أحوال
كل عام والوطن بخير
هذه تهنئة خالصة لكل من صام هذا الشهر الفضيل اعاده الله على امتنا اعواما عديدة وقد تحقق لنا ما يرفع الرأس في عالم اليوم، ولكل من قدر لهم ادراك مناسبة
عيد الفطر اعاده الله علينا امة الاسلام ونحن بأتم صحة وانعم حال, , وقد تكون مناسبة شوال 1419 للهجرة كحدث خاص نعايشه نحن السعوديين كونه يصادف استعادة
الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - لعاصمة الآباء والاجداد واعلان مشروع الوحدة لكيان اليوم الشامخ المملكة العربية السعودية,, عيد هذا العام للسعوديين هو
غير كل الاعياد لكونه يأتي وقد بلغ هذا الوطن القرن من الزمان الذي تحكي سنونه المائة قصة الايمان والكفاح والتضحية التي جسدها الامام الراحل ومن معه من
المؤمنين بذلك الهم رحمهم الله جميعا وغفر لهم ولآبائنا ولعامة المسلمين,, عيد هذا العام مختلف بالنسبة لنا هنا كونه يعيد شريط ذاكرتنا كسعوديين للوراء
عندما كانت هذه البلاد فقيرة في الموارد معدومة التأثير مسرحا للصراعات والانقسامات والتعددية في الولاءات الداخلية والاجنبية، وتشاء ارادة الله عز وجل
ظهور الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي لم يكن هاجسه استعادة عاصمة هذا الكيان الراسخ وحسب وانما احتضان المدينتين المقدستين مكة والمدينة وما تمثلانه من
قيمة رمزية ووجودية لكل ابناء الجزيرة العربية ولم شمل ذلك الشتات العريض تحت عقيدة التوحيد وشريعة الاسلام,, لعلنا لا نفارق الحقيقة كثير عندما نقول بأن
هذا الجانب الايماني بقضية هذه الارض وابنائها قبل مائة عام هو ما ميز الملك عبدالعزيز عن غيره من الزعامات المتناثرة على هذه الارض وكأننا به يرحمه
الله وقد اعمل تفكيره وخياله في واقع اليوم وجيل اليوم من ابناء هذه الارض الكريمة,, يا سبحان الله كيف تحول عزائم الرجال الاحلام الى وقائع والطموحات
الى انجازات على الارض؟! مائة عام في تاريخ المجتمعات المؤثرة لا تمثل شيئا عندما تعدد انجازاتها وحضورها في عيون اجيالها,, ونحن هنا تحقق لنا في مائة
عام ما يصعب تخيله زمنيا ولا فعليا بعمر المجتمعات,, تحقق لنا وحدة لا مثيل لها في منطقة مكتنزة بالاطماع والصراعات العشائرية وفي غضون مائة عام,, لعل
هذا الملمح في حد ذاته يعد اكبر انجاز يتحقق لانسان هذه الارض من اقصى الشمال للجنوب ومن ابعد نقطة في شرق البلاد لغربها,,, عيدنا هذا العام مختلف لكونه
يفتح عيون ورؤوس اجيالنا الشابة على تجربة شامخة لانسان هذه الارض الذي ينتمي لبلد حقق قفزات هائلة في اعداد الانسان المؤهل والقادر على العطاء في محيطه
الصغير ولامته في المحيط الاكبر,, ونحن نحتفل بعيد الفطر هذا العام معنيون بامعان النظر في رحلة الوحدة العظيمة التي رسم ملامحها ابن سعود وواصل صيانتها
والوقوف عليها من بعده ابناؤه المغفور لهم سعود وفيصل وخالد ومن بعدهم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وولي عهده الامين,, معنيون نحن اليوم بأن نعيد فحص
هذا المشروع الوحدوي الكبير امام اجيالنا الغضة علنا نستلهم الدور الحقيقي المنوط بنا افرادا ومؤسسات ومجتمعا للارتقاء بكل هذا لما فيه العزة والمنعة وكل
عام وهذا الوطن بخير,
عبدالله الطويرقي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved