أضواء عودة تجارة العبيد,,,!! |
ظلت بعض الوسائل الإعلامية الغربية وحتى الشرقية تساند دوائر معروفة بعدائها للمسلمين والعرب بالذات، ظلت ولا تزال تعمل على إلصاق تهمة الارهاب بالمسلمين، وقد نجحت الحملة إلى حد ما وخصوصا في الدول الغربية، إذ أصبح المرء المسلم مشبوهاً في أي مطار يصل إليه، وفي أي بلد غربي يقيم فيه، ويعاني المسلمون هناك بعد حدوث أي عمل ارهابي مر المعاناة وما حصل للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تفجير المبنى الفدرالي في أوكلاهوما جسّد مآسي حقيقية للمسلمين وعوائلهم وبالذات أطفالهم الذين أسيء إليهم في مدارسهم وبعض منهم تعرض للضرب المبرح ناهيك عن الاهانات.
ويظهر أن تهمة الارهاب لم تعد تكفي أعداء المسلمين لتشويه صورة المسلمين حتى يتم تنفيذ المخطط الموضوع سلفاً بصنع عدوٍ وهمي للحضارة الغربية، فبدأ نسج تهمة جديدة قديمة، أبشع من تهمة الإرهاب، حيث أخذت إحدى البارونات الإنكليزيات عضو مجلس اللوردات البريطانية المدعوة كوكس الناشطة في منظمة التضامن المسيحي، شن حملة ضد السودان متهمة المسلمين السودانيين في الشمال بممارسة تجارة الرق,, أي تجارة بيع العبيد,,!!
ومع أن اتهام البارونة كوكس الذي لم يكن الأول الذي وجّه للمسلمين وبالذات للمسلمين في أفريقيا إلا أن كون الاتهام ارتبط بالصراع والحرب الدائرة في جنوب السودان فقد اهتمت حكومة السودان بالأمر وقبلت بقيام جهات أجنبية بالتحقيق والتقصي للوقوف على الحقيقة وقد وصل عدد تلك الجهات والاشخاص إلى أكثر من تسع بعثات من أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومنهم زملاء للبارونة كوكس في مجلس اللوردات البريطاني، وبعضهم مفتشون في شرطة شيفلد البريطانية، حيث أكدت جميع تلك البعثات عدم صحة اتهامات البارونة كوكس، التي لم تيأس من ترجمة حقدها الدفين على المسلمين فقامت بعرض أطفال ينتمون لقبيلة (الدينكا) زعمت أنها حررتهم مقابل 50 دولارا للطفل الواحد.
حادثة عرض هؤلاء الأطفال التي زعمت البارونة كوكس أنها حررتهم، تكشف المدى الخطير الذي وصلت إليه عمليات التخريب والتدخل في شؤون الدول الإسلامية من قبل المتعصبين، فهذه البارونة تدفع خمسين دولارا لمن يحضر لها طفلا أسود من جنوب السودان في منطقة تشهد حربا مركبة يشنها متمردون يمولون من قبل مجلس الكنائس العالمي الذي يحظى بدعم أمثال البارونة,, وحروب أخرى بين القبائل الجنوبية التي لا تزال تأخذ بأسلوب السبايا من أطفال ونساء,, فيجد المتنازعون من يشتري بضاعتهم من أمثال البارونة كوكس التي تشجع بفعلتها تلك تجارة بيع العبيد,, وإن لم تكن كذلك فهي مثل الصعيدي الذي باعوا له التروماي، فقد وجد فيها محاربو القبائل هبلاً وغباءً فأخذوا نقودها,, واختطفوا لها أطفالاً من الغابة,.
وفي كلتا الحالتين فإن البارونة تؤدي عملا يتوافق مع توجهاتها لتشويه صورة المسلمين، وان دفعت 50 دولاراً مقابل كل طفل لاثبات تهمة الرق ضد دولة إسلامية، فغيرها يدفع أكثر لتلفيق التهم ولصنع مزيد من التشوهات للصورة الإسلامية.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|