أدار مؤشر المذياع,, هبط في محطة وأقلع منها الى محطة أخرى، ثم عاد وأغلق المذياع، لا شيء يروق له، نهض من فراشه، فتح النافذة المطلة على الشارع، حتى

الشارع يغط بنوم عميق، هدوء,, هدوء قاتل,, لا حركة,, لا حياة,, حتى الوحدة قاتلة، البيت لا يوجد به سواه!,

القى بنظره الى الساعة,, إذ هي الثالثة صباحا, لم يزر النوم جفنه, شعر بحيرة وقلق، ولم يتبين مصدرهما، حمل فراشه وصعد الى السطوح لعل النوم يأتيه خاصة

والجو جميل، والنسيم عليل, وما أن وضع رأسه حتى اتجهت نحوه جيوش لا تعد ولا تحصى جوا وبرا، انها اسراب من البعوض الذي أقلقه وأفزعه وهدد راحته واطار النوم

من عينيه, عاد الى غرفته يجرخلفه ذيول الخيبة، القى بجسده الثقيل على السرير, أخذ يطيل النظر بالسقف لا شيء فيه سوى المروحة، ويصدر الاضاءة، عاد مرة أخرى

الى المذياع، ووجد بعض الاذاعات ايضا نائمة لا القلة ولكن برامجها تبعث على السأم,

،*****************

،(2) الجسر:

تعلق بجسر المشاة, وقف مراقبا السيارات التي تسير بسرعة جنونية وكأنها تسابق الريح! مرت من تحته احدى الصاروخيات، نظر اليها بتحد قائلا:

لن أقف طويلا كي انتظر رحمتك أو شفقة قائدك,, ها أنا أسير كيفما أريد لم يرعبني مرورك ولن يستوقفني ضوؤك,, اختل توازنه,, انزلقت قدمه,, فسقط,, غارقا

بدمائه!,

،*****************

،(3) تعيين جديد

استيقظت مبكرة,, شعرت بانقباض، وضيق يكبل عند عزيمتها ويقلل من حماسها للذهاب الى المدرسة في أول يوم للمباشرة, دلفت مع بوابة المدرسة أحست وهي تسير بثقل

يقيد رحليها,, تقدمت ببطء، رأت لوحة كتب عليها الادارة أخذت تبلل شفتيها بلسانها بعدما شعرت بجفاف,, دخلت,, القت التحية ولم تسمع لها ردا، ارتسم أمامها

وجه متجهم عبوس,, بادرها,, نعم ماذا تريدين؟

وجدت نفسها تتضاءل شيئا فشيئا ماذا أريد تعود بها الذاكرة الى الوراء حينما كانت تخطو أولى خطواتها في السلم التعليمي,, وذلك الخوف الذي تلبسها وهي تغادر

منزلها زهرة يانعة تقف امام معلمتها سليطة اللسان واليد,, ازداد الصوت تعنيفا,, ماذا تريدين؟

أنا,, أنا معلمة جديدة,, ابتسمت بتهكم,, معلمة! انتن أيتها المعلمات ليس وراءكن إلا وجع الرأس، شعرت بالاختناق لسوء الاستقبال!

أنتِ,, ألا تسمعي- هات خطاب التعيين وانزلي عباءتك وابحثي عن فصل,, غائبة معلمته واعطي الطالبات دروسا وإياكِ اجدك جالسة علىالكرسي أو مبتسمة بوجه

الطالبات!!,

لميس منصور