وفي جزر المطر دهشة
ميرفت السحلي
المسرح التجريبي,, ونزهة خلف أسوار المراثي (2-3)،
مباركٌ,, هول الليل القادم من السماء!،
وإذ الليل يهديني لقطاع الطريق,, (قالها المسرح العتيق)!،
هي: من ذلك الناهض من ذاكرتي؟!،
هو: الرمل يصف خريطة مبسطة لمنحدرات قلبي,, الرمل يصف قلبي يقول إنه ليس سعيداً بالإقامةفيه,, فهو في نظره جاف خشن,
هي: من ذلك المعلق في دهشة الليل؟!،
هو: في منتصف البصيرة,, أبصر بعيني (أوديب) المفقوءتين، وأضم أقدام (أيون),, في منتصف الانكفاءة,, أضم أقدام الرمل المتقدم للأمام,, الرمل علا جسدي وزرع
أطفاله في مقلتي,
هي: فوق جبهتك العريضة أخشابك تئن,, معتقلة في فنادق المراثي,,وقد داهمتك الريح فمرت الشتاءات وأجنحة الطير الساقط من عواء الرحيل, وبددت النهار
بالغبار,, لكن الليل,,معلم السواد,, صاعد من ألق النجوم إلى عبق (الكواليس) فأمام الريح,, الليل ما زال أسود، والنخل شاخص للسماء,, مبارك هو الليل القادم
من المساء,
هو: الليل يهديني لقطاع الطريق,, والأدباء قادرون على رياضة الصمت,, وقادر أنا على رياضة الموت النشيط,, الستائر مسدلة كجثة خمدت للتو,, القاعة
فارغة,,والأنوار مطفأة,, لقد كتبت (لولو بقشان) من مجموعة مسرحياتها (قبل أن يرفع الستار)، وفي مشهد من خلف الستار:
أطفئت الأنوار/ بقايا تصفيق كسيح/ خطوات تبتعد/ كجسد همد/ سقط الستار, ولم يبق على الخشبة سوى كتاب مهمل/ نعل أخضر/ هو ماتبقى من لحن الرقصة الأخيرة،
قنديل مطفأ/ وكرسي خشبي بثلاث أرجل/ هي بقايا الفصل الأخير/ تقف وحدها في كبد النهاية/ تحني جسدها في مواجهة الستار المسدل/ تلملم بقايا النص الذي لم
يسمعه أحد/ تتمتم/ تترنم/ تعبث بمسامير سوداء تحت قدمها الحافية/ وتبلع الهزيمة التي مثلتها أمامهم/ الكراسي لا تعرف هزيمتها/ ولم تلحظ خروجها عن فتات
النص/ تلك كانت أدمعها هي/ والرقصة التي أطاحت بها على الخشبة/ كانت صرخة/ انتظرت أن تعلنها يوماً ما للستار المرفوع/ انتهى العرض/ والكلمات المكتوبة
غادرت الجموع/ بقيت وحدها/ تهمهم/ تجمع بقايا الصوت المذبوح/ وتترنم/ بلحنقديم لم يسمعه أحد/ هي هنا حيث لا أحد/ لا أحد ,
هي: تتعدد أوجه انتصار الهزائم,, تتعدد الأظافر,, تتعدد فصائل الدم المنسكب,, تتعدد الأسباب والحزن واحد، الحزن,, كاتب الأدباء، وموحد الدموع في المقل,,
وما زال هناك أدباء قادرون على رياضة الحزن الشريف:
لم أبك كثيراً، إذ علمني الزمن القاسي فيمابعد/ أن أبكي في أوراقي (من مسرحية ليلى والمجنون صلاح عبدالصبور),, الحزن,, ناصع كألم المخاض,, حاد كجوع
الفقير,, فلتأخذ وضع استعداد لافتتاح الليلة,
شخوص مسرحيات
المسرح التجريبي
،* الاسم: سيف، أو يزن، أو حزن,,
،* ماذا تعني الأسماء,, ماذا يعني المكان,, العنوان,, ما دام المتحدث في النهاية هو الانسان,, مجرداًً,, وقد خلع قامته، رتبته، ولونه وعلقها في مشجب ركام
التفاصيل اليومية,, وارتدى نداء في القلب والذاكرة,, يعبث فيهما، تصطدم يده بندبات أظافر,, يحلو له اللعب بكوة دامية,, يخرج ما يكفي لعشاء الليلة جروحه
وقد تبدو في أبهى زينتها حين سلط الضوء عليها، وألبسها مايحلو لها,, فتنطلق فرحة بحريتها من حدود الجرح والذاكرة وتكون هي الأبطال الحقيقيين,, الأكثر
صدقا,, الأكثر عمقاً فوق طاولات المسرح التجريبي,, من أجل الانسان الإنسان,, بلا ملامح أو عنوان,
زمن أحداث المسرح التجريبي
،* الزمن: حركة، وسكون,, ماذايعنينا الزمن إذا كان العمل لا يخضع إلا لمنطق الحلم أو الكابوس؟!,, المهم هو إيحاء الزمن علينا,, غلام غادر الصبا وصار
رجلاً,, وجه تجعد,,حركة وهنت,, صيفاً,, شتاء,, المهم هو إيحاء الزمن علينا,, (من حديث لوصيفتين من مسرحية (الأميرة تنتظر) لصلاح عبدالصبور:
الوصيفة الأولى: ما قيل فقد قيل/ نطقتنا الأيام، وألقتنا في وجه الريح/
الوصيفة الثانية: فلنحرص ألا نتفرق أو نتوحد/ حتى لا يذرونا الغد/ وتعلقنا بين جدائلها أشجار السرو/ الوصيفة الأولى: خمسة عشر خريفاً مذ حملننا في العربة
من بين حقائب ماضيها/ الوصيفة الثانية: خمسة عشر خريفاً مذ فارقنا قصر الورد/ ونزلنا هذا الوادي المجدب/ إلا من أشجار السرو الممتد كتصاوير الرعب/ ,,,،/
،(تتجه الوصيفة الثانية إلى الحائط، لتكشف لنا عن كوة صغيرة، تفتحها لترى تكاثف الظلام في الوادي),, خمسة عشر ظلاماً/
الوصيفة الأولى: هذا ميعاد مواجدنا الليلة/ الجرح يريد السكين/
الوصيفة الثانية: نفس الترتيب؟/
الوصيفة الأولى: نفس الترتيب/ حين تصير الظلمة خمسةعشر ظلاماً/ نتبادل هذي الكلمات ,,
،** ويبدأ احتفال إخراج ما في الذاكرة,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved