أحاول اقناع الأخ هيمة ان شغلة جينات الشعوب هذه شغلة ما ينفع فيها لا حبوب ولا جلسات كهرب ولا حتى غاز اضحاك في عيادات الانشكاح والفلتان اللي يروّح لها
الرجل,, يعني بالمختصر شغله ثقافة المرح والضحك والتباسط مع كل شيء في واقع المجتمع حاجة محسومة سلفا بمفاهيم العيب والمقبول والمرفوض وصعبة جداً تغير
اتجاهات وقناعات الناس المتأصلة في غمضة عين ولا بجلسة قهقهة مع مطبب,, يعني بالعربي احنا نعتبر التباسط والمرح وأخذ الأمور بالوناسة تُسيء للبني آدم
وتصنفه في خانة الاستهتار والتهريج والخ قوائم التفاهة والعبث يمكن,,
وهذا في حد ذاته بصرف النظر عن طبيعة الصحراء يخلي البني آدم ينقد على روحه حتى بينه وبين نفسه ان هو فكر يوسع صدره بطريقته الخاصة,, لا وبعدين عندنا عشان
يكون البني آدم على سجيته ويمارس القهقهة براحته ويطلع اللي في قلبه من طاقة انشكاح وفلة حجاج لازم يكون في جلسة ومع شلة خاصة جدا، وبعيد عن اجواء البيت
والأهل -المدام طبعا- لأنها شغلات تقلل من قيمة الذكر وتهز صورة فحولته كثير,, وبعدين صحيح ان فيه الى عهد قريب مجتمعات متوازنة في شغلات الوناسة والفرفشة
والتعامل الجاد مع امور الحياة ودون ان يحدث تناقض أو فصام في شخصية البني آدم، بس اعلام القرية الكونية خلط أوراق المجتمعات وما عاد صار فيه فرق بين اللي
عندهم مشكلة جينات واللي ما عندهم على غرار الالمان والهنود,, فالعالم كله يشعر بالواقع الكئيب والمحبط اللي ترسمه وسائل الاعلام واللي كله صراعات
ومنافسات وهموم لا تطاق تجلب الهم والغم بكل براعة,, ويعتقد اخونا هيمة ان الفارق بيننا وبين الغرب ان الناس هناك تتعرف على مشكلاتها وتبدأ في علاجها
بينما ربعنا لا يهربون من الواقع بكل الوسائل ويحاولوا اقناع ارواحهم ان كل شيء تمام ولا احلى من كذا,
فالناس في المانيا أو غيرها عرفوا ان البشرية تعاني من أزمة جدية مفرطة من جراء حياة المدنية الجافة اللي صارت تفسد على البني آدم لحظته وتحول بينه وبين
ان يكون على طبيعته في التعبير عن احاسيسه وردود فعله,, وهذا اللي دفعهم للتفكير في ايجاد منافذ تعيد للانسان توازنه الطبيعي مثل نوادي للمرح والانشكاح
وبرامج ترفيهية في بيئات العمل للعاملين وربما على نفقة الجهات التي ينتسبون اليها,, طبعا الأخ هيمة يراهن على ان ترويض سلوكياتنا واتجاهاتنا كمجتمع من
خلال جلسات العلاج بالضحك وعيادات القهقهة وغيرها من اساليب الذب والوناسة ممكن تعيد توازن جينات الجيل القادم واللي سيكون عندهم قابلية للوناسة وتوسيع
الصدور وبشكل افضل من جيلنا الحالي,, على أي حال، تبقى - من وجهة نظري - شغلة المرح حتى وان كانت مجتمعية إلا انها خيار فرداني بحت,, وممكن للبني آدم
يكون واثق من روحه ويمارس حياته بشكل طبيعي بصرف النظر عن اتجاهات وقناعات الآخرين,
عبدالله الطويرقي