ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الاالله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله,, اما بعد:
ان من نعم الله العظيمة على هذه البلاد المباركة ان هيأ لها هذه المراكز الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالاضافة الى مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكومية فانتشرت الدور وعم الخير واتجه الكثير من الرجال والنساء والناشئة الى حفظ كتاب الله تعالى وتجويده والعنابة به فتخرج المئات من حفظة القرآن الكريم واقيمت المسابقات الدولية والمحلية لحفظ هذا القرآن وتجويده وتفسيره وهذه جهود مشكورة جعلها الله في موازين من قام عليها ومن ساندها.
غير ان هناك سؤالا يطرح نفسه ألا وهو أين العمل بالقرآن؟!
أين اثر القرآن في اخلاصنا في العبادة والعمل ونحن نتنافس على الرياسة والسمعة وحب الثناء؟
أين اثر القرآن في اقامتنا للصلوات المفروضة وحفظ الجوارح من اللغو والرفث ومشاهدة ما حرم الله من آلات اللهو والمعازف؟!
أين اثر القرآن في علاقتنا مع الخلق من أداء للامانة وصبر وحلم وعفو وكف اذى واغاثة الملهوف وبذل الاحسان,,,,؟! أين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالصبر والحق؟!
لماذا لا يظهر القرآن على سلوكنا وتصرفاتنا؟
هذه اسئلة لابد ان نتساءل عندها لنرى مدى ما حققنا من العمل بالقرآن.
لقد كان سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- يتعلمون القرآن مقرونا بالعلم والعمل كما قال ابو عبدالرحمن السلمي:
حدثنا الذين كانوا يقرءوننا القرآن عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه سمع رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ الى قوله تعالى (ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع) قال عمر: قسم ورب الكعبة حق ثم رجع الى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لايدرون ما مرضه.
وتقول عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن .
وقد امر الله بتدبر كتابه في آيات كثيرة من كتابه قال تعالى: (كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) وغير ذلك.
اننا اذن لابد ان نولي العمل بكتاب الله تعالى جل اهتمامنا ونحكمه في سائر شؤوننا سواء ما يتعلق منها بالعبادات او المعاملات ولنعلم ان مقدار سعادتنا انما هو بقدر حظنا وفهمنا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ففيهما الفلاح والنجاح.
جعلنا الله واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قذلة بنت محمد آل مفلح
المشرفة المركزية بالإدارة العامة للإشراف التربوي بالرئاسة العامة لتعليم البنات