Thursday 11th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 33 ذو القعدة


لماذا نحابيها وهي مقصرة ,,؟!
رئاسة تعليم البنات سبب معاناتنا ,,!

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
انها لأول مرة امسك بها القلم لاكتب لأي صحيفة، وماكنت لا كتب لولا اني اطلعت كما أطلع غيري على مقالة محمد الحزاب الغفيلي حول رئاسة تعليم البنات ودفاعه المستميت عنها، وحتى لا يثير نقمة القراء وضع بعض الحلول في نهاية المقالة,
ولم اطلع على هذا المقال وحدي بل اطلع عليه آباء وامهات ثكلى وازواج وزوجات ارامل وطالبات خريجات.
فالأخ (محمد) يستغرب سبب الانتقادات التي توجه الى الرئاسة ويستنكر ان توجه الى قطاع واسع النطاق كقطاع الرئاسة ولا توجه الى اي قطاع آخر؟! ان الرئاسة هي سبب مشاكلنا فهي اوجدت الامل والطموح ثم وضعت المشكلة فلم توجد الحل لذلك فمنذ ان تكون الفتاة طالبة يكون لديها الامل والطموح بأن يكون لديها شهادة يفاخر ابواها بها وما ان تنتهي من الثانوية حتى تبدأ مشاكل التسجيل والكلية والنسبة والقبول ويبدأ الكل بالصراخ من اجل حل المشكلة فتقول الطالبة لا اريد المكافأة لا اريد الوظيفة ، اريد الدراسة واخذ الشهادة وما ان يتم ذلك حتى يحدو الطالبة امل جديد في الوظيفة فتقول: واين المفر وقد تعبت هذه السنين في الدراسة؟ وما ان يتم التخرج حتى يبدأ حلم الوظيفة وما ان يتم حتى تصدم بواقع أنها في قرية نائية او بلدة نائية، بعيداً عن الاهل والاحبة وترضى بالواقع وتعيش بالغربة في هذا المكان وتتأثر نفسيتها مما يؤثر على الطالبات وقد يحدث في يوم من الايام وهي ذاهبة الى هذه المنطقة أن تموت او تصاب بشلل أو كسر لا يمكن إصلاحه,, وهنا تنتهي القصة الدرامية التي حبكت السيناريو لها الرئاسة.
ثم ياأخ محمد هل سألت عن الآلام والدموع والاحزان بسبب هذه الحوادث؟ فماذا عن المعلمة التي ذهبت لتؤدي واجباً ثم لم تعد ,,؟
ام تعتبر ان الامر عادي لا يستحق انتقاداً للرئاسة.
اما عن قول (ان هذه النوعية من الحوادث هو بيد مستخدمي الحافلات من المعلمات والطالبات اللاتي يبحثن عن السائق الاسرع بصرف النظر عن اي اعتبار آخر فاذا وقع مالا تحمد عقباه تعالت الاصوات على اثر كل حادث تلوم الرئاسة والمسئولين) ماهو الاعتبار الآخر الذي يجب ان يصرف النظر إليه وكيف لا يبحثن عن السائق الاسرع وهناك ما يسمى بالخط الاحمر والتأخير وعدم الانضباط.
فهل تستيقظ النساء من الساعة الثالثة او الرابعة فجراً لكي تذهب الى المدرسة حتى يسوق السائق متمهلاً وغير مسرع حتى يصلن بموعد الحصة التي تبدأ في الثامنة او السابعة وبعد انتهاء الدوام في الساعة الثانية عشرة او الواحدة يعدن مع نفس السائق، فمتى تصلن امهاتنا وبناتنا!!
اما (لماذا لا تفعل الشيء ذاته في حوادث المدرسين والطلاب التي تتكرر كل يوم) من اي احصائية استدللت بها يا اخ محمد عن حوادث المدرسين و الطلاب التي تكون يومياً؟! ام تراك استدللت بهذه الاحصائية عن طريق الحوادث اليومية بغض النظر عما اذا كانوا طلاباً يذهبون الى المدرسة ام طلاباً قد سلموا أو سرقوا سيارات آبائهم فأصبحوا يجوبون الشوارع بها استهتاراً بحثاً عن اللهو والمتعة وليس بحثا عن علم.
وحتى لو كان ما تقوله هذه الاحصائية صحيحاً فالرجل ليس كالمرأة فهي كالزجاجة هشة.
واضم صوتي الى صوت الاخ محمد ورجائه من المسئولين في امن الطرق بأن يزيدوا من اهتمامهم بالطرق غير المزدوجة لكثرة ما تقع فيها من الحوادث.
اي نعم يا اخ محمد اننا كنا نبحث عن الوظيفة ولكن ليس في اي مكان ومازلنا نلح على المسئولين بأن تكون الوظيفة في بلدة المعلمة وليست في مناطق نائية وقد تقول (بأن المناطق شبه النائية قد تشبعت باحتياجاتها لسنوات قادمة) ولكن هذا التشبع من اين اتى ,,,؟! فانا معاذ الله ان اتهم الرئاسة بانها لم توظف الخريجات بل وظفتهن واكرمتهن بالعطاء الجزيل ولكن ماذا عن الخريجات الباقيات، هل يجلسن في بيوتهن ينتظرن ابن الحلال ,,,؟!
اين حلول الرئاسة لذلك، ماذا وضعت للخريجات من خطط ,,؟
اين التنسيقات التي قامت بها مع ديوان الخدمة؟ ماذا ستفعل مع هذا الكم الهائل من الخريجات من الكليات التربوية والمعاهد والجامعات ,,؟!
يكفي النظر الى الكليات التربوية لمعرفة صعوبة تعيين كل هؤلاء الطالبات بغض النظر عن الرئاسة فما الذي ستفعله ,,؟!
هل تحاول تقليص هذا العدد بالقرارات الجديدة التي تهدف جميعها الى طرد الطالبة من الكلية ام ماذا ,,؟!
من لا يصدق فليسأل اي طالبة كلية تربوية - لماذا لا تقوم الرئاسة بتنفيذ الخطط المقترحة ووضع باب للاقتراح لايجاد الحلول؟!
ومن تجربة شخصية ذهبت الى تسجيل اختي الصغرى في احدى المدارس الابتدائية فماذا وجدت ,,؟
وجدت عجوزاً قد اكل الزمن وجهها تقوم بالتدريس وبعد السؤال عرفت انها عينت في المدرسة عام 1399ه وكانت مديرة هذه المدرسة اقدم منها ولكبر سنها لا تستطيع الصعود على السلم والاشراف على الفصول (والخافي اعظم).
فأين يارئاسة ويا اخ (محمد) تجد الخريجات وظائف في ظل مزاحمة المعلمات القدامى بالوظيفة والراتب؟!
لماذا لاتوجد الرئاسة تقاعداً لهؤلاء ولماذا لا يحل دم جديد في هذه المدارس ,,؟
فلقد اصبحت بعض المدرسات يحملن افكاراً قديمة وغير صالحة لتواكب هذا العصر فليس هناك مطلب غير التقاعد المبكر لهؤلاء المدرسات وبخاصة في المدارس الابتدائية,.
اما قول (ان المناطق النائية هي نعمة مجهولة القدر فهي المجال الذي لايزال قابلاً لاستيعاب الآلاف سنويا من الراغبات بالعمل) فهل يعقل يا اخ محمد ان تكون الطالبة قد تخرجت من كلية ابها التربوية ثم تعين في منطقة نائية كغدفاء (منطقة عند الحدود الشمالية) هل هذه هي النعمة المجهولة القدر ,,؟
فاذا كان التعيين لشاب معلم لم يكن ليضره ذلك ابداً فالرجل يستقيم امره عندما يعيش وحده في هذه المناطق ولكن الفتاة كيف لها ذلك ,,؟!
فاذا كانت غير متزوجة هل يترك الاب عمله من اجل ان يعيش مع ابنته في هذا المكان من اجل الوظيفة وربما توضع على بند 105 (بند الفقر) كما اطلقت عليه احدى مديرات المدارس الفاضلات ,,؟!,.
وهل هذا الاب ليس لديه سوى تلك الابنة من اجل ان يهون عليه الذهاب الى هناك اذا كان هذا الحل ,,؟!
ولكن ما الذي ستفعله الام ,,؟!
ولماذا لا تنظر الرئاسة في الاعداد الهائلة من الطالبات وافتتاح المدارس الجديدة التي تستوعب ذلك فلو رأينا بعين الحال لوجدنا أن هناك بعض الفصول يزيد عدد الطالبات فيها عن أربعين طالبة، فلماذا لا تبنى المدارس لاستيعاب الطالبات وتعين الخريجات؟!
ان هذا ليس تهجماً على الرئاسة بل هو الواقع للأسف,, فهذا هو الذي يحدث في قطاع الرئاسة العامة لتعليم البنات الذي نحاول ايجاد الحلول له لعل وعسى ان تأخذها الرئاسة بعين الاعتبار وهي تتلخص في الامور التالية:
أ) تسهيل التسجيل والقبول في الكليات.
ب) وضع نظام التقاعد المبكر (وهو الحل لجميع المشاكل).
ج) افتتاح المباني المدرسية وان لا يزيد عدد طالبات كل فصل عن عشرين طالبة.
مُهر سالم السبيعي
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved