أحوال
حسابات تسجيل المواقف!!،
في الغرب غالباً ما يجيدون التعبير وباحتراف عن المواقف الانسانية وخصوصاً تلك التي تمس حياة الطفولة، او الظروف القاسية التي تنعكس بشكل تراجيدي على
الواقع البشري من وقت لآخر, فطبيعي جداً ان نجد فناناً او موسيقياً من الوجوه الاجتماعية المعروفة متورطاً في خدمة اجتماعية تطوعية لصالح مرضى او مسنين او
مشردين، او يساهم بتبني فكرة مشروع خيري محلي او عالمي من اي نوع كان، حتى وان كان عن غير قناعة شخصية في الجانب الاخلاقي مبدئياً تجاه تلك الظروف
الصعبة,, وكثيراً ما كنت اقول لأصدقائي من الامريكيين ممن يتفاعلون مع قضايا حيوانية - عفواً - او آدمية بأنهم ناس فاضين ومضيعين وقتهم على لا شيء,,
وكثيراً وكثيراً ما كان البعض منهم وبكل عفوية يرد على تعليقاتي الساخرة بأن مواقفهم تلك شيء من المسؤولية الاجتماعية تجاه مجتمعاتهم المحلية، واسهاماً
منهم في خلق القدوة في حياة الجيل,, ظني ان المجتمع نفسه يخلق بلا وعي في افراده تلك القابلية لتجاوز الذات نحو مساهمات عطاء اكبر من خلال الاحتفاء
بالأدوار الانسانية بالكتابة عنها وتسليط اضواء الاعلام على اصحابها من وقت لآخر,, على اية حال وجهة نظري انه علاوة على ما تقدم، فإن عزلة البني آدم هناك
وضعف بل انعدام التواصل الاسري والاجتماعي على مستوى علاقات الانسانية هي في اعتقادي الدافع الاساسي في حالات التعاطف والمساندة التي نتسامح عنها من وجهاء
مجتمع هناك او حتى عاديي وبسطاء الحياة في الغرب,, فالبني آدم مهما بلغ من القسوة وقلة التفاعل مع محيطه الانساني، لا بد وان يوجد له مساهمات وان كانت
محدودة اجتماعياً ليشعر بقيمة وجوده وبشكل مؤثر في عالم الآخرين وبما ينعكس على رؤيته الشخصية ودوره الحياتي,
طبعاً من ابرع من يستغل هذه الجوانب الانسانية في الغرب السياسيون ورجالات المال والأعمال واصحاب الرهانات الكبيرة في الحياة الاجتماعية,, ممن يوظفون
الظرف الانساني لصالح حساباتهم وطموحاتهم المادية والمعنوية,, والاعلام نفسه هناك يتعامل بذكاء مع هذه المواقف والظروف التي تفرض نفسها في وقت ما لخلق
واقع يخدم جهات او افرادا بشكل مقصود او مخدوم في غالبية الاحيان,, في عالمنا العربي هنا ولغياب الصناعة الاحترامية عن البيئة الاعلامية وعدم جاذبية هذه
الادوار بالنسبة للكبار من الوجهاء او الصغار في المجتمع بحسابات الوصول الى واجهة الحياة الاجتماعية لعدم تأثر الشارع بها ولاعتبارات مجتمعية تؤمن بفعل
الخير في السر، وتتقزز ممن يوظفون الظروف القاسية للآخرين في الاعلان عن مبادئهم وتكوينهم الاخلاقي,, قد يكون نجوم الفن والرياضيون في مجتمعاتنا بحكم
ذكائهم المعيشي الأبرع في تسجيل مواقف بين الناس تحسب لهم وترفع من اسهم نجوميتهم في شبابيك التذاكر وسوق الكاسيتات,, معظم النجوم العربان اذكياء في هذا
الجانب ويسولفون عن ارواحهم اكثر من حقيقتهم,, فكلهم يا حرام يؤمنون بالمبادىء وبالحب وبالاخلاقيات الرفيعة وكلهم مع الأمومة والطفولة وانشطة الجمعيات
الخيرية وملتزمون على الآخر ببعض الشغلات السلوكية اللي ولا اروع من كذا,,!! والله يعين الصادق وبس!! المهم حنا في زمن ما عاد البني آدم يعرف الحقيقي من
المزيف,, والشكوى لله في كل الاحوال,, والصبر طيب صدقوني,
د, عبد الله الطويرقي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved