أحوال
ما يرد في البئر إلا حصاها!!،
،1
أكبر دليل على تخلف صناعة الفنون عندنا انها قائمة على افراد واجتهادات اسماء لا مؤسسات,, فعلاً الكلام هذا ما هو مغامرة ولا مجازفة في معظم انحاء العالم
العربي، فالوقائع والشواهد والاعمال كلها تؤكد ان ما فيه وعي مؤسسي بشيء اسمه حركة فنية حتى اللحظة من الماء للماء,, خذوا مثلاً اي اعمال فنية كبيرة كان
لها حضور في وجدان المتلقي الخليجي ستجدون انها اجتهادات اسماء كان عندها قضية اسمها فن وطاقة ابداعية تسخر لصالح بناء الانسان,, والمجتمع,, ما فيه شيء
الى اللحظة اسمه صناعة درامية تقف وراءها مؤسسات انتاج عامة، ولا هناك صناعة للانتاج الاعلامي تسير وفق خطط مدروسة بحسابات الواقع الاجتماعي وظروف المجتمع
واحوال الذوق والمناخ السائد والمتجدد؟! من عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج حتى فايز التوش في قطر ونجمي طاش الجماهيري عندنا وراشد الشمراني وعامر الحمود
وعمر العلي وغيرهم كثيركل اللي جالس يصير شوية محاولات تبحث عن الشرعية في الوسط الجماهيري والبقاء في ذاكرة المجتمع بشكل فرداني بحت لا يؤسس لمشروع ثقافي
ولا يخدم صناعة ادوار لافراد ومؤسسات مجتمعية بأي حال من الأحوال,, واذا كانت شعوب منطقتنا مستهلكا كبيرا جداً للانتاج الدرامي والبرامجي الاعلامي العربي
،- على اعتبار ان مصر نقدر نقول ان فيها صناعة وقطاع انتاج اعلامي مؤسسي - والاجنبي وبنسب عالية جداً في الصرف على شراء واقتناء هذه الاعمال والتي في
معظمها تجارية وسطحية فلماذا لا نفكر من الآن على الاقل وحتى وان لم يكن في اذهاننا خلق صناعة انتاج اعلامي منوع، ودراما جادة وتمثل واقع مجتمعاتنا هنا
للاستثمار في هذا الجانب خاصة وانه علاوة على تعزيزه للثقافة المحلية في وجدان الناس فانه مجد اقتصادياً من خلال ارقام وفواتير التعميد والشراء للبضاعة
الاعلامية القادمة من خارج الحدود,, ولا اظن أي وزارة اعلام في الخليج او محطة فضائية سعودية او خليجية تقدر تجرؤ على كشف ارقام اوامر الشراء للبضائع
الاعلامية المنتجة عربياً او في امريكا في كل دورة برامجية,, ويمكن ما يصرف على شراء هذه البضائع سنوياً ما هو بس يهول ويفزع ويشيب الراس بل يؤسس لأمتن
هوليوود ان صح التعبير,
واظن انه كنا على عهد قريب نراهن على مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي في ان تقود صناعة الدراما والانتاجات الاعلامية الجادة والترفيهية
ولكن يا ربي لك الحمد افتح يا سمسم ويالله بحملها تقوم,, هذه مشكلتنا ربعنا يسولفون في الهوية والانتماء الثقافي والخصوصية، ويقولون كلاما يروع عن العولمة
والانزياح الثقافي وهيمنة ميكي ماوس والهامبورغر والأمركة، وما تشوف شيء على الواقع وفي شغلات اهم بكثير من المؤتمرات والندوات والسوالف في الاجتماعات
الوزارية وغير الوزارية,, يا جماعة قد لا نحتاج للكلام قدر حاجتنا للحركة,, والحركة ما هو شوية تجار عندهم فلوس يسوون فضائيات ويغشونا بوعيهم اللي على
قدهم,, الحركة تعني تفكيرا مرسوما وراه فلوس صح وناس تفهم في الصناعة من عيال الديرة,
وعلى الله بكرة اكمل,,
د, عبد الله الطويرقي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved