إلى صبري,, سألم أسماء البشر,, سألم قطرات المطر,, سألم حكايات القرنفل عن مواعيد اللقاء الأخير ,, سألم الصحاري وكبار السن,, وكبار الموت,,
،** وقفت على الرصيف الآخر من هذا الصمت ,,!، والستائر مسدلة,, الضوء خافت,, والقاعة شبه مظلمة ,, القضبان سياج من ظلال المتاهة, والعالم نائم خارج أسوار
الفرحة والبكاء, والبيات الزمني إمضاء لأوراق (تحت الطبع),,
،** قالت : أيها المسرح العتيق تشبه دمي,, حين يكون مسفوكاً على قارعة الطريق,, وأسراباً من الأشجار مصوبة إلي,, تختبئ في صدري,, وتخترق,, أسراباً من
الليالي الظامئة,, توقف النزف المعطر مابين العلاقة,, وكتبت على الصبح المجاور أسروا بي إلى ذاكرة تذكر خيول الفاتحين لهذا المسرح العتيق , ويكون المسرح
التجريبي هو الأمل الباقي,,
بطل روايتنا ومهرجها رجل يدعي,, مايدعى / ماذا يعني الاسم / والوردة مهما يكن الاسم ستنشر عطراً/ والقنفذ مهما يكن الاسم سيدخل في جلده / صنعته,, أية صنعة
/ ولنحكم من هيئه وثيابه/ وعلى كل, فالأمر بسيط/ صنعته,, أية صنعة/ وهو يسافر في آخر قاطرة ليلية / نحو مكان ما / ويعد عواميد السكة/ واحد,, اثنين ثلاثة,,
خمسة,, مائة/ هاهو ذا يتململ سأمانا/ إذ لا تستهويه اللعبة/ فيجرب أن يلعب في ذاكرته/ يستخرج منها تذكارات مطفأة, ويحاول أن يجلوها/ أسفاً, لاتلمع
تذكاراته/ يدرك عندئذ أن حياته/ كانت لالون لها / يسقط من عينيه أيامه/ تتبدد دوامات فوق حديد الأرضية/ لاتتكسر قطعاً وشظايا / إذ ليس هنالك شيء صلب /
تراك ,, تراك,, تراك
،(صلاح عبدالصبور من مسرحية مسافر ليل, كوميديا سوداء)،
،** وقف خلف قضبان من الأقدام والصياح,, وقف مبحوحاً مشدوهاً في نصف ابتسامة,, في نصف دمعة,, في شبه انكسار,, أخشاب متلاصقة تئن تحت وطء الأقدام,, مشنوقاً
بأحبال الصوت والمساحيق الزاعقة,
،- قال : اسمي يضيق على حدود الانفعال,, اسمي يغلق كل أصدافه في محاولة للصمود لأسماء الريح المتعددة,, وسموها (سيناريوهات),, وصدري يصف الموت,, كما يصف
الأحوال الجوية,, بنفس الرتابة,, لتتقدس قدماك أيها الواقف فوق قلبي الصغير ليتقدس صمتك ايها القابض على فمي ليتقدس موتك أيها الصاعد من روحي إلى ماء
البحر الملتهب,, فوداعاً!،
،* إلى أين ؟!،
،- إلى موت يحمل اسمي وحدي,, ولايجمع معي الآخرين,, فأكون طازجاً,, خارجاً للتوّ من الحياة ومن مطبعة إسطبلات الكلام,,
،* لماذا الموت؟,, مشت الخيول على العصافير الصغيرة/ فابتكرنا الياسمين/ ليغيب وجه الموت عن كلماتنا (*)،
،- تعلمته من صمتي الطويل,, من ضجيج المجد البعيد ,, والآن,, من ضجيج الفرقعة الكاذبة,, وبين الضجيجين شُدت قامتي قوساً يتوتر,, حتى اتخذ الصمت في هذه
الصرخة الاحتفالية,
،* أيها الهرم العتيق,, ياخارطة الدم والمشاوير، وملح البحر, وعسل المناحل,, ضاق صبري فاتسع, واصدح بما يوحي لمائك,, أنت ذاكرة الوجع,, وأنت تفاح المدائن,,
فاقرأ ما تيسر من الجروح الحنونة,, اقرأ ماتيسر من صمت (لولوبقشان),, وهي تزرع نبتة جديدة للمسرح التجريبي بمسرحيات تبدأ قبل أن يرفع الستار,
،(1): ضوء أصفر والحوار كلمة واحدة هناك وسط لفيف من الأسئلة وكل الإجابات (ربما) لاتصفيق ,, لا ترحيب,, لاحوار / المشهد بدأ ولم يبدأ بعد/ وهي الشخصية
الوحيدة على المسرح
،(*): تدخل إلى دائرة الحلكة بعيداً عن الضوء الأصفر / في يدها برتقالة وفي الأخرى عشبة لونها ترابي / تمسح على شعرها بالعشبة وتشم رائحة البرتقالة/ عينان
تدمعان بحثاً عن الصورة/ ترى هل ابتلعتها الثمرة الشاحبة/ أم هل نسيتها هناك حيث أغمد خنجره في خاصرتها؟
،(3): الضوء الأصفر يقترب منها/ هي تكره أن يتعقب جرحها عفن / تبتعد وجلة/ كان هنا, ذلك الذي علمها كيف تبكي جراحها دون ملل/ قال بأنها رجع أحلامه / مررت
دمعها على وجنتيه وارتضت أن تكون أسيرة/ قال لها:- اسكني خوفي فلم يحبني أحد سواك/ أنا لون البروق العنيدة لكل الرمادية من حولك/ وأنت من شرب دمعي وأواني
حين طردني الليل خارج أقماره ,