : (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين), حتى العلاقات تجد انها غير مفيدة وغير مجدية، فيتصل الانسان بعلاقات واسعة لكنها غير مجدية من ناحية الفائدة المرجوة من هذا التواصل ويؤكد الشيخ سلطان ان هذه الصور وغيرها ساهمت في انتشار بعض العادات السيئة والمنكرة فهذه تحتاج الى معالجة على ضوء الكتاب والسنة لانها من عوامل الهدم والتدمير لمصالح البلاد وهي إضعاف لمسيرة التنمية في مجالات مختلفة، فحاجة المجتمع الى البناء والتعمير لاتأتي الا بحفظ واستثمار كل الطاقات والانصراف للبناء لا إلى الانشغال بأمور تعود بأشد الضرر على ابناء المجتمع الذين هم الرأسمال الحقيقي في النهوض بالبلاد على كافة المستويات.
لايجوز كشف الوجه على قريب الزوج
ويمسك بطرف الحديث فضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة عسير الشيخ عامر بن عبدالمحسن العامر ليؤكد ان الاصل الذي تبنى عليه حياتنا هو التمسك بعرى هذا الدين العظيم اذ يجب ان تكون جميع افعالنا واعمالنا وتصرفاتنا موافقة لشريعتنا السمحة التي ماتركت خيراً الا دلتنا عليه ولم تغفل عن شر الا حذرتنا منه,, مشيراً الى ان بعض الاخطاء لاتقع الا نتيجة لتأصل بعض العادات السيئة في النفوس عند بعض العامة بسبب تفرقهم في الشعاب والبوادي، مع قلة الوافدين عليهم من الموجهين القادرين على العطاء والذين لهم القدرة على اختيار الطرق الموافقة وإقامة الحجة على تلك الفئة القليلة من بعض افراد المجتمع، وإنني اجزم بأن هذه العادة - كشف الوجه على قريب الزوج ومصافحته - سببها الوحيد عند هذه الفئة الجهل بأحكام الدين مع قلة العلم الشرعي وافتقارهم الى القدوة الصالحة والمربي الناجح والداعي الى الخير الموفق.
ويوضح الشيخ العامر ان هناك دوراً ايجابياً يجب ان تقوم به الهيئات يتمثل في زيادة الاهتمام بالشق الاول من هذه الرسالة العظيمة, واسمحوا لي ان اضرب مثلا يعيننا على استئصال هذه العادة السيئة: عندما قامت الادارة العام للتوعية والتوجيه بالرئاسة بعمل جليل تمثل في إقامة مراكز توجيهية تمكث عدة ايام في القرى والهجر والبوادي وتقوم هذه المراكز بعمل جليل فهناك حلق لتعليم القرآن الكريم ومحاضرات عامة رجالية واخرى نسائية خرجت هذه المراكز بثمرات يانعة ولله الحمد فإلقاء المحاضرات على الرجال في القرى والبوادي او توزيع الاشرطة المفيدة عمل مبارك ومن العوامل المساعدة، لكن لابد من الايعاز للرجال بجمع النساء وعمل محاضرات عبر مكبرات الصوت ليسمعن المحاضرات وليجاب على استفسار النساء عن بعض العادات غير المرغوب فيها والمحرمة شرعا والتي يجهلن احكام الشرع فيها وخطر بقائهن على هذالوضع السيء.
أسباب التمسك بالعادات السيئة
اما اسباب التمسك بهذه العادات السيئة فيرجعها الشيخ العامر الى الآتي:
1) قلة الفقه في الدين مع عدم العلم بالحكم في كثير من الاحيان وبخاصة عند كبار السن من الرجال والنساء.
1) عدم اهتمام الدعاة والموجهين من رجال الهيئة بتكرار زيارتهم لتلك المواقع التي يحصل فيها مثل هذا المنكر وإقامة الامر بالمعروف ونهيهم عن هذا المنكر,, مؤكداً في هذا الصدد انه لابد من إقامة الحجة واستخدام جميع الطرق المؤدية الى ازالة اسباب هذا المرض مع توزيع العباءات والحجب والقفازات والجوارب لانها عامل مساعد يدعو المرأة بعد سماعها للمحاضرة ان تلتزم بالحجاب الشرعي وتشعر داخل نفهسا انها مطالبة بالحجاب الشرعي، والشريعة الإسلامية نهت عن كل وسيلة تفضي الى المحرمات ومنها كشف الوجه فقد أمر الله عباده بغض البصر ووجه الخطاب للمؤمنين والمؤمنات قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون).
وقال تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن الا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن),, ثم يوضح الشيخ العامر بعد ذلك المحارم التي يجوز للمرأة ان تكشف وجهها عليهم وذلك في قوله تعالى: (ولايبدين زينتهن الا لبعولتهن او آبائهن او آباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او إخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ماملكت أيمانهن او التابعين غير اولي الإربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولايضربن بأرجلهن ليعلم مايخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون),, ولننظر الى ماورد في نهاية الآية بنهي النساء عن الخروج من أجل إظهار الزينة بل جعل المرأة وسترها في بقائها في منزلها قال: تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) كل ذلك من اجل إقامة مجتمع مثالي يتربى على الفضائل ويبتعد عن الرذائل.
ثم يشير الشيخ العامر الى تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من دخول الرجال على النساء بقوله: (اياكم والدخول على النساء) ولما سئل عن الحمو وهو قريب الزوج قال:(الحمو الموت) وينطبق ذلك على فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بايعته النساء وقالت هند مد يدك يارسول الله لنبايعك قال صلى الله عليه وسلم : (ماامتدت يدي الى اجنبية قط) وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم (لأن يخير الرجل بمخيطين من نار فينقع بهما رأسه خير من ان يمد يده الى امرأة اجنبية) ويخلص الشيخ العارم لنتيجة مؤداها ان هذه التوجيهات الإسلامية العظيمة لتضع امام اعيننا منهجا تربوياً من اخذ به عاش حياة إيمانية ملؤها صفاء النفوس العفيفة والاخلاق الفاضلة وابتعد عن الحياة البهيمية المقيتة التي تعود على النفس الإنسانية بالضيق في الدنيا والجحيم في الآخرة قال تعالى: (ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى).
صفات حميدة في الجاهلية أقرها الإسلام
ولكن هل هناك عادات عربية قديمة اقرها الإسلام؟ يجيب على هذا السؤال فضيلة رئيس هيئة الاحساء الشيخ خالد بن علي السيف ساردا مجمل العادات والتقاليد الحميدة التي كانت عند العرب وجاء الإسلام فأقرها وهذبها يقول: كان للعرب عند مجيء الاسلام من العادات والتقاليد الحميدة التي عمد الاسلام الى ترسيخها وغرسها واقرارها لما تحتوي عليه من خير وفضل وهو مايصبو ويهدف لتحقيقه ديننا الحنيف، فارتفع بمكارم الاخلاق فهذب النفوس وعمل على تصفية النيات وإخلاصها لوجه الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم : (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق),,ويعدد الشيخ السيف هذه الاخلاق التي كانت سائدة عند العرب في الجاهلية وجاء الاسلام فرسخها في النقاط التالية :
الكرم: تميز العرب باكرام الضيف وتفاخروا به ولم تكن خصلة عندهم تفوق خصلة الكرم واشهرهم في ذلك حاتم الطائي، وكان من خصالهم مساعدة المحتاج وإطعام الجائع وإغاثة الملهوف، ويعدون الكرم وسيلة هامة من وسائل السيادة,, فلما جاء الاسلام رسخ هذه الخصلة الطيبة ولكن صفّى النية حيث كان قصد العرب ان يكون لهم طيب الذكر والثناء في حياتهم ومماتهم ولكن الاسلام نفر من ذلك وجعل الكرم يقصد به وجه الله اولا وهو الاساس ونهى عن الاسراف والمبالغة الزائدة في تقديم القرى، قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا, إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا) ,
وعاب القرآن من ينفق ماله رئاء الناس ونهى عن المن والأذى كما في قوله تعالى: (لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولايؤمن بالله واليوم الآخر), ولقد أقر الاسلام فترة الضيافة ثلاثة ايام وقد كانت عند عرب الجاهلية هكذا وربط اكرام الضيف بالايمان قال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا وما جائزته يارسول الله قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة ايام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه) رواه مسلم.
الشجاعة صنو الكرم
تم تطرق الشيخ السيف الى الصفة الثانية وهي الشجاعة موضحاً ان الشجاعة عند العرب صنو الكرم في اهتمامهم بها فهما مفخرة العرب، فالدفاع عن القبيلة وحماية اهلها والذود عن الأهل والاعراض هي طبيعة الحياة العربية التي تتطلب القوة والشجاعة والاقدام والصبر على الشدائد، ولكن الملاحظ ان المقصود بالشجاعة عند العرب الحمية الممقوتة عند الإسلام قال تعالى: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية), فلما جاء الاسلام دعا الى الجوهر الحقيقي للشجاعة وذلك بان تكون في الحق كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (انصر اخاك ظالما او مظلوما) فقيل ننصره اذا كان مظلوما فكيف ننصره ظالما؟! فقال صلى الله عليه وسلم : (برده عن الظلم) وكذلك الشجاعة تكون في الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته لا لسمعة ولارياء قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله), وقال تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة).
الغيرة
بعد ذلك ينتقل الشيخ السيف للصفة الثالثة: وهي الغيرة والعفة مشيرا الى ان العرب في الجاهلية كانوا يرون المراة ذروة شرفهم وعنوان عرضهم ولم يكن يؤرقهم شيء كالاعتداء على نسائهم والمساس بأعراضهن ولذلك كانوا يدافعون عن اعراضهم ويبذلون في سبيل ذلك النفس والنفيس ويتجشمون المصاعب في سبيل الدفاع عن اعراضهم فلما جاء الإسلام حمد هذه الخصلة الطيبة وشجع على الغيرة ليصبح المجتمع قويا وسدا منيعا امام الطامعين والمؤمن غيور بطبعه خصوصاً اذا كان واعيا لأحكام دينه قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن), ويقول صلى الله عليه وسلم : (لا احد اغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) رواه الشيخان , وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتعجبون من غيرة سعد لأنا اغير منه والله اغير مني) صحيح البخاري.
الوفاء
ويشير الشيخ السيف الى الصفة الربعة وهي الوفاء عند العرب مؤكدا ان العرب كانوا مشهورين بالوفاء بالعهد فالرجل ينطق بالكلمة فتصبح عليه عهدا لابد ان يفي به وقد اشتهرت العرب بالوفاء بالعهود ولهم في ذلك قصص تحكى قيل في المثل اوفى من السموءل، والوفاء في الجاهلية يتمثل في حفظ الجوار وصيانة الامانة.
وجاء الإسلام داعيا الى حفظ العهود واداء الامانات استجابة لداعي الله وتأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى : (ومن اوفى بعهده من الله) , وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود), ونهى عن الغدر والخيانة قال تعالى: (إن الله لايحب الخائنين) وغيرها كثير من الآيات، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته، ألا لا غادر أعظم غدراً من امير عامة),رواه مسلم
الحلم
وكانت الصفة الخامسة الحلم: وعنها يقول الشيخ السيف: ان الحلم من الصفات التي اشتهر بها العرب قبل الإسلام وعرف بها اصحابها وضرب في ذلك الامثال ومدح صاحبها في الاشعار ومن أحلم العرب الأحنف بن قيس ومن أقواله اقبلوا عذر من اعتذر اليكم وقوله انصف من نفسك قبل ان ينتصف منك فلما جاء الاسلام حث على هذه الصفة الحميدة ودعا الى العفو والتسامح وحث على كظم الغيط والتواضع قال الله تعالى: (خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج بن عبدالقيس: ان فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة رواه مسلم, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في الحلم والرفق واللين وهو القائل: (لايكون الرفق في شيء الا زانه ولاينزع عن شيء إلا شانه).
ثم يمضي الشيخ السيف في سرد صفات حميدة اخرى عند العرب واقرها الإسلام فيقول: من الاخلاق الحميدة ايضا الصدق وهو خلق عظيم كان العرب يعتبرونه سجية وصفة خميدة للرجل العاقل ويعتبرون الكذب من صفات الدناءة ويعيرون من عرف به فلما جاء الإسلام جعل الصدق من اعظم اخلاق المؤمنين والكذب من اخلاق المنافقين.
إخلاص النية
تم يختتم الشيخ السيف حديثه عن الصفات الحميدة قائلاً: اشترط الإسلام إخلاص النية بحيث ان يتحلى المسلم بالصفات المذكورة وغيرها من الصفات الحميدة قاصدا بها وجه الله تعالى لارياء ولاسمعة، فكان نتاج ذلك ان أخرج لنا الإسلام رجالا من الرعيل الاول أوجدوا مجتمعا ظاهراً متمسكاً بتعاليم الدين الحنيف فسادو الدنيا ونحن اليوم - أمة الإسلام - وما نعيش فيه اليوم من ضعف وهوان ماهو إلا بسبب بعدنا عن اخلاق الإسلام وتعاليمه، فلا عزة ولاقوة إلا بالرجوع الى ما كان عليه سلفنا الصالح من التمسك بالدين القويم ومايدعو إليه من مكارم الاخلاق.
|
|
|