هاجس
أنا/ هي
أعلن أنا الموقعة ادناه اني قبل سبعة عشر شتاءً قد أضعت طفلة صغيرة بعينين بريئتين ولسان فصيح وابتسامة خجلة, ضيعتها عمداً، الصغيرة التي أسعدتني فأرهقتني
ماوجدت حولي من هو راض عنها, فكرت أن أئدها فما طاوعتني يداي, استعذت بالله من شرور أفكاري وعدت لها حيث خليتها لكني,, ماوجدتها,
صوّت اناديها مرتين او ثلاثا فماردت, تنهدت وانصرفت لأنضوي في حلقة النساء الكبيرة في حارتنا القديمة,
من ذاك وسعادتي مشطورة، لا أنا كبرت مثلهن ولا اهتديت للصغيرة التي سلختها من بطانة الروح لأعود وإياها إلى العوالم الساحرة التي غُلّقت ابوابها في وجهي
بعد فعلتي الحمقاء,
أمس في حديث مع استاذتي شكوت لها حالي وسألتها بحرقة: كيف أستعيد حبيبتي الصغيرة؟!،
أستاذتي العزيزة ردت: ناديها بذات الحنين الذي يغلف نبرتك الآن وستعود,
البارحة - هرباً من المذاكرة- قدرت ان الوقت حان لاعيد تنظيم غرفتي, ان عملاًكهذا في غرفة اخرى لايستغرق طويلاً اما في غرفتي فسيتطلب الليل كله (وذا ما
ابغي),،
بعد دقيقتين كانت اكداس الأوراق والملفات وقصاصات الصحف تتراص في فوضى عارمة سادّة حتى سبيل الخروج ان انا فكرت بطلب العون كما يحدث عادة تراخت همتي بعد
اول انجاز واصغره فهمّلت كل شيء والتقطت البوم الصور القديم, من أعطافه انسلت وتهادت حتى استقرت قربي، هي هي كيوم فرّت مني، كيوم غدرت بها, نظرتني
بمقلتيها البريئتين وعلى ثغرها ذات البسمة الحيية الحبيبة,
ضممتها، شممتها، رفعتها تمليتها ثم طوقتها, بللت وجهها الأثير بماء عيني وفجأة زالت عنها قشرة الرماد، دموعي غسلتها : خداها اصطبغتا بذات الحمرة القديمة،
فستانها العيدي عادت له زرقته السماوية,
همست باسمها تودداً ثم اغمضت عيني فسمعت طقطقة خشب مقعدها ثم حفيف ثوبها وهي تخطو قادمة الي , لما فتحت عيني حبيبتي الجميلة مدت ساقها الصغيرة مجتازة عتبة
الصورة واعتنقتني,
البارحة لم أنم خفت إن انا فعلت ان تعود من حيث اتت, طوال الليل ظللت اهدهدها حتى غفت, هذا الصباح اعلن انا الموقعة ادناه اني وجدتها تلاعب صغيري واني
سمعته يناديها امي:
أمل الفاران


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved