الوفي,, فقط ليلة البارحة حاولت أنا ومجموعة من الاصدقاء اعتقال الأخ هيمة ليمضي السهرة معنا خصوصاً وان الدنيا عيد وفرصة للالتقاء ما بعدها بحكم الاجازة
وتحللنا من الالتزامات المعتادة,, فعلاً خابرت الرجل وطلبت منه اللقاء بالمجموعة واستعرضت معه برنامج الليلة على غرار ما تفعل المحطات التلفزيونية مع
الجمهور,, ولكن لا اخفيكم لم يكتف هيمة بالاعتذار ولكن لقنني درساً على الطائر كعادته ولكن هذه المرة في دور البني آدم فينا في الاسرة وفي مناسبات
اجتماعية كالعيد,, طبعاً انا اكبرت في هيمة هذه الروح المسؤولة في اسلوب استشعار المناسبات الاجتماعية مع الاسرة والاقارب، ولكن البشرية حتى داخل الاسرة
الصغيرة كل واحد في راسه برنامج خاص سواءً من الشباب او الستات او الاقارب هم أيضاً كل واحد حاط في راسه مشروع احتفالي خاص داخل او خارج البلد, والدعوة ما
هي مستاهلة ان الواحد فينا يفكر اكثر من عالمه الصغير ولا مشاركة ولا يحزنون!!,, طبعاً هيمة يتفق معي في المبدأ ان المناسبات الاجتماعية لم تعد اجتماعية
فعلاً قدر ما هي خاصة ويمكن اجتماعيتها تكمن في انها اجازة عامة كل الناس مفرغة فيها من الالتزامات العملية وبس!! بس وجهة نظره ان اللي جالس يصير كلنا
نعرف انه ما هو صحيح وعكس فكرة التجمع والمشاركة والتواصل وزيادة اواصر العلاقات الدموية والغير دموية,, قلت له طيب يا هيمة ما هو مخططك انت للعيد وكيف
ناوي تمضيه؟!,, قال يا اخي انا احاول اغرس في ابنائي وبناتي القيمة الحقيقية لمناسبة دينية واجتماعية كالعيد بصرف النظر عن تصرفات الآخرين,, انا يا سيدي
الكريم لا اكتفي بتخصيص كل وقتي للعائلة والامتناع عن برامجي الخاصة مع الشلة، وانما احرص على تمضية اليوم الاول للعيد مع العجوز والاخوان والاخوات
والارحام، وبعد كذا ولمدة ايام العيد الأربعة احرص على المرور على أقاربنا الأباعد أنا والأهل وما اعترف بعيد الفاكسات والتليفونات وبطاقات المعايدة
الإلكترونية أو الورقية,, دعوني فقط أسالكم بالله عليكم كم منا من يفعل على الاقل مثل هيمة هذه الايام؟! خصوصاً وان هيمة يذكر ان معظم من يتواصل معهم في
العيد من اقارب واصدقاء وارحام إما خارج الخدمة مؤقتا - يعني مسافرين - وإما موجودين بس على مضض يستقبلونه هو والأهل ويتعاملون معه وكأنه جاي يطلب حسنة
منهم يا ساتر!! طبعاً الكثيرين هذه الايام يفضلون صك الأبواب وما يرغبوا احد يشاركهم - عفواً ينغص عليهم خصوصيتهم وهدأة بالهم مع برامجهم الخاصة,, صدقوني
هيمة مثل أكثريتنا اكتفى بالاحساس بالعيد يمكن من طرفه هو على الرغم من تجاهل الآخرين من حوله,, وربما قريب جداً يقنع هو الآخر بأن العيد ما هو الا فرحة
مختزلة مع اقرب الناس وعبر التلفزيون ووسائط الالكترون!!,
،* صدقيني ما تحسفت على يوم عرفتك
لو يرد لي الوقت مثل ما كان أحبك
د, عبد الله الطويرقي