وفي جزر المطر,, دهشة!!،
ميرفت عبدالرحمن السحلي
مد يعاتب بحره: عاشق البحيرة سناء الحمد بدوي,, وعيناك لي وطن (*) ،
، (1-4)،
،** على ضوء نخلة,, قالت (الكمنجات) في لحن قديم,, لي وتر من الماء ووتر من سكين والنداء المحيط بالغيم,, على ضوء نخلة,, سماء تدلت على وجهنا,, فصرنا نغني
عيون الفضاء وصرنا نهدهد خطى الياسمين,, وخطوة خطوة عرفنا الكمين,, وصرنا نغني أوجاع الليالي ويجلدنا صوت حزن الآخرين,, هو الفن شق في جسد يبحث عن تميمة
ظله ويبقى الجسد وطناً وشوقاً وعطراً هو نزف المبدعين,, على ضوء نخلة الفن يومض في كف الحنين,,
صديقان والبحر ثالث
البحر مرتجف والسماء,, فيا صاحبي أين ستذهب هذا المساء
على ضوء صخرة,, كان اللقاء سريعاً
من؟
بينها وبيني,,
من
،* موجة الابداع المتقدة أيقظت وجه المساء,, أيقظت بركان عمري بعد أن خمد,, أترعت بساتين فجري فانتفض كل الضباء,
أين ستذهب هذا ا لمساء,, والخبز ساخن والعشاء؟
،* على ضوء صخرة,, يئن ويعلو عواء المحيط,, في جامعات التربة المملحة,, يطرح المد الأسئلة: أملحمة بلا شعراء؟,, أدورة قمر بغير فضاء؟,, الأحلام تلهو في
أخطاء الريح والديك يصيح,, لأول مرة على هذ اا لفجر فعرف سر الصوت,, يقتسم الضوء مع السنبلة,, يتجرع موجة في السماء,, فيعرف سر الكبرياء,, يخطف البرق كرة
الظلام وتتمخض السحابة عن نزيف المطر فعرف سر الميلاد,, تتناثر البلاد في طرق السفر,, ورقة مطوية في كم زقزقة الشروق ومولد الشمس الجديدة مولد قصيدة,,
نشيداً فوق ظهر فارس,,
مترع بأحلام النوارس,, مثقل بوجع القطيع,, والربيع منتفض في خواتم أشعاره,,
الهم العام رابض في معظم أشعار هذا الديوان خروجاً من دائرة بعض القصائد ذات التجربة الذاتية الخاصة لديوانه الأول (أغاني السندباد),, فقد اتسم ديوان
،(عيناك لي وطن) وهو الديوان الثاني للشاعر بالخصوبة المتدفقة حتى اللهاث,, فتترابط أبيات القصيدة بعضها بالبعض في معزوفة منتظمة الأبعاد,, متلاحمة
الجسد,, متعمقة الفحوى بنضج الصورة الى حد أقرب الى الاكتمال,,وصقل التجربة بحرفية المدى الطويل للشاعر في دنيا الشعر ومدن النقد,, وعالم الصحافة,, الى
الحد الذي لثم به ديوانه وجه النور مما يجعل الهوة كبيرة ما بين الديوان الأول وهذا الديوان,, ففي هذا الديوان يتدفق نهر الألفاظ الموزونة بعيداً عن
المألوفية, وصور بعيدة عن التقليد,, فكثيراً ما تأتي صادمة وكثيراً ما تكون صاعقة فتؤتي ثمارها موجة تطير فتخمش وجه المدى وتصفق فيتصدع الفضاء,, فالصور
ينابيع فضة تغرف وجه الحزن وينطلق ضوء الفنار ليهتدي االقارىء، الى مرسى القصيدة,
تألق الشاعر (سناء الحمد بدوي) بجراح العالم,, وائتلق بنزيف وطنه,, فمن الجراح النازفة ابدع أروع اشعاره,,وأصبح قريباً من الشتاء يلثم وجع الطيور فيصفه
الهواء في حلم الجائعين,, يربت على ظهر الغابات فيصفه الأخضر في غفوة العطشى للحنين,, فتتجسد قصائده ثورة للخلاص كما في (ثلاثية الميلاد عيناك لي وطن
للوجد خوارطه عن أحزان إيزيس وا,, تتهاوى الأقمار أحبك رغم القتامة اعتراف),،
ثلاثية الميلاد,, ومطاردة العمر لبزرة الحقول
في القصيدة/ المسرحية القصيرة جداً من حيث الكم والواسعة جداً لطريق وعر من حيث الكيف,, بلغة مكثفة للغاية استطاع أن يقف الشاعر امام صبح التأمل,,يلتحم
بعمق الانسان,, يرتعد برعدة خوفه من مجهول الأزمان,, يعانق صدفة العمر كريح حكت جناح عصفور وسط قيظ المدن,, يتخد مع البدايات في الكون,,ويصور القمع الأزلي
من حضن الرحم حتى أحضان زنازين الحياة,, كالهارب من هوة الى بئر قد تصبح مدينة,,وليلة قد تصبح عمراً جديداً,
