هاجس
أخيراً حدث لي شيء
في المرة الماضية تحدثت عن ايامي الفاضية حيث لا أحداث أثرثر بها سادة بعض فراغ هذا البياض المروّع الذي منحتني اياه الجزيرة والذي أسميته هاجسا ليظل
هاجسي المقلق كلما نفضت حروفه السابقة تهيؤاً لاخرى لاحقة,
وكذا فقد كتبت غابطة ذلك الفنان الذي كسرت ساقه، غبطته لانه سيجد في غد ما يقوله (ما يعبر عنه) أما أنا التي لم يحدث لي شيء فما اشبهني بذلك القريب مني
الذي هتفت له مرة: مشكلتك ان ليس لديك مشكلة، كانت هذه فلسفتي لذا عددت شهراً بلا احداث مشكلة حقيقية,
أول القارئات وأعز الصديقات لما اطلعت على ما كتبت قالت: اما طلبت جديداً؟!،
انتظري إذاً ولن يطول انتظارك فالجديد قادم فقط ارجو ان يكون جميلا!،
وقد صدق حدسها فما انقضى يومان حتى جاء المنتظر خبراً هزني، هد رمزاً من رموز الطفولة الساحرة,
لشد ما هو مؤلم ان اصدم فيمن احب، وموجع أكثر ان تكون صدمتي فيمن ودي له طارف وتليد,
صدمتي هذه في عزيزة كانت قبل عشرين عاما صغيرة جريئة من زمرة عصابتنا الماجدة، ما كانت لتتصدر الكتيبة حال إقبالها ان ائتمرت بغارة او تصايح افرادها لرد
عدوان ولكنها ما كانت لترضى بأن تكون في ساقتها,
كانت صبية من نمور، دهشة حتى ما لايدهش، قد تقولون كذا كل الصغار لكن صاحبتي تلك ظلت وفية لعالمها الباسم مهما استطالت بوجهها العوائق، تكبر فتبسم اكثر
وتكبر فتأخذ على نفسها عهدا ألا تحل محلا إلا وتكون سيدته وباثة روح المرح فيه,
وتكبر وأكبر وتتخالف دروبنا زمنا ثم نلتقي فنكتشف ان قد ران على عواطفنا فما اسرع ما تبادر رفيقتي فتنفض غبار السنين عن قلبينا موفقة بينهما مسعدة كليهما
وتكبر اكثر وأكبر انا فنفترق ثم اعرف ان فتاتي ما عادت اياها,
يحرقني الخبر وأتساءل: هل آسى عليها؟ أم اقصقص زوائد صورتها لاحتفظ منها بوجه الطفلة صافة اياه بين قاطنات ارشيف الروح؟ هل أبكي؟ ام أهتف: أخيراً حدث شيء ؟
أمل الفاران


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved