Thursday 11th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 33 ذو القعدة


لنفكر سوياً
أحياناً يكون الجزاء جزاء سنمار
سلطانة بنت عبدالعزيز السديري

عملت في مجالها عشر سنوات مجدة مجتهدة ولكنها بعد كل هذه السنوات تشعر أنها مغبونة فهذا الجهاز الذي تعمل فيه والذي هي دائماً متفوقة في مجاله تجد انها محاطة بنفوس مريضة تحاول اعاقتها بكل وسيلة ورغم ان المسؤولين عن عملها لم يجدوا عليها مأخذاً الا انهم غيروا مكانها الى مجال عمل آخر مختلف عما كانت تقوم به,, كانوا يريدون بذلك ان تغضب او تتذمر ورغم علمها انهم يريدون مضايقتها الا انها تجملت بالصبر وفضلت المصلحة العامة على مصلحتها الشخصية واستلمت عملها الجديد لتتفوق فيه مرة اخرى وتبدي براعة ادهشتهم وبدأوا يلقون على كاهلها معظم العمل حتى انها اصبحت كالآلة تعمل منذ بدء الدوام حتى نهايته بلا توقف ولو لحظات, وكانت تجد زميلاتها في العمل لا يقمن بجزء ولو قليل مما تقوم به ومع ذلك فهي تتساوى معهن,, ولكنها مازالت صابرة صامدة راجية ان تجد انصافاً في يوم من الايام اما الاخرى فهي كانت تعمل في مجال آخر وكانت هي التي تخطط وترتب للعمل وكان لها زميلة تعمل معها,, احتضنت تلك الزميلة لتعلمها اصول المهنة وماهي سنة واحدة الا ووجدت تلك الزميلة تكيد لها في مجال عملها وتحاول ان تزيحها من طريقها بعد ان اكتسبت خبرتها، وبعد ان اصبحت مقربة لرئيستها في العمل التي اصبحت تصدق كل ما تقول, لم تجد المجدة المخلصة الا تقديم استقالتها لتبعد بنفسها عن تلك المشاحنات التي اصبحت تنغص عليها ولا تجد من يردع تلك الزميلة عن سوء ما تقوم به,.
وهنا يتبادر الى اذهاننا التساؤل,, لماذا يجد الانسان المستقيم والمخلص في عمله العراقيل توضع امامه ليعاني او يفر هارباً؟,, هل ذلك يعود الى ان الانسان الجاد المجتهد يظهر عمل من حلوله بصورة غير صحيحة؟,, ام انه الحسد الذي يجعل النفس المريضة ترمي كل ناجح بحجر؟,, ولكن يبقى السؤال الاهم,, هل تقييم المسؤولين عن موظفيهم سواسية؟,, هل يكون جزاء الناجح المجد مع المهمل والخامل؟,, لا شك ان في كل مجال للعمل هناك يوجد بعض النفوس المريضه التي تجد لذة في عرقلة مسيرة كل جاد ليكون مثلهم ولا يتفوق عليهم ولو كان لهم في حسن النية والتفكير السليم شيء لحاولوا الاقتداء به ومنافسته المنافسة الشريفة ليزداد العمل انتاجاً طيباً,, ولكن تباً للنفوس البشرية التي لا دينها ولا ضميرها يردعها ويجعلها لا تتناول الاخرين بسوء او تتجنى على حقوقهم.
لماذا لا تقرأ النساء
لان عندي مكتبة تضم ألواناً عديدة من الكتب فإن بعض معارفي من السيدات يستعرن بعضاً منها وبعد فترة يعدنها اليّ وتبادرني الواحدة منهن قائلة لقد قرأ زوجي هذه الكتب واعجبته وحين اسألها وهل قرأته انت ايضاً؟ تجيب لم اجد وقتاً للقراءة واعجب لماذا لا تقرأه رغم ان زوجها ابدى الرأي بأن هذه الكتب جيدة,, والحقيقة التي لا ريب فيها ان قراءة النساء قليلة حتى للصحف اليومية وثقافة معظمهن لا تتجاوز حدود المادة التي درستها وهذا بالنسبة للاكاديميات وحاملات الشهادات العالية مثل الدكتوراة والماجستير وبعضهن حينما تبادلهن الحديث تشعر انهن اشبه بالاميات بل لعل الاميات وخاصة كبار السن منهن تجد عندهن حكمة وثقافة ومع العلم ان القراءة تفتح آفاقاً لا حدود لها من المعرفة الى آداب الشعوب وانه لا شىء يعوض عن الكتاب حتى وسائل الاعلام الاخرى مثل التلفاز والاذاعة ففي الكتاب نجد ابحاراً في اعماق النفس الانسانية وحساً تعجز الصور المتحركة عن تجسيمه خاصة في العمل الادبي,, ان الذي لا يقرأ يفقد متعة فكرية وروحية ويبقى هامشياً يتناول الحياة بسطحية ربما تمنحه المظهر ولكنها تحرمه عمق الجوهر الذي يجعل منه انساناً يتمتع بالحاسة الانسانية الراقية التي تجعله يتذوق الحياة بطعم مختلف ويمتع من حوله بتعامله وسلوكه وحديثه,, ولا عجب ان يبقى الرجال دائماً اكثر وعياً وثقافة لانهم هم الاكثر اضطلاعاً وصداقة مع الكتاب,, ويبقى دائماً هناك سؤال عالقاً في ذهني,, لماذا لا تقرأ النساء؟,, فهل اجد لديهن جواباً؟,.
مسرح الصغار
في جريدة الرياض يوم الاربعاء الماضي قرأت رأياً للاخت الفاضلة والكاتبة المعروفة جهير المساعد حول المسرح واهميته للصغار حيث تحدثت بإسهاب عن تجربة المسرحية في مهرجان الجنادرية والتي كتبتها الاخت الفاضلة الاديبة بدرية البشر,, وانا هنا اضم صوتي الى صوت الاخت جهير بأهمية المسرح الشديدة للاطفال وصغار السن ففي تجربة لمستها بنفسي حينما اوكل اليّ مهرجان الطفل في جمعية الثقافة والفنون وقدمنا خلاله مسرحيتين للاطفال على مسرح الجمعية الذي يقع في شارع الخزان في الفوطة,, كان الاقبال على المسرحيتين شديداً حتى من قبل الامهات اللواتي اصررن على مشاهدة المسرحية واللواتي كنّ يتنافسن على الجلوس في المقاعد الامامية تاركات لصغارهن المقاعد الخلفية وكانت سعادتهن لا تقل عن سعادة صغارهن بحضور المسرحيتين,, وقد قامت بتأليف واخراج المسرحيتين الاستاذة المبدعة مزنة الوابل التي وهبها الله سبحانه موهبة فطرية في الابداع في التأليف والاخراج لمسرح الطفل وقد قامت حتى بالتصميم للازياء وتدريب الاطفال ولو كان هناك حرص من المهتمين بأدب الطفل لوضعوا للاستاذة الفاضلة مزنة الوابل مسرحاً يقدم فيه للصغار مسرحيات ثقافية وتعليمية وبنفس الوقت ترفيهية بحيث يتقبل فيها الطفل الارشاد بصورة سهلة ومحببة,, اننا للاسف الشديد لا نجد احياناً من يهتم بتشجيع المواهب خاصة بالنسبة للمرأة وهذه المرأة الموهوبة لا تجد من يساندها رغم ان كل اعمالها للطفل قامت بها بصورة فردية معتمدة على الله ثم مجهودها الشخصي ولكن عملها اثبت في كل مرة نجاحاً كبيراً.
من مفكرتي الخاصة
الطفل هو رجل المستقبل فان لم نهتم بإعداده دينياً وسلوكياً وادبياً فاننا بذلك لا نضع حجر الاساس القوي للاجيال القادمة.
مرفاً
كم تواريت حياء من عذاب الضائعين
انا لا افعل شيئاً لمآسي الاخرين
كلماتي؟,.
انها ليست ضماداً,, او عزاء
ليتني وفيت للناس ولو بعض الوفاء
كل ما املك ان ارسم احزان الجموع
واهباً شعري الى غيري عطايا من دموع
الشاعر فاروق جويده

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved