وفي جزر المطر,, دهشة!!،
ميرفت عبدالرحمن السحلي
المسرح التجريبي ,, ونزهة خلف أسوار المراثي (3-3)،
والمكان : حنجرة عصفور كان يشدو قبل الغزو !،
،** جاؤوا ,, وجزيرة الروح الصغيرة - قلبي - تندلع منها الشوارع والمصابيح، والف نافذة لحجرة مضاءة ,, يغتال فيها الصمت بارتعاشات الصهيل يجدد الورد
المعطر بين الحقول,, وتأتي قافلة من ظلال,, تغتال النوافذ,, تطمس شوارع الصهيل,, تندلع كل الحروب لتحاصر هذا القلب الصغير,
ظل بعيد,, يمشي إليّ,, عائداً من الجدار الى جسدي,,, وحيداً ,, غريباً كانعدام اللون على ضوء المصباح المريض,, ظل بعيد,, حارس الفراغ وغبار العبيد,,
تطردهم في الفجر فتتسع الارض لكل ظل وليد,, تطردهم في الليل,, فيتسع الموج المؤجل لزخم الظلال - قراصنة فوق البيوت,, تضيق الارض بالجسد العائد من اغتيال
جديد,, وقد شق الحلم فيه اخضرار النبات وقد شق الموت فيه الفصول والبلاد,, وفتاة تنمو في رقصة الشمس البعيدة,, رغيف رمادي من دخان,, والمستحيل مواطن لهذا
الظل البعيد,,
،* المكان : شارع ضيق موحل,
،* الشخصيات: (هي) امرأة مشنوقة بظل البارحة - جوقة من ظلال - عاملة المنزل - رجل آت عن بعد - مظلة,,
،* الحدث: ماسورة مياه منفجرة,
،* الجوقة - (هاتفوا البلدية),،
،- هي : لا ,,, شارعي الحبيب,,, كان خارجاً للتو من قلبي قبل الحصار,, لا ,,, هو وحده استطاع ان ينفجر,,, هو وحده استطاع ان يقول لا,, لا,,,ه,,!،
،- هي (سألت عاملة البيت): هل هناك ما يكفي من الحساء,,؟
،- عاملة البيت : نعم,
،- هي: هل هناك ما يكفي من الاطعمة الجافة؟
،- عاملة البيت: نعم,
،- هي: و,, هل هناك ما يكفي من النسيان؟
،- عاملة البيت : لا,,
،* المكان : حنجرة عصفور كان يشدو قبل الغزو,
،- هي : هذا القادم عن بعد,, فك الغيم عن صدري!،
،- هو : الظلال اكلت حواف الأيام,
،- هي : شد قيد الصوت عني !،
،- هو : الصوت مسجون ، والحلم في كوة الأوهام,!،
هي : فك غيمي,,
حل صمتي,, فك يأسي,
،- هو: سأحاول جهدي ترميم العمر,, يا امرأة باتت تكورني على نهاية الطرق المنهكة,, خارج من الذكريات وعائد للطبول المرهفة,, زاحف الى الأخضر من كل يابس في
هذا النهار,, صاعد إلى الأزرق في كل مدى,, مرتق إلى المنتهى,, أحاول جهدي ترميم الفجر/ الصبر,
،(الظلال تلهو بالقناديل المعلقة، والأجساد تائهة تحت مدى مسجون بطيور معدنية)،
،- هي أأنثى الطائر (طائرة),؟
،- هو : الطائر ريش من كلام, ومنقاره من نغم,, الطائرة,, لغة من رصاص ومنقار صنع للعدم,
،- هي : الطائرات تشدني وتلعق رمانة في عروقي !،
،- هو : الظلال لا تقتلها الطائرات ,,
والاجساد تمشط صبرها لعدد لا بأس به من الشهداء !،
،- هي : السماء رمادية ,, والظلال لا تأكل إلا الرماد تكون السماء أشهى رمادا في عيون الظلال,,
،* المكان: شتاء لايعرف المطر,, الزمان: أرض بلا سماء,,الحدث: لا أحداث في ارض تغزوها الظلال,
،- مظلة : أين الرؤوس اظللها ,, الظلال لا تحب المظلات,, والاجساد عارية من الغد,, فأين الرؤوس اكسوها,,, احميها من غبار الركود,, اين الرؤوس امنحها حلاوة
المفارقات؟!،
،- هي : هيا أيتها المظلة ,, تعالي,, ساعديني واحملي رأسي نركّبه لهذا الجسد الضئيل ونمنح الغد بحلم الوصول,
،** وهكذا احداث المسرح التجريبي (فانتازيا) الحلم وصعلكة المشاعر في دروب النفس والضمير,,
ورؤى الغد من واقع رأس الكاتب وحده,,
وتكون أدوات المخرج من ديكورات العمل (رمزية) مكثفة تصل احيانا الى درجة الغموض, وتكون الفلسفة المنبثقة من الاحداث ليست بالضرورة تخضع لنطاق المنطق ,,
فلها منطقها الخاص,, إنها لا تخضع إلاّ لمنطق الأحلام او الكوابيس,,
ومع ضغوط الإنسان وتطوره في نفس الوقت: أصبحت هذه الأعمال اكثر ملاءمة لتذوقها لأنها تدفع ما بداخله للخارج فيشاهدها عملا إبداعيا ممسرحا,
،***
،** تنويه : حدث خطأ في عنوان المقالة السابقة ، فقد نشر العنوان (مباركٌ ,, هول الليل القادم من السماء!) وصوابه (مباركٌ ,, هو الليل القادم من السماء!),،
،
،


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved