والمعلومات التي تختزنها,, وحاول رجال علاقات الرئيس تجيير تلك النتائج العلمية (لاحتمالية الصدق والتخطيء، كون هناك بحوث تقول بالعكس تماما) لصالح قضية
كذب الرئيس وحنثه باليمين، وكأن الرجل معذور المسكين من كثرة ما يمارسه من مغامرات جنسية,
وبالأمس اقال رئيس مجلس الرابطة الطبية الامريكية رئيس تحرير دورية الرابطة الشهيرة والتي تخدم طروحات علمية طبية بحثه في الاوساط الاكاديمية والمهنية,,
وجاء في حيثيات الاقالة لرئيس تحرير المطبوعة الطبية والذي اجاز نشر نتائج دراسة استفتائية على طلاب وطالبات الجامعة عن مفهوم الجنس وماذا تعني مفردة
الجنس لدى الشباب في اميركا هذه الايام؟؟ ما مضمونه ان رئيس التحرير استغل مطبوعة علمية لتسجيل موقف سياسي صرف,, فنشره للمادة جاء في وقت تناقش فيه هيئة
قضائية في مجلس الشيوخ حنث الرئيس باليمين وتضليله للعدالة بخصوص علاقته الحميمة بمونيكا متدربة البيت الابيض السابقة,, من وجهة نظر القائمين على المطبوعة
الاكاديمية فان توقيت النشر كان غير موفق من جانب ومن جانب آخر تتخذ الدراسة منحى ايحائياً خطراً كونها تدعم بشكل مباشر فكرة ان الرئيس لم يكذب عندما نفى
العلاقة الجنسية بالمتدربة لوينسكي كون مفردة الجنس لديه لا تشمل الافعال التي انخرط فيها مع مونيكا بالمعنى المتعارف عليه للمفردة في المجتمع, طبعاً ظهور
الدراسة وخروجها في هذا الوقت بالتحديد يدلف بها الى خانة اللاعب المؤثر في القرار والاتجاه حتى وان كانت حيادتها عالية علمياً وتم اجراؤها باهداف منهجية
صرفة بعيداً عن ادوار سياسية اعلامية إقناعية,, ما اود التعليق عليه اليوم في هذا السياق الجماهيري هو اللعبة التأثيرية الخطرة لقلب المفهومات والقيم في
النظام الاجتماعي وتوظيفها لصالح مواقف وسلوكيات افراد ونخب على يد رجالات العلاقات العامة او ما يعرف اليوم بالفقهاء الجدد في الصناعة الاعلامية في
مجتمع المعلومات,, قد يكون من حق الرئيس الاستعانة بجيوش من الخبراء لحماية صورته الذهنية ودوره السياسي مع النخب والرأي العام، ولكن هل من حق هذه الجيوش
التلاعب بالمعايير الأخلاقية ومفهوم المجتمع القيمية,, وكأنها سلع وخدمات في السوق تحت بند نسبية الاشياء ومصالحية قوى المجتمع,, بطبيعة الحال دور هؤلاء
الفقهاء لا يمتنع عن التفكير في كل الوسائط والادوات والاساليب التي من شأنها خدمة الصورة الذهنية التي يراهنون على تخليقها في ظروف بعينها,, فمن مراكز
البحث العلمي للاحداث والوقائع المجتمعية والتاريخ ووصولاً لرموز ووجهاء الحياة العامة واقنية الاعلام يلعب هؤلاء الفقهاء ادوارهم الاحترافية وكأنهم في
سوق هذه شروط البقاء فيها,
،* راحت قبل ما انهي الكلام
تخنقها عبرة في الزحام
وانا من الفرقا أحيا واموت,,
د, عبد الله الطويرقي