باذن الله - بانجاز التقدم في كافة المجالات,
ومن هذا المنطلق فقد سبق ان اصدر صاحب السمو الملكي وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة في شهر شعبان من عام 1417ه قرارا يتضمن الموافقة على
استراتيجية القوى البشرية بالمملكة العربية السعودية والتي تهدف الى تهيئة القوى العاملة الوطنية وتنميتها لتقوم بادارة وتنمية الاقتصاد الوطني خلال المدى
الزمني للاستراتيجية، وهو فترة محددة بخمسة وعشرين عاماً اعتباراً من بداية الخطة السابعة للتنمية في شهر شوال من عام 1420ه الموافق الأول من يناير من عام
،2000م والتي تنقسم الى مرحلتين خطة قصيرة المدى (من سنة الى خمس سنوات) والاخرى طويلة المدى وهاتان المرحلتان متكاملتان وفي خلالهما يمكن تحقيق الهدف
العام للاستراتيجية,
وفي جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الاثنين 15 جمادى الآخرة عام 1419ه شدد خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى فهد بن عبد العزيز - يحفظه الله - على
اهمية التكاتف في جهود جميع الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص للعمل على تحديد الفرص الاستثمارية والصناعية واعداد الشباب السعودي
وتهيئتهم للعمل بشكل اساسي,, واكد - يحفظه الله - على اهمية تدريب الشباب واعادة تأهيل الخريجين الذين لا تتناسب مؤهلاتهم وفرص العمل المتاحة,, كما اكد -
ادام الله عزه - على ضرورة تشجيع الشباب وتوجيهه الى الالتحاق بالتخصصات التي تتفق مع احتياجات المجتمع,
وفي اللقاء الذي تم مؤخرا بين صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس مجلس القوى العاملة مع رجال الاعمال بحضور المسؤولين المعنيين بالاجهزة الحكومية اكد
سموه - يحفظه الله - ان توجيهات خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة هي المنطلق والاساس في التعامل مع كل ما يؤدي الى
تأهيل المواطن ليعمل في اي شركة او مؤسسة مع أخذ تجارب دول العالم كلها في الاعتبار واخد ما يوائمنا كمجتمع مسلم دستوره القرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى
الله عليه وسلم,
وفي اجابة لسمو الأمير نايف اوضح سموه انه ما دامت العمالة المستقدمة لدينا بالملايين فلا شك ان الخلل موجود، فأين يقع الخلل؟ واكد على ضرورة التعرف
عليه,, وانه لن يصعب على الجميع,, ولكننا نحتاج الى المزيد من الاحصائيات والارقام,, كما اكد سموه ايضا على اهمية مساعدة الشباب (الذين هم الاغلبية الكبرى
من المواطنين) بكل ما اوتينا من قدرة في تأهيلهم وفتح مجالات العمل لهم، ويجب ان يكون الشباب السعودي في افضل موقع سواء في القطاع الحكومي او في القطاع
الخاص,
كما رحب صاحب السمو الملكي وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة بكل اجتهاد او افكار جديدة او اقتراحات سواء اصاب هذا المواطن في اجتهاده ام لم يصب
وقدر سموه لأي مواطن اي مساهمة هادفة, ان هذه التأكيدات من ولاة الامر ومن مجلسي الوزراء والقوى العاملة على موضوع مهم جدا سوف تبلور - باذن الله -
مستقبلاً زاهرا لابناء وبنات هذا الوطن الذي اعطى ولا يزال يعطي ما يحتاجه اي مواطن لان يكون مواطنا مسلماً صالحا معطاء لأطهر بقعة في العالم,
وما اريد ان اؤكد عليه في هذا المقام ان حكومة خادم الحرمين الشريفين - ايده الله بنصره - قد اعطت دون منة قطاعها الخاص كل ما يحتاجه حتى بلغ استثمار
القطاع الخاص حتى عام 1997م حوالي (58) بليون ريال، كما ان رأسمال الشركات القائمة الآن يصل الى حوالي (158) بليون ريال ويبلغ رأس المال المشترك (السعودي
والاجنبي) حوالي (28) بليون ريال وتبلغ الاصول الوطنية المملوكة للقطاع الخاص والافراد والمستثمر خارجيا (400) بليون ريال، ولقد استفاد القطاع الخاص من
صناديق الاقراض والاعانات التي قدمتها حكومته الرشيدة بما يزيد على (300) بليون ريال في خطط التنمية الاخيرة (جريدة الرياض العدد (110648),،
وقد آن الآوان للمساهمة في تحقيق اهداف الاستراتيجية الوطنية للقوى البشرية التي ستبدأ العام المالي بعد القادم (بعد خمسة عشر شهراً من الآن) وهذه
الاستراتيجية تشتمل على مجموعة من الاهداف العامة والفرعية والسياسات والوسائل وآليات التنفيذ المتناسقة والمتكاملة والتي تتصل بتنمية وتطوير القوى
العاملة، وهي كفيلة - باذن الله - بتهيئة وتنمية القوى العاملة الوطنية لتقوم بادارة وتنمية الاقتصاد الوطني خلال مدة زمنية محددة,
كما ان الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية بعيدة المدى (1420 0 1440ه) والتي تقوم باعدادها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة التخطيط
ستضع اهدافا استراتيجية للعلوم والتقنية لما سيكون لها من دور حاسم ومؤثر في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين ومن المتوقع ان يكون الغنى والثروة
للدول المتقدمة في هذا المجال لأن العلوم والتقنية (كما هو معروف) لعبت دورا حيوياً ومهماً في النصف الاخير من القرن العشرين (الحالي),،
كما ان لمتابعة الامانة العامة لمجلس القوى العاملة لتوصيات ندوة توظيف العمالة الوطنية في القطاع الاهلي التي عقدت في رجب من عام 1416ه وقيامها برفع
تقرير سنوي يتضمن ما تم اتخاذه من خطوات عملية تجاه تنفيذ توصيات الندوة وايضاح العقبات ومتابعة القطاع الحكومي والخاص في القضاء عليها اوصل تنفيذ هذه
التوصيات الى مرحلة متقدمة جداً,
لذلك فان تاكيدات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - على اهمية التكاتف في جهود جميع الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص كفيلة بتحقيق
الهدف العام لاستراتيجية تنمية القوى البشرية والذي يتلخص في (تهيئة القوى العاملة الوطنية وتنميتها لتقوم بادارة وتنمية الاقتصاد الوطني خلال المدى
الزمني للاستراتيجية) من خلال اهدافها الفرعية قصيرة المدى والتي تتلخص في الآتي:
،1 - الحد من العمالة الوافدة وترشيد عملية استقدامها واستخدامها وقصر العمل في بعض القطاعات والمهن على العمالة الوطنية,
،2 - تحقيق مزيد من المواءمة بين العمليات التعليمية والتدريبية واحتياجات سوق العمل من القوى العاملة الوطنية,
،3 - تحقيق التكامل في مجال التخطيط للقوى العاملة وتطويرها,
،4 - ايجاد قواعد متكاملة لمعلومات سوق العمل تتسم بالشمولية والحداثة,
،5 - تحسين ورفع مستوى انتاجية القوى العاملة الوطنية ومواكبة التغيرات التقنية,
اما الاهداف طويلة المدى في الاستراتيجية الوطنية لتنمية القوى البشرية فتتلخص في الآتي:
،1 - بلوغ مستوى الاستخدام الكامل لقوة العمل الوطنية,
،2 - الاستغلال الامثل للقوى البشرية الوطنية بما يؤدي الى زيادة اعداد الداخلين الى سوق العمل وتوظيفهم,
،3 - غرس وتكريس مفاهيم الانتماء والمواطنة وقيم العمل في المجتمع السعودي,
،4 - مواكبة استراتيجية القوى العاملة البشرية للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والامنية,
مما سبق يتضح ان حكومة خادم الحرمين الشريفين قد رسمت الطريق ووضعت النقاط على الحروف، وبقي دور المواطن سواء كان يعمل في القطاع الحكومي ام لا يزال طالبا
او متدربا في مؤسسات التعليم والتدريب او يعمل في القطاع الخاص لأن الدولة وضعت كل تلك الاستراتيجيات والخطط التنموية والانظمة مثل (نظام العمل ونظام
التأمينات الاجتماعية) واللوائح والقرارات مثل (قرار سعودة الوظائف بنسبة 5% سنويا) ومع كل هذا فقد رحب صاحب السمو الملكي وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى
العاملة اثناء اللقاء الاخير لسموه بأي اقتراح او طرح جيد يؤدي الى تحقيق تلك الاستراتيجيات والخطط باهدافها قصيرة المدى او بعيدة المدى لان تحقيق اهداف
هذه الاستراتيجية هو الحل الامثل - باذن الله - للوصول الى ما تصبو اليه حكومتنا الرشيدة لرفاهية المواطن وتنمية الوطن وفق ثوابتنا الاسلامية, قال الملك
القدوس في محكم تنزيله (وقل اعملوا فسيرى الله الله عملكم ورسوله والمؤمنون) من الآية (105) التوبة, وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لأن يحتطب احدكم حزمة
على ظهره خير له من ان يسأل احدا فيعطيه او يمنعه) اخرجه البخاري,
وقفة للتذكير:
تهدف مناهج التعليم في المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الاهداف الاسلامية العامة التي تحقق غاية التعليم من خلال تعميق الخلق القرآني في المسلم
والتأكيد على الضوابط الاخلاقية لاستعمال المعرفة حيث قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وتأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص
المناسبة لتنمية قدراته حتى يتمكن من المساهمة في نهضة وطنه وأمته الاسلامية, كما بينت مناهجنا ان السماحة من خصائص الدين الاسلامي سواء مع المسلمين او
غير المسلمين مصداقا لقوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هوناً واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) اية (63) الفرقان وقول نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم: إن الله يحب من عبده ان يكون سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى أخرجه البخاري,
نسال الله ان نكون ممن اهتدى بهديه,
* وكيل الرئيس العام لتعليم البنات المساعد للتخطيط والتطوير