Thursday 11th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الخميس 33 ذو القعدة


هاجس
توقيت

مرة قال المسافر صوب الشمس الأستاذ ابراهيم التركي: نظهر متأخرين في حياة من نحب فنأسى/ ونبكّر في حياة من لا نحب فيأسون .
ومن يومها الى ذا الحين وأنا اتفكر في الروابط بيني وبين من حولي فلا أجدها تشذ عن هذه القاعدة، كلها تنتظمها هذه الثنائية الحادة؛ فثلة من الناس أخالطها قبل الأوان لترهقني وأرهقها إذ لا توافق ولا تطابق بيننا، وثلة أخرى أفد اليها متأخرة ورغم سعادتي بها ومعها إلا ان هاجسا شرسا ينتزعني من سروري المصفى وإياها ليهمس لي: لو كنتِ بكّرتِ قليلا لكنتِ نهلتِ من موردها ما هو أكثر وأعذب وأنقى
هذا الهاجس كلما طرأ علي شوه صفائي وهو يجرني لتخيل هناءة أكبر كنت سأحظى بها لو أني تقدمت.
أمس وقبل ان أنساق مع خاطري المكرور سألت نفسي: أحق هو؟
عندها انتقيت من علاقاتي أبهاها وتذكرت خيوطها الأولى كيف ومتى نسجت.
ولأول مرة اقتنع أني لو كنت بكّرت لكنت ظهرت بوجه آخر وكان هؤلاء الذين أرى فيهم أحبائي الآن قد طالعوني بأوجه أخرى قد لا أحبها لو رأيتها إذاً ربما لو كنت بكّرت في حياة من أحب لما أحببتهم.
لذا فإني اليوم منذ اليوم لن آسى على توقيت علاقة جميلة لأني أدرك ان جمالها نبع من مجيئها تماما في الوقت المناسب, شكرا للمبدع العظيم خالق هذا الكون الذي نظم أدق تفاصيله, ثم عذرا من المضيء ابراهيم التركي فلن أتغنى بعد اليوم بمقولته آنفة الذكر فنحن لانظهر متأخرين في حياة أحد ولا نبكر في مواعيدنا, إننا نحضر دوما في الوقت المحدد.
أمل الفاران
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved