وفي جزر المطر,, دهشة!!،
ميرفت عبدالرحمن السحلي
دثريني فالبلاد نصفتني,, باعدت بيني وبيني والمسافات ارتقاء!،
،**قطعة من النور تحدق في وجهي,, قالت: هذا يوم عصيب,, فشجرة وحيدة في الفراغ اكل الجراد ساقها كيف تمتلك معولاً يكسر اقدام الجراد؟,, قالت: دثريني فالبلاد
نصفتني,, باعدت بيني وبيني والمسافات ارتقاء,, قالت: دثريني وافتحي جرحك البرتقالي لأنام قليلاً,, فمن البرتقالي يبدأ الشمس والبرتقال واغاني الصباح,,
قالت: دثريني,, فساعة الصفر دقت,, فشقت كل تضاريس ضميري,, ثم قالت: دثريني,
،** يا سيد المدن السعيدة,, قد علمنا الجراح ان تعتذر,, للغيم صفرة فينا تحت اندلاع الوجوم,, معلقة فوق الاغاني خدود البنات واناشيدكم تأتي على شذاها
البوم,, فلنعتذر للبحر ان سرق الشوارع,, ولنعتذر للقمر ان سرق المساء,, للغيم رعدة فينا تحت اندلاع الهموم,, البوم حلق فوق حقول الياسمين,, قد علمنا
الجراح كيف تهدهد السكين, ولنعتذر عن قافلة من الاحزان اهداها قيصر,, مرت على صدرنا فحملنا الف خنجر,, ندافع عن روح النبات فينا,, وباركنا شهداءنا,, لما
مرت القافلة بسلام انتبهنا انا لم نقتل الا زنبق ارواحنا,, وان امطرت سيوفاً نعتذر,, وان اشرقت باروداً نعتذر وارجو ان سال بين الشطين في سلام,, سلام
سلام,, سلام يا سيد الموت السعيد,, كن سعيداً حتى النهاية,, ولنعتذر للقيم فينا والبحر والقمر والموت في المساء!،
،** في الرحيل تركض كل الايام السابقة تنضح خارج الذاكرة,, تصطف فوق جبيني حبات عرق,, في الرحيل ينشقّ في ذاكرتي نفقاً رهيباً من الخدر والمساءلة,, مروا
على ساق واحدة,, تخبطوا بألف وجه,, واصطدموا بألف ندبة تعرفها ايديكم,, واصلوا السير حتى المنتصف,, كهف به الف كهف,, قلت شيئاً فاسألوا عشبة مطوية تحت
اقدام المارة عما قلت,, شهدت سقوط ذاكرتي,, وشهدت البحر يسرق الشوارع,, من بين ايديكم الى آخر النداء,, والقمر يسرق المساء من اول العمر,, الى آخر
الرجاء,, واجراساً تدق عبر المساحة بين خطوكم ومذبحتي,, عشبة طوقتموها شهدت مصرعها وشهدت مقتلي!،
،** لحظة من فضلك,, ايها العابر على دمنا الممرغ في زعفران الغروب!،
في الممر ينشج فيّ عويل الدرب,, فلينفجر الشارع,, وليهرب من سؤاله المكبوت الى لعبة لا تثير الضجر,
،** صوت يتوسد الحجر,, صمت يتوسط الحناجر,, لا تفتشوا الحناجر,, فالحناجر في حصانة الصمت كحصانة الحقائب الدبلوماسية,, وصرخة امرأة عصرية,, كاترين او
مادلين او ضربة حطين او اصحاب الأروقة الهزلية!،
او كلما فتح الغزاة فتحا خلدت اسماؤهم فوق البلاد,, حجراً او نهراً او مطراً او حداداً,, الاسكندرية ضاقت بالاسكندر,, والاسماعيلية ادماها اسماعيل,, يا
اهل المدن الصماء انفجروا او موتوا,, ففي الموت متسع لأحلام العبيد,, فليحيا الموت على جدران العبيد: فرعوناً,, او هكسوساً,, تتاراً او نملاً فوق الشقوق,,
تعددت الاسماء والغزو واحد!،
،** لي وطن من هواء وبارودة فوق عشبة الزمان,, لحظة من فضلك,, ايها العابر على دمنا الممرغ في زعفران الغروب,, في الممر كان الهواء ساخناً في الرداء,,
والنداء: هل هناك وقت كي تستطيع الموت فيه؟,, وهل يمكن ان يبقى شيء كي نودعه قبل الرحيل الأخير؟,, نترك الزمان كما يترك الصغير دراجته ليلهو قليلاً,, في
الممر,, قمر يحمل سمائي ويرحل!،
،** يأتينا صوت يتجاوب,, يملأ كيان الكون,, ويزلزل,, ينداح في ارجاء ذاكرة لا تشيخ:
ذات صباح,, بل ذات مساء, او ذات ظهيرة
لا اذكر,, كيف تفجر بركان الموت ليبتلع الفردوس النوراني
واذا تتهاوى الاقمار بودياني
ونيازك مسعورة
تغتال بساتيني الغافية على اكتاف ربيع باركه الرب
ورواه الحب
ونوّره فاكهة فيحاء وأبّ ,,
تحترق الأحلام على صدر مساءات مذبوح انجمها بين ذراعي,, عالمنا الناطق بالكلمات سلاما ومحبة
هذا العالم فجّر سيقان ازاهيري,, ازهاري تمضي عرجاء
البرعم عرّاه من الحلم بأن يلمسه ضوء الشمس
وأن يُترعه همس الأنداء,
والأرض جليد احمر,, والجدران مشانق
والعالم في القرن الدامي والعشرين,, الزاعق
يتلهى يتسلى بالملهاة المأساة
,,في غير مبالاة
الليل انين دوام من غير قرار
والفجر نزيف هلاك موار,,والأنهار
جمدها الرعب المنقض,, (العالم ينفضه البغض),,*
،* من قصيدة (وا,, تتهاوى الأقمر بودياني) للشاعر سناء الحمد بدوي,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved