كلمات معدودة هل تخرّج كليات الإعلام إعلاميين ؟ |
في كل الاوساط الاعلامية وغير الاعلامية الاكاديمية وغير الاكاديمية يطرح سؤال عن المتخرجين في اقسام الاعلام وكلياته: هل هذه الكليات والاقسام تستطيع ان تخرج اعلاميين؟ والبعض من المتحاورين عندما يطرح هذا السؤال يكون الجواب لديه جاهزاً وهو ان الاعلام موهبة وان الاعلامي يولد موهوباً بل وانه يخرج من بطن امه اعلامياً بالفطرة.
وهناك -وبخاصة في بعض دول العالم الثالث او الدول النامية التي لم تعرف الاعلام الاكاديمي وتدريس الاعلام من خلال الجامعات والكليات والاقسام الا في السنوات العشرين او في ربع القرن الأخير من قرننا هذا الذي سنودع سنته الأخيرة بعد اقل من عشرة اشهر- في هذه الدول اصوات وهي احياناً اصوات عالية تنادي بصوت مسموع احياناً الى اقفال كل كليات الاعلام وأقسامه لأنها في نظرهم لا تخرج الاعلامي المطلوب.
والغريب العجيب في نفس الوقت ان اصحاب هذه الاصوات من غير المتخصصين في الدراسات الاعلامية ولم تتح لهم فرصة للاطلاع على تاريخ الدراسات الاعلامية في الدول المتقدمة كما انهم يجهلون ابسط الحقائق والمعلومات عن ماذا يدرس في كليات الاعلام وأقسامه.
والناقد او الناقم على اقسام الاعلام وكلياته، المطالب بقفلها جميعاً دون استثناء ليس لديه اي معلومات عن ان الدراسات الاعلامية قد بدأت في اوروبا وامريكا قبل حوالي قرن من الزمان وان ما يجري في بعض الدول النامية وفي جامعاتها خاصة ما هو الا محاولة للحاق بركب الدول المتقدمة في مجال الدراسات الاعلامية وتحويل الاعلام والاتصال الى علم يدرس له قوانينه وقواعده ونظرياته.
بل ان بعض الناقدين لتدريس الاعلام في الجامعات لم يكلف نفسه بالاطلاع على احد الكتب في نظريات الاتصال مثلاً للتعرف على محتويات مقرر واحد من مقررات اقسام الاعلام وكلياته.
والطريف ان هذا أو ذاك من المطالبين بعدم تدريس الإعلام في الجامعات ومن المنادين بأن فكرة تدريس الإعلام من خلال كليات وأقسام جامعية فكرة فاشلة وان كليات الإعلام وأقسامه لا تخرّج إعلاميين هذا الشخص نفسه ليس لديه تعريف محدد لمن هو الإعلامي.
فالإعلامي- في نظر غالبية المطالبين بعدم تدريس الاعلام في الجامعات- هو الكاتب اي كاتب المقالة الصحفية او العمود الصحفي وهو المذيع عبر المذياع او التلفاز,هؤلاء المطالبون بقفل التخصص الاكاديمي في مجالات الاعلام لا يعلمون ان خلف كاتب المقال الصحفي جيشا من الاعلاميين في مجالات الادارة الصحفية ومجالات التحرير الصحفي كالاخبار والتقارير والتحقيقات والمقابلات ومجالات الاخراج الصحفي والطباعة.
وقد لا يعلم ايضا ذلك المطالب والناقد لتدريس الاعلام ان خلف مذيع نشرة الاخبار في التلفزيون وفي الاذاعة جيشا من المحررين والمعدين والفنيين وان كل هؤلاء واولئك لا تخرجهم الا كليات الاعلام وأقسامه في الجامعات.
اذاً بيت القصيد هو الاتفاق على تعريف من الاعلامي؟ فاذا اتفقنا على تعريف موحد حينها فقط نعرف هل اقسام الاعلام الجامعية وكلياته تخرج اعلاميين ام لا؟,, وللكلمات بقية.
د, محمد سليمان الأحمد
|
|
|