،(1) البداية
لقد خلقنا الإنسان في كبد (سورة البلد آية 4)،
،** يتجه فكر الشاعر,, بمعاناة الانسان من لحظة تكوينه حتى آخر الأيام,, وبقصد واصرار تلح صورة العناء وقع على أهداف البشرية لا يخطىء قذفي,, قذف المنفي
إلى منفاه ثم ينغمس في محنة ظلمة الواقع بمجهول الآتي,, ويتضح من الفصل الأول للمسرحية أن الشاعر انغمس في شرنقة التأمل في البدء ثم خرج إلى نافورة
الحياة ليسقط تجربته سياسياً ويرمي محارته على واقع فترة زمنية يمر بها وطنه وقت ذاك,
،(2) التكوين
،* يصور الشاعر في المشهد أو الفصل الثاني (التكوين) بتكون الجنين داخل الرحم ومعركة غير متكافئة مع الظلام، ولكنه يثبت أن الارادة الانسانية تبدأ ببدء
بذرة تكوينه فيحاول دفع الظلمة عنه وكأنه يقول لشعبه ادفعوا الظلم عن انفسكم واخرجوا من عفونة الاستسلام لضعفكم قاوموا حتى النهاية فالسمكة تقاوم شبكتها
حتى الموت ولكنه هنا يقاوم شبكته حتى الحياة,, وجزء من هذا الفصل:
أتدلى,,في بحر من ظلمات، وكأني في الظلمة مدفون,,/ أتورم,, أكبر,, ينفخني هذا الحبل الواصل/ من أعلى الطوفان,,/ يثقل وزني,, أهبط,, أهبط,, نحو القيعان/
أنتشر ببطن الرحمن القمعية,,/ اضغط فوق الجدران,,/ أتحرك ضيقاً,, أتراقص,, يرضعني حبلي الحيوية,, / أتورم,, أكبر,, أثقل,,أدفع عني الظلمة,, عن عينيه,,/
لكني مازلت أقاوم كالسمكة/ في الطرف الآخر للشبكة,, ,
،(3) الخروج,, وفي البدء كان البكاء
يبدأ الجنين في اكتماله استعداداً لخروجه إلى ضوء الحياة,, ويظل يقاوم خوفاً مما لايعرفه,, يرتدي العري,, يرفس يد القابلة,, يركل أكسوجين لايعرفه
وقد وقع في الحصار بين زنزانة الرحم وقد أطبقت عليه,, وبين يد لايعرف اين سترمي به,, فيتخبط بين الهولين يقاوم الاثنين معاً وكأن التمرد باق ما بقيت
الخليقة,, والخوف هو سيد اللقاء بين الإنسان والحياة لتبدأ التجربة الجديدة هي البكاء,
أترنح,, امسك في ضيق الارجاء/ ارجع للوضع السابق,, يصفعني تيار هواء/ تمتد يد نحوي,, اتهرب,, تقبضني/ التصق برجل جداري,, تركلني/ اتدحرج,, ارفس وجه
جداري/ لكن اليد من عنقي تقبضني/ في عنف تضغط تخنقني/ أصرخ أبكي,, فتشد العنق الباكي,, تجذبني/ تضغطني الجدران,, فتؤلمني/ ابكي,, ابكي/ اتشبث بالحبل
الواصل,, ابكي/ تقطعه اليد,, تجذبني/ يتركني الحبل فأخرج,, اصرخ,, أعول,, أنشج,, أبكي أبكي ,
هذه القصيدة كتبت في يوليو 1970م بعد نكسة 1967م وقبل نصر 1973م وما احدثته هذه الظروف في إنتاج القصيدة الثلاثية,, فسمة ملحة في هذا العمل,,
التدرج,التدرج في الحدث: من بدء ثم تكوين وبعد,, الخروج,, التدرج في المشاعر: من رهبة الخوف,, ثم المقاومة,, وبعد,, الرضوخ للواقع واسلم للبكاء
وجهه,, التدرج في مشاعر اللحظة ذاتها: الصراخ,, ثم العويل,, ثم النشيج,, وبعد,, البكاء,, التدرج في الصورة الشعرية: ففي البدء كانت الصور قليلة
نوعاً ما وارتكز الشاعر بسرد الحدث,, ثم ارتفع بمعدل الصورة في التكوين ,, وبعد,, في الخروج كانت أكثر انتشاراً,
،(*) شاعر وناقد أدبي مصري، مقيم بالرياض, له ديونان شعريان: اغاني سندباد وعيناك لي وطن، ومجموعة قصصية (دوائر النون المحكمة), وكتب نقدية في الأدب
والشعر السعودي, ومترجمات من الأدب العالمي, تتضافر في خبرته اشجار الشعر والصحافة والهم الثقافي والسياسي العربي - عمل لسنوات طويلة رئيساً لتحرير
جريدة القناة الاسبوعية بمصر, يرأس حالياً مجلة سنابل - تصدر شهريا من قبرص: سياسية ثقافية اجتماعية,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved