لقد جرى الاطلاع على ما نشر بجريدة الجزيرة عدد (9638) تحت عنوان (ملاحظات على اداء بعض الجمعيات الخيرية) بقلم المواطن/ فراج بن لافي السويدي المتضمن مرئياته عن الجمعيات الخيرية واسلوب العمل والعاملين فيها, وقد لاحظت انه تحامل كثيراً على الجمعيات وأورد بعض السلبيات التي يدّعي انه لاحظها على بعضها, ومن الطبيعي ان هذا الاتهام للجمعيات يحتاج دليلاً وكان الاجدر به ان يقوم بزيارة عدد من الجمعيات لمعرفة اسلوب العمل فيها والانظمة واللوائح التي تسير بموجبها وما تقوم به من نشاطات خيرية متعددة وما تبذله من جهود في سبيل رعاية ومساعدة كثير من المواطنين المستحقين وما تنفذه من مشاريع ومساهمات في كثير من المجالات الخيرية، إذن لتغيرت نظرته ولعرف الحقيقة والواقع الذي يدور في هذه الجمعيات بدلا من اطلاق الاحكام على عواهنها وذلك اولى من الكتابة في وسائل الاعلام عن مجرد تعليقات سمعها من بعض الناس الذين هم كما يقال عنهم (يهرفون بما لا يعرفون) ومع شكري للمواطن/ عبد المحسن المنيع الذي نشر رداً اجمالياً على ذلك بجريدة الجزيرة عدد (9642) تحت عنوان (الجمعيات الخيرية,, دعوة للإنصاف) اشاد بما تقوم به من اعمال طيبة ومساهمات فعالة في سبيل معالجة كثير من اوضاع المواطنين المستحقين المساعدة وبذل الجهود في تفعيل العمل الخيري بما يحقق اهدافه ونشره بين المواطنين, وتكملة لما اورده الأخ المنيع في ذلك، اود ان اوضح اجابة مستوفية على بعض النقاط التي اوردها الأخ/ فراج السويدي وايضاح ما يقوم به كثير من الجمعيات بصفة عامة وجمعية البر بالرياض بصفة خاصة, والاجابة على هذه النقاط هي:
1 - بالنسبة لملاحظته في اقتصار بعض الجمعيات في خدماتها على المدينة والمحافظة التي توجد فيها، فهذا يخضع للترخيص الذي منح لها وحدد نطاق خدماتها وفي حدود قدراتها اضافة الى التقيد بالتقسيم الاداري المعتمد لكل مدينة او محافظة وما يتبع لها من القرى والهجر.
2 - تسجيل المستحقين المساعدة بالجمعية حسب التعليمات يكون للمدينة وضواحيها والقرى والهجر المحيطة بها التي لا يوجد بها جمعيات خيرية.
3 - مقدار المساعدة التي تقدمها كل جمعية للمسجلين بها من المستحقين الذين تتوفر لديهم الشروط والمستندات التي تؤكد حاجتهم للمساعدة ويخضع المقدار لكل فرد او اسرة حسب امكانات كل جمعية ومقدار وارداتها المالية وعدد الاسر المسجلة لديها.
4 - بالنسبة للعاملين في الجمعيات سواء كانوا موظفين متفرغين للعمل فيها او متعاونين معها رغبة منهم في المساهمة بأعمال الخير، فكلهم من المواطنين المخلصين بغض النظر عن شرائحهم ومن الذين اوقفوا انفسهم للعمل في هذا المجال وتحمل ما يلاقونه من المتاعب في سبيل ذلك وما يوجه اليهم من اتهامات كما ذكر الأخ/ فراج مع قابلية وجود خطأ غير مقصود من احد العاملين (وما على المحسنين من سبيل).
5 - بالنسبة لاقتراحه بإيجاد رقابة من الجهة الحكومية التي ترتبط الجمعيات بها,, فمن المعلوم ان جميع الجمعيات الخيرية في المملكة كلها تشرف عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (الادارة العامة للمؤسسات والجمعية الأهلية) وهي التي تمنح الترخيص بتأسيس الجمعيات وتشرف عليها وتقوم بمتابعة اعمالها ونشاطاتها وتعتمد الانظمة الاساسية لها واللوائح الداخلية لاعمالها وتصادق على ميزانياتها سنوياً وبصفة مستمرة.
6 - بالنسبة لاقتراحه مشاركة اهل القرى والهجر للعمل في الجمعية، فهذا يرجع الى من له رغبة في العمل الخيري والمساهمة فيه اذا كان من باب التعاون, واذا كان القصد التوظيف فيها، فهذا يخضع للتخصصات وتوفر الخبرات المطلوبة في الجمعية كما ان وظائف الجمعيات ليست رسمية وانما هي بالعقد وليس لديها كادر وظيفي وانما التوظيف فيها حسب الحاجة والعرض والطلب.
7 - بالنسبة لاقتراح اعطاء المساعدات المخصصة للمستحقين بالقرى والهجر لأئمة المساجد او العمدة, لتوزيعها عليهم, فهذا غير ممكن حيث ان المساعدات تصرف بطرق رسمية وبموجب مستندات نظامية وعن طريق شيكات بنكية وبموجب ميزانية معتمدة من مجلس ادارة كل جمعية ومصدق عليها من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتسدد الصرفيات رسمياً حسب الأنظمة الحسابية.
وكما ذكرت كان الافضل للمواطن/ فراج السويدي ان يقوم بزيارة للجمعيات الخيرية التي لاحظ عليها ما ذكره عنها ومناقشة ملاحظاته معها لمعرفة حقيقة الوضع فيها وما تقوم به في هذا المجال بدلاً من التحامل عليها واتهامها والنشر عن ذلك بالصحف, والله الهادي الى سواء السبيل.
عبد العزيز بن عبد الله العبدان
مدير عام جمعية البر بالرياض