منذ انشائها وبتوجيهات حكيمة من قيادة هذه البلاد قامت بدورها الحيوي الهام تجاه فتيات هذه البلاد من تعليم وتثقيف وتأهيل بناتهن لما سينعكس عليه ذلك من
نهضة للمجتمع السعودي والاخذ بأسباب الرقي والرفعة له,
فقد كان تعليم البنات قبل انشاء الرئاسة عبارة عن مجموعة من المدارس الاهلية والكتاتيب حيث بلغ عدد المدارس الاهلية ثلاثا وخمسين مدرسة وبلغ عدد طالباتها
،(6556) طالبة وما يزيد على (200) كتاب (بضم الاول وشد الثاني), ولك يا عزيزي القارئ ان تتصور كم كانت نسبة الامية بين الاناث في ذلك الوقت (أي في عام
،1380ه) انها لن تقل عن 95% بأي حال من الاحوال,
ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الدعم اللامحدود والقيادة الحكيمة لهذه البلاد التي قدمت الدعم المعنوي والمادي لخدمة العلم وأهله وبعزيمة ابناء هذا
الوطن رجالا ونساء تحقق لتعليم البنات ما تحقق حتى الآن,
فقد أخذت الرئاسة بمنهج التخطيط الشامل اعتبارا من عام 1390ه وهو بداية الخطة التنموية الاولى للدولة (1390 - 1395ه) واهتمت بمحو الامية وتعليم الكبيرات
تنفيذا لسياسة الدولة التعليمية التي ادركت ان وجود نسبة كبيرة من المواطنين ذكورا واناثا غير متعلمين سيكون ذا مردود سلبي على العوائد المتوقعة لاستثمار
خطط التنمية، لان التنمية الحقيقية هي التي تهتم اولا وأخيرا بتنمية الانسان سواء كان ذكراً أو أنثى, ومن هذا المنطلق وضعت الرئاسة العامة لتعليم البنات
الخطط التعليمية للقضاء على الامية مع بداية خطة التنمية الاولى (1390 - 1395ه) ورصدت الاموال وفتحت ابواب المدارس للتعليم في مجال محو الامية وتعليم
الكبيرات تنفيذا لنص المادة رقم (180) من السياسة التعليمية للمملكة الصادرة بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم (523) في 1392/6/1ه الذي ارفق بالخطاب السامي
رقم (م/22) في 1392/6/9ه المتضمن تعميد الجهات التعليمية ممثلة في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات والحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران
بتنفيذها حيث ان احد اهداف هذه السياسة التعليمية ينص على محو امية جميع المواطنين ذكوراً واناثاً بمختلف فئاتهم واعدادهم الاعداد المتميز,
وقد شمل التنفيذ فتح المدارس الخاصة لمحو الامية وتعليم الكبيرات لاعداد الام المتعلمة القادرة على تربية ابنائها التربية الاسلامية الصحيحة، ومنحها
القدرة على متابعة تحصيلهم الدراسي، وقد كانت البداية في العام الدراسي (1392 - 1393ه) حيث قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات بافتتاح خمس مدارس لمحو
الامية بها (47) فصلا انضم إليها (1400) دارسة,, ثم تضاعف عدد المدارس في العام التالي حيث بلغ عدد المدارس خمسين مدرسة تضم (9360) دارسة وقد تواصل الدعم
المعنوي والمالي اللامحدود من القيادة الواعية لهذه البلاد الطاهرة حتى وصل عدد مدارس محو الامية وتعليم الكبيرات للعام الدراسي الماضي 1418ه إلى (1954) ،
مدرسة تضم (6948) فصلا يدرس بها (69780) دارسة يقوم بتدريسهن (7452) معلمة, كما ان الاحصائيات اظهرت ان عدد من تم قبولهم في مدارس محو الامية بالرئاسة
،(548294) دارسة منذ بدء الرئاسة في حملتها التعليمية المنظمة لمحو امية من فاتهن قطار التعليم من بنات هذه البلاد تخرج منهن ما يقارب (150,000( دارسة,
،(ان نسبة الامية بين الاناث في عامنا هذا 1419ه بلغت (31%) بينما تصل هذه النسبة في الذكور (13%) وتبلغ نسبة الامية في المملكة بين الذكور والاناث (22%)
،
هذا العام 1419ه ومن المتوقع ان تصل الى 14% في عام 1430ه (1) , وتقديرا لهذا الدور الكبير للرئاسة العامة لتعليم البنات في محو امية المرأة السعودية
والمقيمة خلال 26 عاما حيث انخفضت نسبة الامية من (95%) تقريبا إلى (31%) بمعدل سنوي قدره (2,4% وذلك يدل على ما بذلته الدولة ايدها الله من بذل سخي
للمرأة التي فاتها قطار التعليم مقارنة بدول نامية عديدة حصلت فيها المرأة على ما حصلت عليه من تعليم إلا ان نسبة الامية فيها لا تزال مرتفعة,
وتتويجا لهذه الجهود العظيمة فقد حصلت الرئاسة العامة لتعليم البنات مؤخرا على تقدير عالمي كبير على هذا الدور الكبير والمشوار الصعب الذي قطعته لمحو امية
المرأة السعودية تمثل هذا التقدير بجائزة عالمية من اكبر منظمة عالمية مسئولة عن التربية والتعليم والثقافة والعلوم وهي منظمة اليونسكو التي منحت الرئاسة
جائزة (نوما) للمبرر التالي:
،(تشجيع الرئاسة النساء بحوافز مالية على الانخراط في مدارس تعليم الكبيرات، ومواصلة التلمذة واستكمال مرحلة المتابعة وتقديمها جوائز مالية لمدرسات تعليم
الكبيرات والقائمين والمشرفين عليه الساعين لاستئصال اسباب الامية، وتوسيعها قاعدة التعليم العام، واستخدامها لنتائج البحوث الميدانية والمشروعات الرائدة
والمؤتمرات لتحسين سياسة تعليم الكبيرات ومحتواها),،
وهذا التقدير العالمي من أعلى منظمة عالمية تعني بالتعليم على المستوى الدولي لم يكن الحصول عليه كان أمرا ميسرا, ولكن الرئاسة بفضل من الله ثم بدعم من
القيادة الحكيمة وجهود منسوبيها ومنسوباتها تحقق لها هذا التقدير العالمي, فالرئاسة تعمل وفق خطط مدروسة في مجال التعليم للبنات وتحت اشراف ومتابعة دقيقة
من قيادة هذه البلاد الواعية بأهمية المرأة كانسان وكأم ومربية اجيال حيث آتى هذا الدعم ثماره من القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس
الوزراء ورئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم ورئيس المجلس الاعلى للتعليم العالي والجامعات رائد التعليم الاول وأول وزير للمعارف الملك المفدى فهد بن
عبدالعزيز آل سعود وعضده ولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل السعود ومؤازرة النائب
الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله جميعا,
إن هذا التكريم العالمي الذي حظيت به الرئاسة اشاد به خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - بخطابات شكر لمعالي
الرئيس العام لرئاسة تعليم البنات للجهود الطيبة التي تبذل في الرئاسة وما حققته تلك الجهود والانجازات من نتائج في مجال محو الامية وتعليم الكبيرات ومنها
حصول الرئاسة على هذا التقدير العالمي,
إن هذا التكريم العالمي يتزامن مع مناسبة غالية وهامة على ابناء هذا الوطن المعطاء وهي الاحتفاء بمرور مائة عام على دخول الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن
عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - مدينة الرياض ومن ثم توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد حيث جعل دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية
المطهرة، وفي مجال التعليم قام موحد هذه البلاد يرحمه الله - بتقديم الدعم المادي والمعنوي للتعليم لادراكه ان حضارة أي أمة من الامم لا تقوم إلا على
التعليم، ومن هذا المنطلق جعل من التعليم اساسا لتطوير المناطق الخاضعة له وعمل على تقدمها في مختلف القطاعات بما فيها تعليم البنين والبنات، كما قدم
يرحمه الله الدعم المعنوي والمادي للكتاتيب والمدارس الاهلية للبنات لاداء رسالتها وتطورها,
* وكيل الرئيس العام لتعليم البنات المساعد للتخطيط والتطوير