بدون ضجيج مونيكا: الفصل الأخير جار الله الحميد |
أخيرا قبضت السيدة (مونيكا لوينسكي) قرابة نصف مليون الدولار ثمنا لمقابلة اجريت معها في التلفزيون البريطاني كأول اتعاب (رسمية) ! نظير ما أثارته من ضجة على مستوى العالم حول علاقتها بالرئيس الأمريكي, تلك الضجة التي أثارت من التداعيات طوال العام المنصرم ماغذى المكنة الاعلامية في العالم وجعل بعض المحطات التلفزيونية تفتح ابوابها على مصراعيها على مدار الساعة لتلبية نهم فئة من الناس لايحلو لها الحديث عن السياسة الا مرتبطة بمثل هذه الفضائح والألاعيب والرموز الجنسية والمفاتيح السرية, وكان الكونجرس الأمريكي قد برأ الرئيس قبل ايام فقط من جميع التهم التي وضعته فيها هذه السيدة التي حاولت ان تهز العرش الحديدي ولكن عبثا!, وبهذا يسدل الستار على اللغز الذي ظل حتى الآن يحير الناس : مامصلحة هذه السيدة في كل ماجرى ويجري؟ ومن كان يحركها؟ ولماذا أنفق المحامي المستقل (كينيث ستار) كل هذه المبالغ الطائلة من الأموال وقام بتجييش موظفات سابقات اخريات في محاولات مستميتة للايقاع بسيد البيت الابيض الذي تصرف مثلما لو كان يتنبأ بالأحداث طوال شهور الغبار!
وقد تصرف الإعلام الرسمي الأمريكي ببرود مع قضية كان ينظر اليها مواطنون في العالم على انها قضية حياة او موت, متناسين ان الدولة الأقوى في العالم لم تعد تتعامل بمثل هذه المقاييس, وان تعاملت فلمصلحة سياسية عابرة او مزمنة ولكن مدروسة!
وقد كسب الرئيس الامريكي كل هذه المعارك وهو مبتسم او يقهقه حتى! بدءً ا من موقف زوجته التي تفكر الآن بمستقبلها السياسي (الخاص) ! الذي ترى انها تستحقه مكافأة من الشارع الأمريكي على سلوكها اثناء الأزمة والذي تميز بنكران الذات والوقوف الى جانب السيد الرئيس في السراء والضراء بعيدا عن الانفعالات التي كان يمكن ان يتصف بها موقفها كأنثى مطعونة بخيانة الزوج!,, وكانت تتحرك بدقة مرسومة وتصرح بنفس الدقة وتتجاهل المشاعر الأنثوية في سبيل الحفاظ على مستقبل السيد الرئيس!
وهكذا كأن احداً لم يفاجأ عندما بدت تلك التي كانت تقوم بدور البطل في العرض المسرحي الذي اغلق - وهي تمد يدها لتلتقط اول اتعابها نظير مقابلة تلفزيونية قالت فيها نفس الكلام الذي قيل مرارا,, وتصور هواة الفضائح آنذاك انه سيقلب الدنيا رأساً على عقب! واذا به لايتعدى زوبعة من تلك الزوابع التي تعرف سيدة العالم القوية كيف تتعامل معها, إما بالصمت، أو بالقمع!
ولهذا يجب على الذين يحاولون إخضاع السياسة الأمريكية لأخلاقيات معينة او يربطون بينها وبين كلمة الشرف (!) ان ينسوا ذلك تماما, فأمريكا تتعامل مع الحق عندما يكون حقها هي خلاف ماتتعامل معه عندما يكون حقاً لآخرين!
وعلى السيدة (مونيكا لوينسكي) ان تبحث الآن عن قاض مستقل مثل (كينيث ستار) ليحاول ان يمحو ماكتبته بيدها بلاسبب، او لسبب تافه!
|
|
|