أحوال
لعبة فقهاء الإعلام
بالأمس كنت اتحدث عن خطورة الدور الذي يلعبه خبراء العلاقات العامة والاتصال او ما يعرف اليوم في اعلام مجتمع المعلومات بالفقهاء الجدد,, ومع تنامي علاقة
مجتمع اليوم المعلوماتي بوسائط الاتصال والاعلام الجماهيري الواسعة الحضور في الاوساط الشعبية والتي يجيء في مقدمتها التلفزيون,, هذه الوسائط الجماهيرية
خدمت كثيراً خبراء صناعة الصور الذهنية للمؤسسات والشخصيات العامة في المجتمع، ومنحتهم فرصا شاسعة لإعمال رؤوسهم في كل شيء في الحياة العامة ودون ان يقف
في طريقهم حتى قيم ومعايير واخلاقيات النظام الاجتماعي,, اليوم يتلاعب بصناعة الواقع الاجتماعي في بلد كأمريكا طوابير طويلة من مبتكري الصور والنصوص
والافكار الخارجة عن المألوف والسائد المجتمعي,, يومياً يولد على ايدي الصحافيين والاعلاميين من معدي ومقدمي برامج الراديو والتلفزيون العشرات من
الموضوعات والآراء الغرائبية التي تتعاطى مع مفاهيم العيب الاجتماعي وأخرى تطفح بالجرأة على معايير المقبول والمرفوض السائدة بوضعها على المحك بتشجيع
نقائضها او مضاداتها بالاصح تحت بند التجديد اللامنتهي,
ملايين النظّارة والمتابعين لما تصوره الماكينة الاعلامية وطوابير خبراء الصورة من واقع اجتماعي للناس هناك لديهم قابلية عريضة للتعايش مع انتاجات الغرابة
وبأقل قدر ممكن من الاندهاش ان شئتم,, التداخل منقطع النظير بين عناصر الانتاج لذلك الواقع الاجتماعي بدءاً من اولئك الذين يصلون الى سدة الحكم وواجهة
الحياة العامة ونهاية بتفاصيل ومتناقضات اليوميات التي تحدث للعاديين من الناس وبدرجة اقناع عالية يتعذر التشكيك في واقعيتها كعالم معيش,, فضيحة مونيكا مع
الرئيس الامريكي كشفت الغطاء عن منطق مجتمع المعلومات الحقيقي الا وهو منطق السوق وتوازناته لا المسؤولية الاجتماعية,, منطق وسطاء يبحثون عن الصفقات
المربحة بلا كلل أو ملل وعملاء يروجون لاتجاهات ومصالح خاصة بعملائهم، ووكلاء يلهثون خلف ظواهر ووقائع تحقق لهم اكبر مساحات المردود المادي والمعنوي,,
الصحافة اليوم في بلد مثل امريكا تتلقف موضوعات اجندتها من رؤوس وسطاء وناشطين وعملاء في المجتمع بشكل مباشر في احيان وايحائي غير مباشر في اكثرية
الاحيان,, ولا غرابة اطلاقاً في ان تصبح فرق العلاقات العامة اليوم بمثابة الضوء المثير الذي تتهافت عليه عيون وآذان الصحافيين وصناع الخدمات الاعلامية
الجادة والترفيهية,, الضوء الذي تتهاوى اليه رؤوس المنتجين للواقع الاجتماعي كما ينبغي للناس هناك ان يعيشوه,
،* * *
اتمشّى تحت هالسور
اناظر بيتك المهجور
بعدك انطفا العالم
ما بقى في الشوارع نور
وين انت,,,؟!،
د, عبد الله الطويرقي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved