أحوال
مساء الخير والإحباط كل ليلة
استكمالاً لموضوع الأمس عن التعاطي الوظيفي مع العمل الاعلامي الذي اتحفنا به اخونا هيمة لا حرمنا الله من شطحاته ونطحاته يقول الرجل ان المحطة الاذاعية
او التلفزيونية او الدار الصحافية لا تتحرك في فراغ ولا تهبط على رؤوس الناس من المجهول يعني بالعربي الفصيح الدعوة مدارس ما هي شغلة ناس رأسماليين عندهم
فلوس ومحتارين كيف يشغلوها - وما هي تكايا للارزاق,, الناس هناك حسب رأي اخونا هيمة يعرفون سلفاً ان التلفزيون صناعة تقوم على اكتاف كفاءات مؤثرة ومثيرة
في الوقت نفسه وقادرة على فرض حضورها على الناس بقدراتها الابداعية,, والجمهور يستسلم لموهبتها طواعية حتى عندما لا تخدمها الظروف ولا الاحداث ولا القضايا
والموضوعات,
كلام هيمة هذا يأخذنا الى ان الاعلام في ديار العربان مجرد وظائف لا مواهب وقدرات، وهذا سبب رئيسي في ضعف ادواره التأثيرية في الجمهور وعدم قناعة الناس
بما يعرض فيها من بضائع اعلامية,, خطورة الصحافة بشكلها المطبوع أو المرئي والمسموع كونها تصل لشرائح عريضة من الناس من كل المستويات,, وهذا في حد ذاته
يؤكد لنا هيمة ان الناس في الغرب حتى عندما تأتي بصنم بشري من عينة ارسينوهول او ارنولد شوارشنقر او باربرا سترايسند او عزة ملوخية ان حبيتو كمان، ما
يتركونهم يسرحون ويمرحون بأزيائهم وهذيانهم وعللهم النفسية الداخلية لأن هناك محطة تحترم اداءها وجمهورها وتقدر مكانتها بين زميلاتها مهنياً وبحسابات يدخل
فيها معلنون وممولون ومشتركون في الخدمة,, وهذا الكلام يعني ضرورة وجود فرق عمل مخيفة تقف وراء البني آدم اللي مهمته عرض الرسالة وتوصيلها لأكبر قدر ممكن
من جمهور الشاشة من خلال مهاراته وقدراته وجاذبيته لدى الغالب الأعم,
فرق العمل هذه مهمتها تبدأ من دراسة الافكار وبحثها واجراء القياسات اللازمة لها وتحديد نسب حضورها وان كانت ظواهر فردية او اجتماعية واخيراً افضل من
يتكلم في الموضوع امام الناس,, وبمجرد ما يظهر هذا الصنم البشري على الناس تنساب امام المتلقي خلف الشاشة كل هذه المجهودات بشكل بارع مثير ومشوق وذي قيمة
فكرية لا تهريجية تخدم صورة المهرج او المهرجة اكثر من الفكرة والجمهور,, صدقوني كلام الأخ هيمة مهم وحساس اذا رجعنا لواقع محطات اعلام العربان المتجددة
وألقينا نظرة فاحصة على بضاعة خبط العشواء اللي تسوقها نجوم شباك التذاكر العربية هذه الايام,, فالانسان للاسف لا تتوقف عند الاساليب العبثية التي ترسخها
هذه النماذج في اذهان الناس وفي الوسط المهني عن اساليب واشكال البرامج الجماهيرية الحية، وانما للاسف تمس الواقع الاجتماعي المعيش برمته وتخلط الاوراق
فيه بإثارة افكار وموضوعات وآراء قد لا تكون ذات بال اصلاً في اجندة المجتمع وربما على حساب ما هو موجود وواقعي وجزء من سياق الغالب الأعم,, وهذا كله بسبب
غياب المدرسية والاحترام للاعلام لان كل شيء ماشي في الاعلام وفقاً لمبدأ ايجاد وظيفة لأي بني آدم يهم المحطة امره/ امرها,, واظن طالما الامور هي شوية
تجار عندهم فلوس يطوعون بها اللوائح والنظم والبشرية ما حيصير الاعلام مهنة ومهنة لها قيمة,
د, عبد الله الطويرقي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved