قطار يمشق العمر,, يرتب الاعوام حسب أبجديات ما بعد الحرف الثامن والعشرين,, يمشق الأيام فتنحف فينا الأعوام,, يمشق الاحلام فتنعق فينا الذاكرة,, يمشق,,
يمشق,, يشنق,
،- قال : احتفوا ,, فاحتفينا,,!،
،- قال : اكتفوا ,, فاكتفينا,,!،
،- قال : تشردوا بين (الجنائن) والخضار,,
،* قلت : حاصرتنا الندى وكبلتنا زنازين النهار,,
،- قال : هنا البلد,,
،* قلت : أبحث عن ولد,, كان فينا، لا يعبأ بتصفيق الكبار,, نعدّ الضلوع التي بقيت من أساطير النهاية,, ضلع كان يحمل زعفران، وضلع كان يستنزف البداية,,
عندما اعتقل الجنون أبخرته فينا وانتحر,,
،- قال : هوس المبدعين انفجر,,
،* قلت من بدل المعاني,, من مشط القوافي فصارت قيعان مطر,, من علم الأيام أن تلفظ أبطال قصتها لتنام في الوحل/ تحت الحَفر,, قطار,, يمشق,, يمشق,, يشنق,
،** وتفوت المارة,, يتجمدون لحظة أمام قطار جاثم فوق جسد ما,, تعرفوا عليه,, لا لم يعرفوه,, أنكروه,, وأشاحوا بوجوههم بعيدا,, تمتموا، بسملوا وحوقلوا,,
ومصمصوا فراغا بين الشفاه ومضوا,
إلى من يهمه الأمر
،* (صرخت): أيها المارة,, يا وجوها بلا تعب,, ياجليدا ممزقا دون سبب,, بيض النمل لن يلد الصقور، وبيضة الأفعى لن تصبح كرة,, تلهو بها الصغار، ليتني كنت
طليقة في سهول المغفرة، وترفع عنا مغص البارحة، من بدل أحلامنا وجعل منها نوة عابرة,, من أيقظ السكين في العمر وأغداه هوة بلا قرار,, اعطوني ذراعا كي
أتعلم العناق,, أعطوني طبشورا كي أرسم نفقا تحت الذاكرة,, لكنهم مضوا بعد أن رسموا جسدا ممددا بلا حراك، وتمتموا,, بسملوا وحوقلوا,, صفعوا الأرض بأرجلهم،
ومضوا,
قطار,, يشنق,, يشنق,, يشنق,
،** حدث يمكث في الذاكرة طويلا,, يغتصب لحظة فرح مشرعة,, كقطار هشم نافذة فأنجبت حروقا ودمارا,, إلى أن يأتي الله بهبة السأم والنسيان,, و(تتجول تلك من
تبحث عن الاحزان,, بين قطارات جثمت فوق بعض المبدعين),،
،(1) قطار فردوس عبدالرحمن (عاشقة ماتت في محلول الغدر) ( ) ،
فلتضحك مني الطرقات/ فليهذِ الشارع ويجن/ ولتصفعني كلمات المارة/ تأخذني من شعري/ تذروني في بالوعة طين/ وتكبكب وجهي حتى يبتل دمائي من طين/ يا هذا المار
من الخلف/ قف/ إني أعرفك وأستبقيك/ كي أسألك سؤالا واحدا/ من جرجرني من بيتي أنام هنا/ من ازعج أحلامي وأضاء النور عليها/ ثم رماها من نافذة العمر فماتت/
واستلقت دون كفن أو دون ضريح/ من عذبني بسياط النار/ وخبأ قلبي في دوامات الريح/ من طوح مني عمري فرماه وأرداه قتيلا/ فوق الشارع في جوف الليل/ يا هذا
المار من الخلف/ قف/ هل تعرفني؟/ أنا صاحبة الضيعة/ تذكرني؟/ أنا صاحبة القصر الراكد خلف الاشجار هنا/ هل تسمح لي أن أحكي لك/ عن لحظة فقدان الوعي/ ثم
استيقاظي فوق الاسفلت هنا/ يا هذا المار من الخلف/ قف/ أعرف انك ترتعش من البرد/ لكني اعرف ايضا ان غطائي المنسي على شباك القصر/ قد سقط على كتفيك/
فتألمت/ حين نظرت/ إلى الشباك الفارغ من وجهي/ وخلعت حذاءك وجريت/ حتى تنسلت من المارين/ حتى تتبرأ من ذنب الطعنة/ من ذنب الجرجرة الحبلى بالدم/ في منتصف
الليل/ يا هذا المار من الخلف/ قف/ أنت صديق القاتل/ أنت الحاجب كاتم أسراره/ أنت المتهم الاول بجريمة سلب النور من العينين/ يا هذا المار من الخلف/ قف/
حتى تتلو وجع البرد/ حتى شمع مني آخر كلماتي/ قبل استفراغ الدم على الطرقات/ أنا صاحبة الضيعة/ صاحبة الثمر النازف طول العام من الاشجار/ صاحبة الزرع
المفعم بالنوار/ صاحبة الريح/ صاحبة الغيم، صاحبة الايام الثكلى/ هل تعرف تاريخي المفعم بالافكار/ تعرف/ اعرف/ يعرف/ القاتل يعرف/ ولأن مفاتيح العمر/
مفاتيح القلب/ مفاتيح القصر لديه/ غافلك وعلق في شرياني محلول الغدر/ ثم رويدا فرويدا استل دمائي/ ففقدت الوعي/ ولأن تراب الشارع اختلط بدمعي وبدمي/ فتحول
طينا/ فأفقت/ كيف أدرك من غافل اسوار القصر,, القاتل/ أسوار الخير المزروعة حول الضيعة,, القاتل/ أسوار النور المتعمدة الإبهار,, القاتل/ كي أدرك من صفى
أوردتي وشراييني/ في محلول الغدر ونام,, القاتل/ من ألقى الجثة من شباك القصر ونام/ ولأني أعرفه,, تعرفه/ أطلب منك شهادة حق/ يا هذا المار من الخلف/ قف,
ولتتل وجع البرد/ وتقدم/ واحكِ للمارين/ احك للشارع/ أحكِ للطرقات/ أحك للريح او الغيم/ عن,, قصة عاشقة ماتت في محلول الغدر,
،(*) من ديوانها (عاشقة ماتت في محلول الغدر) 1997م,