خطوات,, وقفزات وابتسامة مرحة ترتسم عبر محياها الناعم,, تنحني باهتمام تراقب اسراب النمل وهي محملة بأقواتها تحاول حمل ما معها والسير عبر أفقها الممتد من خلال نظراتها الطفولية!!
تلهو بأحاسيس جميلة تتوجه صوب الازهار تداعبها تسترق عبيرها ولكن دون اغتيالها!
وترهق من خلال رحلتها اليومية لتنهض واقفة فتطلق بصرها عبر الافق,, آه,, الاصيل,, الشمس تلوح لها بالوداع وهي امل,, ترشقها بنظرة أمل باللقاء غدا إن شاء الله لتحكي لها ما طرأ على اعماقها من تقلبات تترجمها تتابع الوانها البهية! الليل اقبل,, حل الظلام,, خيم الهدوء, السكينة حان وقت النوم,, توسدت اكاليل الورد ونامت قريرة العين تضمها الازهار تعطر ما حولها واحة غناء تفترش ارضها سندريلا صغيرة!
وما هي إلا لحظات أو هكذا تخيلت وإذا بلسعات الشمس توقظها فتفتح عينيها لترى عش عصافير يعج بالدفء والام تتوسطه فتطعم صغارها بمنقارها وتكسوهم بجناحيها,, تدفئهم بأنفاسها الغالية تشبعهم رائحة الامومة!!
فتطبق الصغار اجفانها بنعيم!
حتى الرياح هبت,, لكنها عملت على تندية مشاعرها وترشيحها,.
وذات يوم,,!
اصاب الطبيعة قحط شديد فجفت الارض وذبلت كثير من الازهار,, حتى الفل كان يقف بشموخ لكنه ذبل!! وحتى الاشجار اصبحت عرايا ووضحت آثار الفؤوس القديمة التي عملت على محاولة ابادتها يوما ما,, وصار صوت الرياح صافرة انذار تعبث بمشاعرها الممزوجة بالخوف والترقب في فزع للمآسي القريبة لحياتها.
والليل تحول من لحظات هدوء الى إعصار شديد يروعها, يتخلله عويل,, واهزوجة افريقية تهتز لها الارض وتتراقص لها الاغصان افاعي ملونة!!
لحظات كثيرة وسريعة مرت امام مخيلتها وألوان من الذكريات تدور تراءى لها من خلالها صورته وهو يحذرها من الاقتراب من خلية النحل حتى لا تلسعها ومن تلك الامواج التي كثيرا ما تحب اللعب بجانبها فالبحر دائما غادر وهادر ولكنه يخفي هديره في بعض الاحيان لانه متقلب حسب حالة الجو التي يعاني منها!!
تذكرت زورق القش الذي ثبتت عليه احلامها,, آمالها فجرفته الامواج وبكت حتى امتزجت دموعها بمائه الازرق,.
احست بالخطر يقترب منها فتشبثت بأغصان تلك الاشجار وسمعت لجوفها انينا كان اثراً لعزقات تلك الفؤوس القديمة, احتضنتها واغمضت جفنيها وغابت عن الوعي هروبا ولو بالذاكرة من مرارة الاحداث!