أيام العرق والطين
عبدالله نور
ابن سعود في أشعاره التَّأمُّلية والفروسية؟!،
لم يكن ابن سعود في شبابه، بالرَّجل الدَّارَّية المتَغَزّل المتَهتِّك المُرِبِّ الذي يهتاج في أموره فلا يدري كيف يصنع في نوائب الدهر, وكان في كل
أشعاره الغزلية لا يتعدى معشوقته نجد الا لكي يعود اليها في أشعار اخرى تأملية يبث فيها لواعج قلبه وخوالج روحه ونفسه ووجدانه
يا نجد ما جانا مِنك رد علوم
واليوم أنا شَفقٍ على المِسناد
قالوا مريحٍ قلت أنا المهموم
حتى نقِرّر للنضا ميعاد
نركب على اللِّي قطِيِّهن مردوم
وِن رَوَّحَن مثل القطا الشَّراد
أو قوله
من نجد ما جانا خبر
ينقل لنا علم الحريب
لا بد من يومٍ حمَر
والَّشمس من عجِّه تغيب
وإذا تجاوز في أشعاره الوجدانية التي يذكر فيها نجداً تراه يجنح الى الشعر التأملي في بعض المعارك فتراه يقول
مهَبول يا قَايل قِضَت
تَوَّه عَمَر دَخَّانها
يِطرِد بها وِرعٍ صِغير
خَيَّال فوق حصانها
ويصف معركة بقوله:
عَيَّو يطيعون النّصايح
وناعن البوق أَتِذَرّى
يا للي تريدون المدايح
ما خير إلا عِقب شراَّ
وله في وصفه (السياسة) الحربية
حِنَّا كما نِمرٍ الى مِنَّه عَدَا
والنِّمر ما توِّمِن دَغَايله
نِمشي لصاحِبنا قِدَا
واللِّي يحَايِلنا نحايله
وله في التضرية وسياسة الحرب وسياسية الخيل
يا سابقي حِرمٍ عَليِك
شَبَّو الحصِانِ اللِّي عَرِيب
بِالبُرَّ أنا بارهي عليك
ما دام أبو مِتَعب حريب
وله ايضاً في مثل ذلك
الغُوج رَدِّيته بتالي الخيل
يُوم ادّبَحَنّ الخيل بالفرسان
لِعيون مِن ريحُه زباد وهيل
شامت عن الجهال تبي الشيبان
وله في مثل ذلك أيضاً
حِنَّا إلى رِكبَت عراب الخيل
وتقاحَص الفرسان قِدام وورا
شِهبٍ عليها مِن ذياب الليل
فرسان خيل ما تباع وتشترى
وله في حالتي الحرب والسلم قوله
أَحِبِّ العافيَة واشريها
وَسوق عمري والدِّبش
وَلي عَصَو عِذَّالهم
رَدِّيت لرقاب النمش
تلك مختارات من بين مجموع من أشعاره أوردناها هنا وصرفنا النظر عن غيرها، لأن موضوعها تأملي وفروسي ووجداني وسنعود الى قراءتها مرة ثانية لتكون رصيفة لتلك
التي كنا قد اخترناها من اشعاره الغزلية في نجدو والمجال بعدئذٍ لا يتسع للمزيد، ويكون مسك الختام هذه الابيات التي يهيجن بها كل فتيان نجد الحاضرة
والبادية
يا هَنِيَّ التَّرف منسوع الجديله
ما ضواه الليل دون مغرَّزاتي
وَرِّدوهِن هيت واخطاها الدليلة
والموارد دون هيت مقضّباتي
حَدّرَن مِثل القطا صوب النثيله
ضِمَّرٍ تضفي عليهن العباتي
قَدَّسَ الله روحك وطَيَّبَ مثواك ولا كان من يَشناك,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved